"خطأ واحد كلفني 5000 دولار": مهاجرون يتعرضون للاستغلال والاحتيال من أجل تذكرة طيران رخيصة

منذ رفع قيود الكوفيد بدأ عدد كبير من المهاجرين في محاولة زيارة بلدانهم الأم ولكنهم فوجئوا بارتفاع أسعار تذاكر الطيران بشكل كبير مما دفعهم للبحث عن بدائل منخفضة التكلفة.

Air tickets travel.jpg

بحسب الخبراء فإن أسعار تذاكر الطيران قد زادت بما يقرب من 25 في المائة خلال الفترة الماضية. Credit: Unsplash/Anete Lūsiņa

النقاط الرئيسية
  • بدأ عدد كبير من المهاجرين في محاولة زيارة بلدانهم الأم ولكنهم فوجئوا بارتفاع أسعار تذاكر الطيران
  • يعود الارتفاع في أسعار التذاكر لعدة أسباب منها تقليص شركات الطيران نشاطها وحجم طواقمها خلال فترة وباء
  • رغم رفع القيود على السفر يبدو أن الظروف العالمية لا تزال غير مواتية
بعد خمس سنوات من الانقطاع عن زيارة مصر تخللتها ظروف الإغلاق وجائحة الكوفيد تحمس مينا إبراهيم عندما وجد أنه من الممكن أن يوفر ما يقرب من 2000 دولار أسترالي من تكاليف السفر من خلال الحجز على خطوط طيران أقل شهرة من نظيراتها.

قام مينا بالدفع ببطاقة الإئتمان عن طريق الإنترنت وظن أنه انتهى من تفاصيل حجز الطيران ولكن فرحته لم تكتمل.

يقول مينا: "تم سحب المبلغ من حسابي ولكن وصلت رسالة إلى بريدي الإلكتروني تقول إن حجزي ليس مؤكدا بعد."

لم يفهم مينا الذي لم يتبقى سوى شهر واحد على موعد سفر أسرته ماذا يعني هذا فبدأ في محاولة معرفة تفاصيل أكثر عن طريق الاتصال بخدمة العملاء ولكن محاولاته باءت بالفشل.

"لم يكن هناك أحد يرد على الهاتف في مكتب خطوط الطيران في سيدني فطلبت من أسرتي في مصر الاتصال بمكتبهم في القاهرة."

تبين خلال اتصال مع مكتب القاهرة التابع للشركة المصنفة من فئة أربع نجوم عل موقع SkyTrax أن جزءا من الرحلة تتعاون فيه الشركة مع خطوط طيران أخرى لم يتم تأكيده بسبب عدم رضا الشركة الأخرى عن السعر.

يقول مينا الذي شعر بغضب شديد من عدم مهنية الشركة:" خيرنا بين دفع الفارق في السعر أو استداد المبلغ المدفوع واخترت استرداد المبلغ."

استطاع مينا استرجاع المبلغ بعد بذل كثير من الجهد في التواصل مع الشركة وقرر في النهاية شراء التذاكر من إحدى شركات الطيران الشهيرة رغم فارق السعر.

"دفعت مبلغا أكبر ولكني أشتريت أيضا الهدوء والثقة."

airplane.jpg
قلصت شركات الطيران نشاطها وحجم طواقمها خلال فترة وباء الكوفيد. Credit: Unsplash/ Alexander Schimmeck
محمد محسن* تعرض لموقف مشابه لمينا عندما قام بحجز تذاكر سفر عن طريق نفس خطوط الطيران التابعة لإحدى الدول العربية.

يقول محمد: "اكتشفت بالصدفة وأنا أتفقد تفاصيل حجز الطيران أن رحلة الترانزيت تم إلغاؤها بدون إعلامي بذلك."

تواصل محمد مع شركة الطيران وقام بإلغاء الحجز لكنه لم يستطع استرجاع ثمن التذاكر إلى بعد شهر ونصف.

منذ رفع قيود الكوفيد بدأ عدد كبير من المهاجرين في محاولة زيارة بلدانهم الأم ولكنهم فوجئوا بارتفاع أسعار تذاكر الطيران بشكل كبير مما دفعهم للبحث عن بدائل منخفضة التكلفة.

يقول مينا متعجبا: "أسعار التذاكر غير معقولة. حتى سعر تذكرة طفلي الرضيع زادت بشكل كبير."

بحسب الخبراء فإن أسعار تذاكر الطيران قد زادت بما يقرب من 25 في المائة خلال الفترة الماضية.

يعود ذلك الارتفاع لعدة أسباب منها تقليص شركات الطيران نشاطها وحجم طواقمها خلال فترة وباء الكوفيد وعدم قدرتها على مواكبة الارتفاع في الطلب على خدمات الطيران بشكل كبير بعد رفع القيود على السفر.

زكريا أمون صاحب وكالة سفر في سيدني يشرح كيف غيرت شركات الطيران أنظمة الحجز.

يقول زكريا: "كنا في الماضي نقوم بحجز تذاكر الطيران خلال نفس الفترة الزمنية بسعر موحد لكن اختلف الوضع الآن.

تقسم شركات الطيران التذاكر إلى مجموعات ويكون سعر كل مجموعة حسب أولوية الحجز."

بحسب زكريا فإن عددا من الأشخاص قد يتواجدون على نفس الطائرة ولكن كل منهم قد يكون دفع ثمنا مختلفا لتذكرة الطيران وفق توقيت الشراء.

"خطأ واحد كلفني 5000 دولار"

مينا ومحمد اللذان اكتشفا المشكلة المتعلقة بحجز الطيران مبكرا كانا أفضل حظا من دينا سامي التي اكتشفت في المطار بعد ترك بحل إقامتها بشكل نهائي أنها تعرضت للاحتيال.

تقول دينا: "كنت أبحث عن تذاكر طيران رخيصة عن طريق محرك بحث على الانترنت. ظهر لي رقم هاتف يبدو أنه رقم إحدى كبرى شركات الطيران فاتصلت على الفور.

"قال لي الشخص الذي كان يتحدث معي على الهاتف إنه وجد تذاكر طيران بأسعار جيدة وطلب مني تفاصيل بطاقة الإئتمان فأعطيتها له ولكني وجدت أن عمليات السحب حدثت في الهند فبدأت أشعر بالقلق."

بعد كثير من التوتر والشجار على الهاتف مع شخص يتحدث من رقم أسترالي تم إرسال تذكرتي سفر إلى دينا واحدة من سيدني إلى الهند والأخرى من الهند إلى القاهرة.

تشرح دينا: "كنت قد أنهيت جميع معاملاتي في أستراليا لأني كنت عائدة إلى مصر بشكل نهائي.

في المطار اكتشفت أن على الحصول على تأشيرة لدخول الهند رغم أن خدمة العملاء أكدت لي العكس واكتشفت أيضا أن الحجز تم عن طريق شركة مغمورة في الهند تنتحل صفة شركة طيران شهيرة على الانترنت."

لم تتمكن دينا من السفر وخسرت مبلغ 1700 دولار ثمنا للحجز الأول و لم تجد تذكرة طيران مناسبة إلا بعدها بأسبوع وكلفتها حوالي 3700 دولار.

تقول دينا: "بحثي عن تذكرة رخيصة جعلني أفعل أشياء لا أفعلها عادة. خطأ واحد كلفني 500 دولار."

"السفر الانتقامي"

رغم كل المصاعب يبدو أن العديد من الناس مازالوا مستعدين إلى القيام بما بات يعرف بـ"السفر الانتقامي" أو “revenge travel” بعد عامين من الإغلاقات وقيود السفر.

ولكن رغم رفع القيود على السفر يبدو أن الظروف العالمية لا تزال غير مواتية.

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم الارتفاع المطرد في أسعار النفط الخام خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية.

وبحسب موقع بلومبيرج فإن وقود الطائرات يمثل الآن ما يصل إلى 38 في المائة من متوسط تكاليف الطيران ارتفاعًا من 27 في المائة في السنوات التي سبقت عام 2019.

وبالنسبة لبعض شركات الطيران منخفضة التكلفة فإن النسبة يمكن أن تصل إلى 50 في المائة.

زكريا أمون يقول أن ارتفاع أسعار الوقود ليس السبب الوحيد لارتفاع تكلفة السفر.

"ارتفعت أسعار التأمين أيضا وزادت بما يقرب من ثلاثة أضعاف بسبب الحرب في أوكرانيا."

وبرغم أن الكثيرين يضعون اللوم على شركات الطيران إلا أن أمون يرى أنها "مضطرة" لرفع الأسعار لمواكبة الغلاء.

وقد صرح الرئيس التنفيذي لشركة Qantas ألان جويس في شهر يونيو الماضي أنه في حين أن أعمال شركة الطيران "مزدهرة" فإن أسعار الوقود المرتفعة ستكلف الشركة العام المقبل 1.8 مليار دولار إضافية أكثر من فاتورة ما قبل الوباء - وسيتم تسعير التذاكر وفقًا لذلك.

هل تعود الأمور إلى سابق عهدها؟

ليس من الواضح إذا ما كانت تكلفة السفر ستعود إلى مستويات ما قبل الوباء.

وبينما يتحدث بعض الخبراء بتفاؤل حذر متوقعين أن يكون ارتفاع الأسعار ظاهرة قصيرة الأمد يرى أمون أن الأمور لن تعود إلى سابق عهدها.

لذلك ينصح أمون المسافرين بالتخطيط المبكر وشراء التذاكر من مصادر موثوقة.

يقول أمون: "يجب أن يتم شراء التذاكر من خلال المواقع الرسمية لشركات الطيران أو من خلال وكيل سفر معتمد. ربما تكون التكلفة أكبر ولكن ذلك يحمي المشترين من الوقوع في المشاكل."

يحذر أمون الراغبين في السفر أيضا من شراء تذاكر على رحلات تديرها شركتان مختلفتان.

يقول أمون: "في حالة حدوث مشكلة يبقى المسافر عالقا في المنتصف."

دينا تقول إن محرك البحث أزال رقم الشركة التي احتالت عليها من نتائج البحث عن شركة الطيران الشهيرة.

ولكن مع استمرار ارتفاع تكلفة السفر لن يكون من المستغرب أن يتعرض المزيد من الراغبين في السفر بتكلفة معقولة إلى عوائق ومحاولات استغلال واحتيال.

* تم تغيير الاسم حفاظا على الخصوصية.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على


شارك
نشر في: 17/08/2022 2:16pm
آخر تحديث: 5/09/2022 10:53am
By Dina Abdel-Mageed
المصدر: SBS