جيل الشباب الأسترالي أصبح أقل استهلاكاً للكحول: ما السبب؟

من المعروف أن الشباب الأسترالي من أكثر مستهلكي المشروبات الروحية في البلاد، فلماذا يختار الكثيرون الامتناع عن الكحول؟

A young woman sitting on a chair next to some pot plants on a balcony

Victoria Butterfield, 20, is one of many young people who have decided to stop drinking to excess. Source: Supplied / Victoria Butterfield

النقاط الرئيسية
  • نسبة متزايدة من الشباب الأسترالي يقل استهلاكهم للكحول أو يمتنعون عنه.
  • تم وصف جيل الشباب (الجيل Z) بأنه جيل "حذر" و"قلق".
  • الامتناع عن الكحول أصبح طبيعياً بشكل متزايد في المجتمعات المتدينة وغير المتدينة.
قالت فيكتوريا باترفيلد، التي كانت معروفة لدى أصدقائها بكثرة استهلاكها للكحول، إن أيام "السكر" قد ولت بالفعل.

نشأت الشابة البالغ من العمر 20 عاماً في غرب سيدني وهي تدرس العمل الاجتماعي في جامعة غرب سيدني.

على الرغم من أنها قد تتناول مشروباً أو اثنين، تقول باترفيلد إنها لا تهتم أبداً بالشرب حتى الثمالة.

"أنت تعرف ما سيحدث ولن تشعر بالرضا في اليوم التالي".

الشباب الأسترالي يهجر الكحول

باترفيلد هي واحدة من العديد من الشباب الذين اختاروا تقليل استهلاكهم للكحول بشكل كبير أو الامتناع تماماً عن تناول الكحول.

وفقاً للإحصاءات الصادرة عن المعهد الأسترالي للصحة والرعاية التابع للحكومة الفيدرالية، يقود الشباب موجة متنامية في عدد الأشخاص الذين يمتنعون عن الكحول.

من عام 2007 إلى عام 2019، ارتفعت نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً من الذين امتنعوا عن شرب الكحول من 39 في المائة إلى 73 في المائة، بينما ارتفعت من 13.1 في المائة إلى 21 في المائة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً.
وأظهر المسح الأسري للاستراتيجية الوطنية للأدوية لعام 2019 الذي أجراه المعهد أن 0.9 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً يشربون يومياً (أدنى مستوى في أي فئة عمرية)، فيما 21.4 في المائة يشربون أسبوعياً (أيضاً أدنى فئة عمرية) و18.8 في المائة يشربون أقل من مرة كل شهر (أعلى نسبة في أي فئة عمرية).

مع ذلك، يظل الشباب الذين يختارون الشرب من بين مستهلكي الكحول الأكثر عرضة للخطر من بين جميع الفئات العمرية.

تشير إحصائيات المسح الأسري إلى أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً أكثر عرضة من الفئات العمرية الأخرى لاستهلاك 11 مشروباً أو أكثر في مناسبة واحدة على الأقل مرة واحدة في الشهر.

تدرس جاسينتا مارتينيز، علاج صحة الفم في واجا واجا في نيو ساوث ويلز. وهي أيضاً اختارت تقليل تناولها للكحول بشكل كبير، ولا تتناول حالياً سوى مشروب مع العشاء مرة واحدة تقريباً في الشهر.

وقالت مارتينيز إن قرارها جعل من الصعب بالنسبة لها التواجد في أماكن اجتماعية معينة.
A young woman sitting outside holding a dog
Jacinta Martinez has dramatically reduced her alcohol consumption. Source: Supplied / Jacinta Martinez

أضافت، "لقد عشت في البداية في الحرم الجامعي وكانت هناك حفلات كل يوم خميس وإذا أردت الذهاب إلى دورة المياه أجد مجموعة من الأشخاص المخمورين في الحمام المشترك".

"شعرت بالعزلة قليلاً لأنني لم أرغب في المشاركة في ذلك".

ثقافة الثمالة في أستراليا

لطالما كان شرب الخمر من طقوس العبور للشباب الذين يبلغون من العمر 18 عاماً، وقالت باترفيلد إن هذا هو السبب الأساسي لبدء تناول الكحول.

ومع ذلك، قالت إن شرب الكحول لم يكن عملياً بمجرد أن بدأت في التركيز على دراستها، بينما كانت تعمل أيضاً 30 ساعة في الأسبوع.

الجيل Z أكثر "حذراً"

إيمي بيناي هي نائبة مدير مركز أبحاث سياسة الكحوليات في جامعة لاتروب وتجري أبحاثاً حول الانخفاض في تناول الشباب للكحول على مدار السنوات الثماني الماضية.

وقالت إنها لا تزال تحاول معرفة السبب الذي يجعل الجيل Z (الأشخاص الذين ولدوا من منتصف التسعينيات إلى أوائل عام 2010) جيلاً "حذراً" مقارنة بالجيل الذي سبقه.
وقالت لأس بي أس: "الشباب أكثر قلقاً بشأن مستقبلهم، من حيث الأمن الاقتصادي ... ثم بشأن القضايا العالمية أيضاً".

إلى جانب القلق بشأن حالة العالم، أوضحت الدكتورة بيناي كيف يواجه الشباب سيفاً ذا حدين عندما يتعلق الأمر بوسائل التواصل الاجتماعي.

من ناحية أخرى، يتواصل الشباب اجتماعياً بشكل أكبر عبر الإنترنت ويحتمل أن يستخدموا الشاشة باعتبارها "الحاجز الاجتماعي" الذي يوفره الكحول عادةً.

من ناحية أخرى، يمكن للوالدين مراقبة وتتبع ما يفعله أطفالهم عبر الإنترنت بسهولة.

قالت الدكتورة بيناي: "يشعر الشباب بالقلق من القيام بشيء سخيف ونشره أمام الآخرين، بما في ذلك أرباب العمل المستقبليين".

"تطبيع" ثقافة الامتناع عن الكحول

بدأ اتجاه الاعتدال في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لا سيما في أمريكا الشمالية والدول الاسكندنافية، لذلك من غير المحتمل أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي هي العامل الوحيد الذي تسبب في انخفاض شرب الشباب للكحول.

قالت الدكتور بيناي: "التطبيع هو أحد الأشياء التي نواصل العودة إليها".

وأوضحت أنه مع تزايد عدد الأستراليين الذين يختارون عدم شرب الكحول، سواء لأسباب ثقافية أو دينية أو صحية، كان هناك "تأثير عدوى اجتماعية".

"بمجرد أن يصبح شيء ما طبيعياً، يصبح من الأسهل بكثير أن تصبح جزءاً من تلك المجموعة".

قالت باترفيلد إنها ليست الوحيدة في مجموعة أصدقائها التي لا تشرب الكحول.

"لديّ أصدقاء مسلمون أيضاً ولا يشربون الكحول لأسباب دينية".

"أعتقد أن التحدث إليهم قد فتح عيني كثيراً ... لدي صديقة مقربة أخرج معها كثيراً ولم تتناول الكحول مطلقاً في حياتها ... وهي شخص حضوره ممتع".

بالنسبة لجاسينتا، كان الانتقال من سيدني إلى واجا واجا لمتابعة دراساتها وقرارها بإعطاء الأولوية لصحتها العقلية من العوامل الرئيسية في اختيار تقليل تناول الكحول.

قالت جاسينتا إنها شاهدت العديد من صديقاتها يعانين من مشاكل الصحة العقلية، لا سيما أثناء الوباء، وبدأت تعتقد أن الكحول يزيد الأمور سوءاً.

"المرتان اللتان سكرت فيهما بالفعل لم تكونا تجربة سارة وأنا متأكدة أنني لا أريد تكرار ذلك بعد اليوم".

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و وتوجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.


يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على

شارك
نشر في: 23/04/2023 5:32pm
By Sophie Bennett
تقديم: Nassif Khoury
المصدر: SBS