أستراليا تخصص 352 مليون دولار لتطوير لقاح أوروبي ضد كورونا

تعززت الآمال بتحقيق تقدّم في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد أمس مع تعهّد قادة العالم بتقديم مليارات اليورو لتطوير لقاح خلال مؤتمر دولي افتراضي خاص.

Australian Prime Minister Scott Morrison speaks to the media during a press conference at Parliament House in Canberra, Friday, May 1, 2020. (AAP Image/Lukas Coch) NO ARCHIVING

Australian Prime Minister Scott Morrison Source: AAP

 تعهدت أستراليا بتقديم 352 مليون دولار لصندوق أبحاث بقيادة المفوضية الأوروبية لإيجاد لقاح لفيروس كورونا. وتعززت الآمال بتحقيق تقدّم في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد أمس مع تعهّد قادة العالم بتقديم مليارات اليورو لتطوير لقاح خلال مؤتمر دولي افتراضي خاص.

 ورغم تغيّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن المناسبة، أشادت منظمة الصحة العالمية بجمع مبلغ قدره 12,7 مليار يورو (7.5 مليار دولار) في إطار ما اعتبرته استعراض "قوي" للتضامن العالمي. وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون "إن كوفيد-19 يضعنا جميعًا تحت الاختبار وهو اختبار نرتقي إليه جميعًا".

وأضاف موريسون أن "الباحثين الأستراليين يعملون مع شركاء دوليين لتطوير لقاح". وتابع قائلا "هذا مشروع مشترك عظيم من قبل شعوب العالم بهدف واضح للعثور على هذا اللقاح".

وستصرف معظم الأموال الأسترالية إلى مشاريع أبحاث اللقاحات المحلية في منظمة الكومونولث للأبحاث العلمية والصناعية CSIRO ومعهد Doherty وجامعة كوينزلاند.

كما ستحصل مؤسستان أوروبيتان على 15 مليون دولار من أستراليا لتطوير لقاح وأدوات تشخيصية.
تخفيف العزل

ويبحث العالم بشكل دؤوب عن لقاح للوباء الذي أودى بحياة نحو 250 ألف شخص حول العالم وأصاب 3,5 مليون شخص منذ ظهوره في الصين في أواخر كانون الأول/ديسمبر. وبينما تبدو الحكومات متحمسة لإنهاء الإغلاق الذي فرض على نصف سكان العالم وشكّل ضربة موجعة للاقتصاد العالمي، إلا أن هناك مخاوف من احتمال تسبب الرفع المبكر للقيود بموجة ثانية من الوباء.

وبدأت إيطاليا، الدولة التي شهدت أطول فترة إغلاق في العالم والتي تعد الأكثر تضررا بالفيروس بعد الولايات المتحدة، الاثنين تخفيف القيود التي فرضتها للحد من تفشي الوباء، بينما قامت أكثر من عشر دول أوروبية أخرى بخطوات مشابهة.

وتعتقد الحكومات أنها تجاوزت ذروة تفشي المرض مع تراجع عدد الوفيات في الدول الأوروبية الأكثر تضررا بفضل تدابير العزل التي استمرت لنحو شهرين.

"قوي وملهم" 

وقدّم قادة كبرى القوى الأوروبية إضافة إلى اليابان وكندا المبالغ الأكبر، إلى جانب متبرعين بينهم بيل ومليندا غيتس خلال مؤتمر عقد عبر الفيديو واستضافته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. ودعوا إلى التعاون بدلا من التنافس لإيجاد علاج قد لا يكون مربحا فحسب، بل قد يثير جدالا بشأن الجهة التي ستحصل على اللقاح أولا.

 وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في تعليقه على التبرعات "كان استعراضا قويا وملهما للتضامن العالمي".

 لكن لعل بريق التعهّدات خفت بعض الشيء بسبب تغيّب الولايات المتحدة عن الحدث في وقت يشن ترامب معركة ضد منظمة الصحة العالمية بشأن طريقة تعاملها مع تفشي الوباء وعلاقتها بالصين.

 وقال ترامب، الذي يسعى للفوز بولاية رئاسية ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر الأحد إن الولايات المتحدة ستحصل على لقاح لكورونا المستجد بحلول نهاية العام.

 كن توقعاته قوبلت بتشكيك من بعض الجهات إذ حذر وزير الصحة الألماني ينس سباهن من أن التوصل إلى لقاح قد يستغرق سنوات.

 وفي وقت خلّف الفيروس 30 مليون عاطل عن العمل في الولايات المتحدة، كثّف ترامب حملته على الصين التي حمّلها مسؤولية تفشي الوباء.
People on the Naples waterfront as Italy relaxes lockdowns.
People on the Naples waterfront as Italy relaxes lockdowns. Source: AP
هجوم صيني

من جهته، هاجم التلفزيون الرسمي الصيني أمس وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على تصريحاته "غير العقلانية" التي أشار فيها إلى أن مصدر الفيروس هو مختبر في مدينة ووهان الصينية، حيث ظهر الفيروس. وبدت منظمة الصحة العالمية كذلك في طريقها للدخول في سجال جديد مع ترامب، إذ أكدت أنها لم تحصل على أي أدلة بشأن "تكهّنات" واشنطن بأن الفيروس تسرّب من مختبر ووهان.

 وانعكس التوتر الناجم عن تجدد السجال بين واشنطن وبكين على أسواق المال أمس، من آسيا حتى نيويورك.
Graffiti depicting US President Trump, right, and China's President Xi Jinping kissing each other with face masks, displayed at a wall in Berlin, Germany.
有人在德國柏林的牆上,以塗鴉方式繪畫出美國總統特朗普及中國國家主席習近平通過口罩互相親吻的畫面。 Source: AP
وسجّلت الولايات المتحدة أكثر من 67 ألفا و600 وفاة بكوفيد-19، هي أعلى حصيلة وفيات في العالم بناء على الأرقام المطلقة. وبينما قلل ترامب في البداية من خطورة الفيروس، حذّر لاحقا من أنه قد يودي بأكثر من 60 ألف شخص، ليقرّ في مناسبة متلفزة الأحد بأن الحصيلة ستكون أعلى.

 وقال "سنخسر ما بين 75 و80 إلى 100 ألف شخص. هذا أمر مروع". من جهتها، بدأت العديد من الدول الآسيوية تتقدم ببطء نحو عالم ما بعد الوباء، إذ أعيد فتح المدارس في العاصمة الفيتنامية هانوي الاثنين بعد أسبوعين من عدم تسجيل أي إصابات جديدة.

 وعاد الماليزيون إلى العمل بينما تدرس السلطات في أستراليا ونيوزيلندا السماح لمواطنيها بالسفر بين البلدين. لكن اليابان مددت حالة الطوارئ لديها حتى نهاية الشهر، رغم أن تفشي الفيروس على أراضيها اعتبر أقل نسبيا مقارنة بغيرها. في الأثناء، يتسارع تفشي الفيروس في بعض المناطق مثل روسيا التي تتحول بشكل متسارع إلى بؤرة جديدة في أوروبا.

 وحضّ المسؤولون في موسكو السكان على التزام منازلهم في مسعى للسيطرة على العدد اليومي المتزايد للإصابات. وقال حاكم موسكو سيرغي سوبيانين إن "التهديد يزداد بشكل واضح".

 


شارك
نشر في: 5/05/2020 10:41am
آخر تحديث: 5/05/2020 10:52am
المصدر: AFP, SBS