الخبراء يشرحون لماذا لا ينبغي التعامل مع كوفيد-19 مثل الأنفلونزا

يقول الخبراء إن موجات كوفيد-19 الحادة في المستقبل يمكن أن تؤثر بشدة على نظام الرعاية الصحية الذي يواجه أعداداً كبيرة من المرضى الذين يحتاجون إلى جراحة اختيارية.

QLD CORONAVIRUS COVID19

Members of the public are seen wearing masks in the Brisbane CBD. (file) Source: AAP / RUSSELL FREEMAN/AAPIMAGE

Key Points
  • البروفيسور ستيف روبسون يقول إن أستراليا لم تصل إلى المرحلة التي يمكن فيها علاج كوفيد مثل الأنفلونزا
  • يقول علماء الأوبئة إن كوفيد أكثر قابلية للانتقال وله آثار طويلة المدى
  • مرض كوفيد هو عدوى متعددة الأجهزة تسبب التهاب الدماغ على المدى الطويل
انتهت استجابة أستراليا الطارئة لكوفيد في 14 تشرين الأول/أكتوبر، مما يعني أنه لم تعد هناك حاجة لعزل الحالات الإيجابية.

لكن قرار مجلس الوزراء الوطني أثار جدلاً حول ما إذا كان ينبغي التعامل مع كوفيد-19 مثل الأنفلونزا السنوية أو الموسمية.

الفرق بين كوفيد-19 والانفلونزا

يقول رئيس الجمعية الطبية الأسترالية، البروفيسور ستيف روبسون، إن فيروس كورونا والإنفلونزا لهما أعراض متشابهة.

لكن كلا الفيروسين يختلفان بشكل كبير عن بعضهما البعض.

ويقول البروفيسور روبسون: "كوفيد يميل لأن يكون أكثر عدوى ويغيّر طبيعته بسرعة أكبر".

"المناعة التي نمتلكها إما من سلسلة التطعيمات أو من الإصابة بكوفيد تتلاشى بسرعة كبيرة، مما يجعل الناس عرضة للإصابة بعدوى متعددة".

ويقول البروفيسور روبسون لأس بي أس: "على سبيل المثال، نرى أشخاصاً يصابون بكوفيد مرتين أو ثلاث مرات في موسم واحد، وهو أمر غير شائع كثيراً مع الأنفلونزا".
LISTEN TO
AMA.mp3 image

Another severe wave could bring us back to square one: Australia's top doctor on ending mandatory isolation

SBS English

14/10/202214:46
يقول البروفيسور إيان بار، خبير الإنفلونزا من معهد دوهرتي، إن الإنفلونزا كانت منتشرة منذ آلاف السنين على الأرجح، بينما ظهر كوفيد منذ أقل من ثلاث سنوات فقط.

ويقول البروفيسور بار: "انتقال فيروس SARS-CoV-2 يحدث بسهولة أكبر من الأنفلونزا، واللقاحات الحالية ضده لا توقف العدوى بشكل فعال ولكنها تمنع دخول المستشفى والوفيات في كثير من الحالات".

"لقاحات الإنفلونزا تعمل بشكل أفضل إلى حد ما من حيث وقف العدوى ولها دور في منع دخول المستشفى والوفيات".

هل كوفيد أكثر حدة من الأنفلونزا؟

يقول البروفيسور روبسون إن مرض كوفيد هو عدوى متعددة الأجهزة تسبب التهاب الدماغ على المدى الطويل.

ويمكن أن يؤدي كوفيد إلى الإصابة بأعراض كوفيد طويل الأمد، وهذا ليس هو الحال مع عدوى الأنفلونزا.
وقال البروفيسور روبسون إن علاج الأشخاص المصابين بكوفيد في المستشفيات يتطلب موارد هائلة.

أضاف: "يحتاج العاملون في الرعاية الصحية إلى ارتداء معدات حماية خاصة، وهناك حاجة إلى موارد خاصة لمنع انتشار فيروس كورونا في المستشفيات".

"غالبًا ما يؤثر ذلك على طاقم المستشفى، لذلك يتوفر عدد أقل من العاملين في مجال الرعاية الصحية لعلاج المرضى. وهناك عدد هائل من الأشخاص ينتظرون الآن لإجراء جراحة اختيارية".

إذاً، متى سنتعامل مع كوفيد مثل الأنفلونزا؟

قال البروفيسور بار إن الانتقال إلى علاج كوفيد-19 مثل الإنفلونزا هو تطور طبيعي.

أضاف: "من المتوقع أن يتبنى كوفيد-19 نمطاً موسمياً (شتويًا)، على الرغم من أن الحالات قد لا تزال تحدث خارج الموسم".

"ما لم يتم تحديده بعد هو التأثيرات طويلة المدى لكوفيد-19 مقرونة بعدوى الأنفلونزا. قد تكون هناك اختلافات بين متحورات كوفيد-19 المختلفة عند ظهورها. على سبيل المثال، قد يكون لمتحور دلتا تأثيرات طويلة المدى أكثر خطورة من التهابات أوميكرون".
وقال البروفيسور روبسون إنه من المهم أن نفهم أن أستراليا لم تصل إلى هذه المرحلة بعد.
يشير تخفيف القيود أو التخلي عن أشكال الحماية الأخرى للمجتمع إلى أن الأمور قد انتهت، وهذا ليس صحيحاً
"نحن نعلم أنه سيكون هناك المزيد من موجات كوفيد في المستقبل، ومن الصعب التنبؤ بمدى شدتها".

متى سنصل إلى تلك المرحلة؟

قال البروفيسور روبسون إن أستراليا ستصل إلى المرحلة التي لا تختلف فيها تأثيرات كوفيد على المجتمع والنظام الصحي والاقتصاد عن الأنفلونزا الموسمية.

"الإنفلونزا الموسمية لها سنوات جيدة وسيئة، لكنّ مزيجاً من موسم الأنفلونزا السيئة وموسم فيروس كورونا السيئ سيكون كارثياً حقاً".

"كوفيد لديه إمكانات هائلة للتأثير على القوى العاملة. لذا فالأمر ليس كما هو الحال مع وباء الإنفلونزا العادي. نأمل أن يتغير هذا، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد".

الخطوات المقبلة

قال البروفيسور روبسون إن الخطوات المقبلة هي أنه لا ينبغي أن يتعامل الناس مع كوفيد على أنه مرض خفيف.

"نحتاج للتأكد من أن اللقاحات محدثة. وقد رأينا أن برنامج الجرعات المعززة يعاني من مشاكل كبيرة في الوقت الحالي، وهذا يحتاج إلى تغيير من خلال اللقاحات الأحدث التي يتم طرحها، بما في ذلك أوميكرون".

وقال البروفيسور بار إن مصنعي لقاحات مثل موديرنا يتطلعون للجمع بين لقاح الإنفلونزا وكوفيد-19.

لكنه اعتبر أن الحجر والقيود رفعا في كثير من البلدان، وسيكون من الصعب إعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً.

وقال الدكتور ديكي بوديمان، عالم الأوبئة الذي يكمل حالياً درجة الدكتوراه في جامعة غريفيث، إن أستراليا والدول الأخرى بحاجة إلى الانتظار على الأقل حتى العام المقبل قبل أن يتم علاج كوفيد-19 على غرار الأنفلونزا.

ويقول: "لا يزال الوصول إلى الأدوية المضادة للفيروسات التي تؤخذ عن طريق الفم صعباً للغاية. وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت".

شارك
نشر في: 24/10/2022 12:41pm
آخر تحديث: 24/10/2022 12:48pm
By Sahil Makkar
تقديم: Nassif Khoury
المصدر: SBS