تتجاهل الصين طلبات أستراليا بعقد محادثات حول قرارها تعليق استيراد اللحوم من أربعة مسالخ أستراليا في وقت وصفت فيه وسائل إعلان صينية الخطوة أنها "جرس إنذار" لإيقاظ استراليا من غفوتها.
وقال وزير التجارة سايمون بيرمينغهام إن نظيره الصيني لم يرد على الطلبات التي أرسلها لعقد لقاء. وقال "لا أستطيع الجزم بالسبب وراء هذا. أنا منفتح ومستعد وراغب في اللقاء والمناقشة في أي وقت يمكننا فعل هذا."
وأضاف "لقد طلبت النقاش مع نظيري، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن، لكننا سنعمل على إبقاء قنوات التواصل تلك مفتوحة."
وتعرضت العلاقات بين البلدين إلى توتر بعد أن بدأ رئيس الوزراء حملة عالمية لفتح تحقيق في أصول ظهور وباء كورونا داخل الصين.
Trade Minister Simon Birmingham. Source: AAP
من جانبها قالت الصين إن تعليق استيراد اللحوم له علاقة بمشاكل في العلامة التجارية من أربعة مسالخ وهي JBS Dinmore, JBS Beef City, Kilcoy, Northern Cooperative Meat Company.
وتمثل تلك المسالخ نسبة 35 في المائة من إجمالي الصادرات الأسترالية من اللحوم. وتستورد الصين نسبة 18 في المائة من إجمالي اللحوم الأسترالية بقيمة مالية تتجاوز ثلاث مليارات دولار سنويا.
جاء تعليق الاستيراد بعد أن هددت بكين بفرض تعريفات جمركية باهظة على الشعير الأسترالي تصل إلى 80 في المائة. لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية نفى أن تكون تلك الخطوة لها علاقة بدعم أستراليا لفتح تحقيق دولي في فيروس كورونا.
وقال المتحدث إن سلطات الجمارك رصدت "انتهاكات متكررة" لشروط الفحص والحجر الصحي من قبل عدد من شركات تصدير اللحم الأسترالي. وأضاف "الصين قررت تعليق الاستيراد على الفور."
وأكد أن "الجانب الصيني طلب من الجانب الأسترالي عقد تحقيق مفصل لإيجاد سبب المشاكل وحلها."
وقال مجلس صناعة اللحوم الأسترالي إن تعليق الاستيراد له علاقة بمشاكل في العلامة التجارية بالفعل، لكن النائب عن حزب الوطنيين جورج كريستينسين اتهم الصين بالتنمر والإكراه من خلال خطوة تعطيل عمليات الاستيراد.
Chinese Foreign Ministry spokesman Zhao Lijian attends a press conference in Beijing. Source: Kydpl Kyodo
وقال النائب الفيدرالي "أنا قلق للغاية مما تفعله الصين في اللحظة الراهنة، إنهم يلحقون الضرر بصناعاتنا الرئيسية، الأمر كله ممارسة للتنمر والإكراه ولا يجب السكوت عنه."
وقالت سفيرة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هيلي إن الخطوة الصينية تتعلق بحملة أستراليا لفتح تحقيق دولي: "هذا هو ما تفعله الصين بأستراليا لأنها طلبت تحقيقا في منظمة الصحة العالمية."
وأضافت "الهدف الذي يجب أن تسعى إليه كل دولة هو الاعتماد بشكل أقل على الصين وبالتالي تصبح أفعال كتلك غير مهمة."
تجدد التوتر التجاري بين البلدين أثار مخاوف من استهداف الصين لصناعات أسترالية أخرى. وقالت الصحيفة الصينية الحكومية ذات النفوذ the Global Times إن الخطوة لا تعني بالضرورة أن الصين تعاقب أستراليا اقتصاديا، لكنه لا يجب تجاهلها أيضا.
وقالت الصحيفة "هذا يجب أن يكون جرس إنذار لتنبيه أستراليا من غفوتها وجعلها تفكر في روابطها الاقتصادية مع الصين." وأضافت "بينما الصين هي الخيار الوحيد لصادرات أستراليا الكبيرة من البضائع، فإن أستراليا ليست الخيار الوحيد أمام الصين."
من جانبه قال المتحدث باسم شؤون الزراعة في حزب العمل جويل فيتزغيبون إن طريقة تعامل الحكومة الفيدرالية مع العلاقة بالصين ربما لعبت دورا في هذا النزاع التجاري: "هذه هي العواقب الاقتصادية التي يمكن توقعها عندما تسيء الحكومة إدارة العلاقة مع الشركاء التجاريين الكبار."
وكان السفير الصيني في كانبرا قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري إن الشعب الصيني قد يعيد التفكير في شراء اللحم الأسترالي لو استمر سكوت موريسون في الدعوة للتحقيق. وقال السفير "مشكلة أصل الفيروس وطريقة انتقاله يجب أن يتم تقييمها بشكل علمي من قبل الأطباء المتخصصين."
وأضاف "المناورات السياسية التي تتخذ من الوباء ستارا لها لن تؤدي إلا إلى اضطراب التعاون الدولي لمواجهة الفيروس ولن تحصل على أي دعم."
وكان وزير التجارة الأسترالي قد قال إن يأمل أن تكون دعوات أستراليا لفتح تحقيق لا علاقة لها بترتيبات الاستيراد المتعلقة باللحم أو الشعير.
