كيف أصبحت أستراليا وجهة جاذبة للجماعات اليمينية المتطرفة ومناهضي اللقاحات؟

الحركات اليمينية المتطرفة والمناهضة للقاحات في الولايات المتحدة عازمة على محاولة "إنقاذ أستراليا"، ويخشى الخبراء أن خطابهم التآمري قد يترسخ هنا.

trump

Protesters are seen with Trump flags outside Victoria's parliament on 20 November, 2021. Source: Getty

عندما تشاهد لقطات متفرقة لمتظاهرين يسيرون في شوارع ملبورن وفيكتوريا الريفية في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حاملين أعلام دونالد ترامب وهم يرتدون قبعات وقمصاناً تحمل علامة MAGA أو ما يعرف بشعار حملة ترامب الانتخابية "فلنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، تذكرك على الفور بلقطات أخرى مشابهة في عام 2020.


النقاط الرئيسية

  • الحركات اليمينية الأمريكية المتطرفة تصل إلى أستراليا وتنشر أفكارها
  • المناخ السياسي الحالي في أستراليا قد يكون السبب وراء انتشار تلك الحركات
  • أستراليا على أعتاب حرب ثقافية في الانتخابات الفدرالية المقبلة

قبل شهر من الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة الكابيتول في الولايات المتحدة، يواصل المتظاهرون الأستراليون إظهار دعمهم للرئيس الأمريكي السابق ترامب الذي ادعى دون أدلة موثوقة أن الانتخابات قد تم التلاعب بنتائجها.

في الشهر الماضي، حمل المتظاهرون في ملبورن المشانق وأنشوطة مشابهة لتلك التي تحفظ عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي.

لكن ليس المتظاهرون الأستراليون فقط هم من يستلهمون أفكارهم من الحركة المناهضة للقاحات في الولايات المتحدة.

على مدار العامين الماضيين، كان المعلقون اليمينيون المتطرفون والمناهضون للقاحات في الولايات المتحدة يتداولون قصصا خيالية عن حقيقة الجائحة في أستراليا.
President Trump Holds Rally In Melbourne, Florida
President Donald Trump at a rally in Florida on February 18, 2017. Source: Getty Images North America
مع احتشاد المتظاهرين في ملبورن ومدينة بالارات الريفية في فيكتوريا خلال عطلة نهاية الأسبوع، أشار نظراؤهم الأمريكيون إلى أستراليا باعتبارها علامة تحذير ونشروا معلومات خاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي حول استجابة أستراليا لوباء كوفيد-19 تحت هاشتاج #Australiahasfallen  أو (أستراليا قد فشلت).

وشارك أحد مستخدمي تويتر صورًا لمركز الحجر الصحي بمنطقة هوارد سبرينغز، مدعياً ​​أنه "معسكرات الاعتقال النازية في أستراليا".

وأضافوا: "هذا هو بالضبط سبب منح أجدادنا الأمريكيين الحق في حمل السلاح".
كما شارك بن جاريسون رسام الكاريكاتير السياسي والمنتمي لجناح اليمين البديل بهذه الحملة، حيث نشر رسمًا كاريكاتوريًا لكنغر يرتدي شارة الصليب المعقوف ويحمل علمًا أستراليًا مزينًا برسوم توضيحية لفيروس كوفيد-19.

وبينما كان الكنغر الكرتوني يحزم جعبته على الأستراليين، أخبرهم أنه يفعل ذلك من أجل سلامتهم.

وغرّد جاريسون أثناء مشاركة الكاريكاتور قائلا "أمريكا يجب ألا تتخلى أبدا عن أسلحتها!" .

لماذا تتجه تلك الحركات السياسية إلى أستراليا؟

منذ أن بدأ الوباء، اعتبر المعلقون اليمينيون المتطرفون أستراليا مثالاً نموذجياً للحكم "الاستبدادي.

وقارنت المعلقة المحافظة كانديس أوينز الحكومة الأسترالية بحركة طالبان ودعت القوات الأمريكية إلى تحرير أستراليا من خلال عمليات انزال بري لقوات عسكرية على الأرض.

وقالت في فيديو لها على موقع يوتيوب "متى نغزو أستراليا ونحرر الشعب المضطهد الذي يعاني في ظل نظام شمولي؟"

وتعرض السناتور الأمريكي تيد كروز لهجوم شديد من قبل مايكل جونر رئيس حكومة إقليم الشمال عندما ادعى أن قواعد إلزامية اللقاح التي أصدرتها حكومة الولاية كانت "مخزية ومحزنة".

وعلّق جونر قائلًا: "اللقاحات مهمة جدًا هنا لأن لدينا مجتمعات معرضة لمخاطر كبيرة ولدينا أقدم ثقافة حية مستمرة على هذا الكوكب ويجب حمايتها".

"لسنا بحاجة لمحاضراتك يا صديقي، فأنت لا تعرف شيئًا عنا".
وقال كام سميث، الباحث المستقل الذي يركز على منظري المؤامرة واليمين المتطرف إن المعلومات الخاطئة عن أستراليا أصبحت جبهة أخرى في الحروب الثقافية داخل الولايات المتحدة.

وأضاف سميث لأس بي أس: "بالعودة إلى حادثة بورت آرثر الشهيرة، اتخذت أستراليا هذا النهج المختلف جذريًا في التعامل مع الأسلحة، وهذا بالفعل نقطة خلاف رئيسية في الحرب الثقافية الأمريكية".

"إذا كان بإمكان المحافظين القول إن "أستراليا قد سقطت" فهذا يثبت أن سياسة أستراليا لمنع استخدام الأسلحة كانت خاطئة".
وقال إن مناهضي التطعيم ينشرون أيضًا معلومات خاطئة حول استجابة أستراليا لـلجائحة لتعزيز حججهم ضد إلزامية اللقاحات وقيود كوفيد-19.

وأشار سميث إلى أن "هناك في الولايات المتحدة، هذا هو الواقع البديل الذي يتم إنشاؤه".

وتابع موضحًا: "لقد رأينا كيف أن تلك الشائعات والأكاذيب حول قيام السلطات الصحية في إقليم الشمال بتلقيح المواطنين رغما عنهم، وهو أمر بعيد كل البعد عن الحقيقة ولكن يتم تقديمه كحقيقة مطلقة لمتابعي نظريات المؤامرة".

قالت كاز روس، الباحثة المستقلة في حركات اليمين المتطرف ونظريات المؤامرة في أستراليا، إن لقطات عنف الشرطة في احتجاجات ملبورن الساخنة في وقت سابق من هذا العام انتشرت بين المعلقين الأمريكيين المحافظين.
People participate in the 'freedom rally' protest in Melbourne, Saturday, December 4, 2021.
Source: AAP

كيف سيكون الوضع في أستراليا قبل الانتخابات الفدرالية؟

تعتقد روس أن أستراليا ستشهد على الأرجح حروبًا ثقافية مماثلة تتخلل المناخ السياسي قبل الانتخابات الفدرالية المقبلة.

وقالت: "التأثير النهائي لأفكار ترامب هو القول"لا يمكنك الوثوق بحكومتك، ولا يمكنك الوثوق بالنظام القضائي أيضا".

"وأعتقد أننا بدأنا بالفعل في رؤية ذلك هنا وبدأ الناس يقولون" ماذا لو قاموا بتزوير الانتخابات؟".
قالت روس إنها أثناء مراقبتها الاحتجاجات في منطقة بالارات يوم الأحد الماضي، سمعت محتجين يناقشون التزوير الانتخابي.

وتابعت: "سمعت الناس يقولون: كيف سنمنعهم من سرقة الانتخابات الأسترالية؟".

"كانوا يقولون أشياء مثل "ربما يجب أن نأخذ معنا أقلامنا الخاصة إلى صندوق الاقتراع لأنه ربما إذا استخدمنا قلم رصاص، فيمكنهم تغيير تصويتنا".

وقالت روس إن هناك سياسيين أستراليين وأعضاء في حركة مناهضة الإغلاق والتطعيم يحاولون تسخير السياسات الشعبوية لدونالد ترامب.

وتابعت روس: "أصبح ترامب مرادفًا للحرية بالنسبة لشخص يعارض الفساد الحكومي، وهذا أمر سخيف".

"كانت استراتيجية ترامب السياسية مركزة للغاية على وسائل التواصل الاجتماعي، كان على استعداد للكذب، لقول أي هراء قديم واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة الغضب والانقسام والكراهية".
Protesters outside Victoria's parliament
Protesters are seen during a demonstration outside the Victorian State Parliament, in Melbourne, Thursday, November 18, 2021. Source: AAP Image/Con Chronis
وأعلنت الناشطة المناهضة للقاح مونيكا سميت في وقت سابق من هذا العام أنها انضمت إلى كريج كيلي، زعيم حزب أستراليا المتحدة (UAP) وأصبحت جزءًا من حملته في الانتخابات الفدرالية المقبلة.

كما أعلن زوجها مورغان جوناس، الناشط البارز ضد الإغلاق، أنه سيرشح نفسه عن مقعد دائرة Flinders تحت لواء حزب أستراليا المتحدة.

يأتي ذلك بعد ظهور كيلي المتكرر في ما يسمى باحتجاجات "الحرية" في ملبورن وسيدني.

وأظهر كيلي و كليف بالمر رئيس حزب أستراليا المتحدة اهتمامًا شديدًا بصعود ترامب وهزيمته في الانتخابات اللاحقة، مع ظهور شعارات تذكرنا بشعار ترامب بما في ذلك "اجعل أستراليا عظيمة مرة أخرى" و"أنقذ أستراليا" على الموقع الإلكتروني للحزب.

وتشعر روس بالقلق من أن يكون عام 2022 "عامًا سيئًا" بالنسبة لأستراليا من حيث الحروب الثقافية على النمط الأمريكي التي قد تتجذر هنا.

وشبهت الأمر بسقوط حجر في بركة السياسة الأمريكية "فنتأثر بتلك التموجات هنا في أستراليا".

شارك
نشر في: 8/12/2021 3:01pm
آخر تحديث: 8/12/2021 8:52pm
By Eden Gillespie
تقديم: Ramy Aly
المصدر: SBS News