قالت تقرير صحفي أمريكي إن المخابرات الأمريكية وجدت أن الحكومة الصينية أخفت حقيقة تفشي وباء كورونا في البلاد وأصدرت أرقاما مزيفة لأعداد حالات الإصابة والوفيات. وقال التقرير الذي نشرته بلومبيرغ نقلا عن ثلاثة مصادر في مجتمع الاستخبارات الأمريكية إن تقريرا سريا يحمل تلك النتائج تم تقديمه للبيت الأبيض الأسبوع الماضي.
وكانت محصلة التقرير الرئيسية هي أن البيانات الصادرة عن الصين كانت "ناقصة بشكل متعمد". وقال اثنان من المسؤولين للصحيفة الأمريكية إن أرقام الصين كانت مزيفة.
وتجاوزت حالات الإصابة في العالم 900 ألف حالة بينما وصلت الوفيات إلى أكثر من 46 ألف. وفي الولايات المتحدة تجاوزت حالات الوفاة 4700 حالة بينما الإصابات المؤكدة تجاوزت عتبة 200 ألف حالة.
بينما في الصين ما زالت أرقام الوفيات عند 3300 حالة والإصابات المؤكدة عند أكثر من 81 ألف. وبعدما كانت الصين هي بؤرة الوباء في العالم، انتقلت البؤرة إلى أوروبا وأصبحت الصين في المرتبة الخامسة من حيث أعلى عدد وفيات بعد إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وقالت بلومبيرغ إن هناك شكوكا كبيرة بشأن الأرقام الصينية خاصة بعد أن غيرت الحكومة الصينية طريقة رصد وتتبع الحالات. وتقول الصحيفة إن المسؤولين الصينيين استبعدوا الحالات المصابة دون ظهور أعراض من إجمالي الحالات المصابة، ولم يتم تصحيح هذا الأمر إلا يوم الثلاثاء الماضي عندما أضافت الصين 1500 حالة دفعة واحدة.
واتهم المسؤولون الأمريكيون الصين بإخفاء المعلومات عن حالات الإصابة بوباء كورونا ونشر معلومات مضللة. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو "الصين كانت أول دولة تعرف حجم الخطر الذي يحيق بالعالم جراء هذا الفيروس." وأضاف "لكنهم رفضوا باستمرار مشاركة المعلومات التي لديهم مع باقي العالم."
وقال بومبيو "هذه المعلومات مهمة" مؤكدا أن مكافحة الفيروس "تعتمد على وجود ثقة وامتلاك معلومات حول حقيقة ما حدث."
لكن المسؤولين الصينيين رفضوا الاتهامات الأمريكية وقال غينغ شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الصين تحلت بالشفافية وشاركت معلومات دقيقة مع الولايات المتحدة وباقي دول العالم."
وقالت الدكتورة ديبرا بريكس أحد الوجوه الرئيسية التي تدير أزمة كورونا في البيت الأبيض والمتخصصة في علم المناعة إن هناك فجوة بين الحالات الحقيقية في الصين والأرقام التي أعلنتها بكين.
وقال الدكتورة إن المجتمع الطبي العالمي استخدام أرقام الصين لقياس حجم تفشي الوباء، وتوصلوا في البداية إلى أن المرض "خطير ولكن أصغر مما يتوقع الكثيرين." وأضافت "ولكن الآن أعتقد أننا نفتقد إلى الكثير من البيانات."
وقالت "الآن بعدما رأينا ما حدث في إيطاليا وما حدث في إسبانيا."
ولم تعلن الصين عن حالة إصابة واحدة في مدينة ووهان بؤرة تفشي الوباء منذ نحو أسبوع، لكن تقارير إعلامية نقلت عن سكان المدينة تخوفهم من أن المسؤولين الحكوميين لم يعلنوا الأرقام الدقيقة للوفيات.
