فيلم "أصحاب ولا أعز" يثير الجدل بسبب جرأته ويعرّض أبطاله للملاحقات القضائية

يخلق فيلم "أصحاب ولا أعز" جدلية أخلاقية واسعة في العالم العربي وهو أول فيلم عربي من إنتاج نتفليكس، مقتبس عن الفيلم الإيطالي الشهير Perfect strangers من بطولة منى زكي وإياد نصار وعادل كرم ونادين لبكي ودايموند عبود وجورج خباز، ومن إخراج وسام سميرة، في أول تجاربه الإخراجية.

Netflix’s Arabic version of ‘Perfect Strangers’ cast

Netflix’s Arabic version of ‘Perfect Strangers’ sparks controversy over ‘violating social values’ Source: Netflix platform

يعتبر المسرح، كما السينما، مرآة المجتمع وصوته وصورته ونبضه. ويتسبب عرض الواقع كما هو بإشكاليات وجدل مجتمعي لكن نكرانه يخلق مشكلة حقيقية وفجوة كبيرة بين المتوقع والواقع.


النقاط الرئيسية

  • "أصحاب ولا أعز" هو أول فيلم عربي من إنتاج نتفليكس مقتبس عن الفيلم الإيطالي الشهير Perfect Strangers
  • يجمع الفيلم نخبة من أبرز الممثلين العرب وهو من بطولة منى زكي وإياد نصار وعادل كرم ونادين لبكي وجورج خباز
  • يتطرق الفيلم إلى محرمات وسلوكيات قد تكون غير مقبولة لدى شريحة كبيرة من الرأي العام العربي وتسبب بانقسام في الرأي العام بين مؤيد ومعارض

عبارة الممثلة منى زكي في الفيلم "بصّالك ومش عارفة إحنا مين"، تختصر ما يعرضه هذا العمل من ازدواجية بين ما يظهره ويتظاهر به المجتمع وبين ما يعيشه خلف أقنعة السلوكيات المقبولة مجتمعيًا، وبذلك هل أخفق الفيلم بنزع القناع عن ازدواجية واقع يعاش ولماذا يخشى المجتمع مقاربة الواقع بواقعية؟

تدور أحداث "أصحاب ولا أعز" حول مجموعة من سبعة أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون أن يستمتعوا بلعبة قد تبدو شيقة تختصر بوضع الجميع هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء، شرط أن تكون كافة الرسائل أو المكالمات الجديدة على مرأى ومسمع من الجميع.

رويدًا رويدًا يُكشف الستار عن حياة تعاش في الظل وبواقعية قد تبدو مستفزة لا بل "وقحة" لشريحة من الناس.

يخرج الفيلم إلى الضوء واقعًا يحاول المجتمع العربي إبقاءه خفيًا، ويتطرق لمحرمات وسلوكيات غير مقبولة لدى شريحة كبيرة من الرأي العام العربي كالخيانة والمثلية الجنسية والعلاقات الحرة. قد يجمع الجميع أن الخيانة مرفوضة، ولكن في الوقت عينه، قد لا يتفق الجميع على تعريف مفهوم الخيانة.

الممثلة منى زكي نالت النصيب الأوفر من الاتتقادات وتعرضت لهجوم شرس على خلفية مشهد لها في الفيلم تظهر فيه وهي تخلع ملابسها الداخلية وتضعها في حقيبتها، قبل خروجها من المنزل للقاء أصدقائها، مما عرضها لهجوم واسع من قبل الجمهور وانتقادات لاذعة، خاصة وأنها تميزت برصانتها واحترامها لخصوصية المجتمع الشرقي في اختيارها لأدوارها السابقة.

واستدعى ذلك قيام احد المحامين بتقديم بلاغ ضدها أمام النائب العام المصري يتهمها فيه بنشر الفسق والفجور، في حين سارعت نقابة المهن التمثيلية المصرية إلى دعم النجمة التى "أدت دورًا وهذا لا يعني أنه يعكس قيمها الخاصة".

وأصدرت النقابة بيانًا أكدت فيه أن "الحفاظ على حرية الإبداع في دولة مدنية تؤمن بالحرية جزء أساسي من وجدان الفنانين المصريين تحميه النقابة وتدافع عنه".
نجاح الفيلم لا يقاس فقط في تصدره أعلى نسب مشاهدة أو جمالية صورته أو إبداع الممثلين في تجسيد أدوارهم بحرفية عالية، كما لا يقاس فقط في إشعاله لمنصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، ولكن في قدرته على أن يبدأ فعليًا بعد انتهاء عرضه ليخلق في داخل المشاهد فسحات للنقاش العميق في جدلية قد تبدو مقلقة وعاصفة إلا انها صحية بامتياز، إذ تنجح في خلق حوار حقيقي وصادق بين المشاهد وذاته ومجتمعه.

ارتقاء المجتمع واستنارته يتطلبان قراءة الواقع المركّب بكل طيّاته وشرائحه وتعدديته، ومن هنا تبدأ مسيرة المصالحة معه. مصالحة قد لا تعني قبول الواقع وتبني قيمه، إنما تعني تقبله والاعتراف به لكي تكون المقاربة واقعية تبتعد بالمجتمع عن الانفصام ونكران حقائق الحياة.

READ MORE


شارك
نشر في: 25/01/2022 11:12am
آخر تحديث: 25/01/2022 2:49pm
By Petra Taok