بحد أدنى للأجور 27 دولار و15 ألف ليرة للخسّة الواحدة: اللبنانيون من سينتخبون؟

بدأ المشهد الانتخابي يكتسب طابع السخونة المتدرجة مع إقفال باب الترشيحات ليل الثلاثاء بتوقيت بيروت لتبدأ مرحلة تسجيل اللوائح الانتخابية التي تنتهي مهلتها في 4 نيسان/أبريل على أن تجري الانتخابات في منتصف شهر أيار/مايو.

Lebanon's economic crisis worsens as country prepares for elections

Lebanon's economic crisis worsens as country prepares for elections Source: AAP

من المتوقع أن يرتفع عدد المسجلين في الساعات المقبلة بعدما وصل ليل الإثنين إلى 745 مرشحاً.


النقاط الرئيسية

  • اكتملت أسماء المرشحين للانتخابات النيابية المقبلة في لبنان وسط أزمة اقتصادية خانقة
  • تشهد أسعار المواد الغذائية ارتفاعات قياسية لارتباطها بأسعار الدولار
  • هل انسحاب تيار المستقبل يُفيد حزب الله أم منافسيه؟

واكتملت أسماء المرشحين في معظم الأحزاب والتيارات السياسية الأساسية كحزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب وتيار المردة والحزب التقدمي الاشتراكي في وقت تتواصل فيه مساعي التوافق في صفوف أحزاب أخرى، ولا يزال تيار المستقبل يلتزم بقرار رئيسه سعد الحريري بعدم الترشح للانتخابات.

أسئلة كثيرة تُطرح الآن وتتخطى التحالفات التي بات معروفاً منها تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر وضمناً حركة أمل، وتحالف الاشتراكي والقوات.

السؤال الأول، من سيسيطر على مجلس النواب المقبل الذي سينتخب رئيساً جديداً للجمهورية، حزب الله وشبكة تحالفاته أم منافسوه؟

السؤال الثاني، كيف سيتم ملء الفراغ الذي خلفه انسحاب تيار المستقبل من المعركة الانتخابية؟

يبدو السؤال الثاني مهماً جداً لأنه يقود الى الجهة السياسية التي ستسيطر على مجلس النواب المقبل.

فهل انسحاب تيار المستقبل سيُفيد حزب الله أم منافسيه؟

تتجه الأنظار إذاً، الى الساحة السنية، حيث يحاول الرئيس فؤاد السنيورة قيادة معركة انتخابية في مواجهة حزب الله، ولم يُعرف بعد إذا كان سيترشّح شخصياً أم سينسحب مثل زملائه في نادي رؤساء الحكومات: سعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام.
حزب الله أعلن أسماء مرشحيه واتخذ شعار معركته "نحمي ونبني". وتركّز دعاية الحزب على أنّ الولايات المتحدة عبر "حلفائها" في الداخل اللبناني تريد تحجيم دور " المقاومة".

رئيس مجلس النواب أطلق حملته الانتخابية باتهام البعض "في الخارج" بتمويل بعض "الداخل" لتغيير هوية لبنان وثوابته.

رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل شنّ هجوماً لاذعاً على معظم القوى المسيحية خلال إطلاقه حملته الانتخابية، وشدّد على التحالف مع حزب الله في حين أن التحالف مع حركة أمل ينتهي بعد إقفال صناديق الاقتراع، وأطلق شعار "كنّا ورح نبقى" على معركته.

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أطلق حملته الانتخابية في ذكرى 14 آذار طارحاً شعار "نحنا بدنا نحنا فينا" آملاً بعدم سيطرة حزب الله على البرلمان المقبل داعياً الى التغيير.

حزب الكتائب اتخذ شعار "ما منساوم" ويتحالف مع قوى مدنية في الثورة.

الحزب التقدمي الاشتراكي طرح مرشحيه ويتحالف مع القوات ويتخوف رئيسه وليد جنبلاط من انسحاب تيار المستقبل من المعركة ما يُضعفه ويسهل اختراق حزب الله جبهته السياسية.

يبقى أن تحالفات الثورة أو المجتمع المدني لا تزال قيد الاعداد مع أنها توضحت في الشمال في لائحة "شمالنا" وتتخذ منطقة الشمال أهمية في المعركة لأنها تضم الثقل السني في طرابلس وعكار، ولأنها تجمع متنافسين على رئاسة الجمهورية هم سمير جعجع وسليمان فرنجية وجبران باسيل من دون أن ننسى أنّها تضم قوى أخرى كالحزب السوري القومي الاجتماعي وشخصيات مستقلة وفاعلة.
في هذه الأثناء، أعلن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "بدء دفع المساعدات النقدية ضمن البرنامج الطارئ لشبكة الأمان الاجتماعية "أمان" الممول من البنك الدولي بمبادرة وجهد من وزارة الشؤون الاجتماعية".

ويوحي إطلاق الحكومة اللبنانية شبكة "أمان" أن الأزمة الاقتصادية الخانقة أثرت بشكل واسع على معيشة المواطنين بعدما أكدّ صندوق النقد الدولي أنّ أكثر من نصف اللبنانيين بات تحت خط الفقر.

وفي المعلومات الرسمية عن شبكة "أمان" أن 580 ألف أسرة لبنانية سجلّت علي منصتها الإلكترونية، واختارت وزارة الشؤون الاجتماعية العائلات المتوفرة الشروط، وتضم ما بين 150 و200 ألف أسرة، لقبض مساعدات مالية بالدولار الأميركي (قيمة المساعدة الشهرية هي عبارة عن 25 دولار كمبلغ ثابت للأسرة الواحدة و20 دولار عن كل فرد، بحد أقصى 6 أفراد. كما سيتم اختيار 87 ألف طالب من الأسر المستفيدة المسجلين في المدارس الرسمية والمهنية للاستفادة من مساعدة مدرسية لسنة واحدة).

فهل هذه الخطوة كافية؟

لفهم أعمق لحاجات الأسر اللبنانية خصوصا الفقيرة والمتوسطة والتي تقبض بالليرة اللبنانية وليس بالعملة الصعبة، تجدر الإشارة إلى أن الحد الأدنى للأجور يبلغ مليون وخمسمئة ليرة لبنانية، وتبلغ الأجور المتوسطة الثلاثة ملايين ليرة.

ويعني ذلك أنّ الحد الأدنى للأجور يبلغ حوالي 27 دولار أميركي وهذا مبلغ لا يؤمن الحياة الكريمة للأسرة إذا ما عرفنا الآتي:

يبلغ سعر تنكة البنزين 400 ألف ليرة.

يبلغ سعر قارورة الغاز  400ألف ليرة.

كما تتجه الحكومة الى زيادة فواتير خدمات الكهرباء والاتصالات والمياه في وقت يدفع فيه المواطن فاتورة لمولدات الكهرباء في ظل انقطاع خدمات مؤسسة كهرباء لبنان، وتتخطى فاتورة المولدات شهريا المليون ليرة وأكثر حسب الاستهلاك.

وتشهد أسعار المواد الغذائية ارتفاعات قياسية لارتباطها بأسعار الدولار الذي يؤمن استيراد القمح والزيوت النباتية والأدوية، حيث يستورد لبنان 80% من احتياجاته الغذائية والاستهلاكية. وتخطى سعر ربطة الخبز 10 آلاف ليرة بعدما تأثر بيعها بأزمة أوكرانيا حيث يستورد لبنان منها بحدود 80% من الزيوت النباتية. ووصل سعر كيلو اللحم البقري إلى 220 ألف ليرة. وتتفاوت أسعار الحبوب (رز-عدس-فاصوليا....) للكيلو الواحد، بين 40 و60 ألف ليرة. وارتفعت أسعار الخضار، فالخسّة الواحدة سعرها 15 ألف ليرة، وكيلو البندورة 20 ألف ليرة، وكيلو البطاطا 20 ألف ليرة، وكيلو الكوسا 40 ألف ليرة. أيّ أنّ أي طبخة لأسرة متوسطة العدد تحتاج الى 100 ألف ليرة.

ويشمل الغلاء الطبابة حيث تبلغ زيارة طبيب اخصائي 800 ألف ليرة، وارتفعت أسعار الأدوية خصوصاً للأمراض المزمنة والمستعصية التي تصل الى ملايين، مثل أدوية السرطان، وارتفعت أسعار الاستشفاء بشكل جنوني في ظل تراجع خدمات الضمان الاجتماعي التابع للدولة.


شارك
نشر في: 15/03/2022 5:01pm
By Antoine Salameh