11 زيادة متتالية لأسعار الفائدة: هل سيعزز الرفع الصادم للاحتياطي الأسترالي حالة عدم اليقين لدى الاستراليين؟

The Reserve Bank of Australia

The Reserve Bank of Australia Source: Getty / Getty Images

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

فاجأ الاحتياطي الاسترالي البنوك والاسواق والمقرضين برفع سعر الفائدة 0.25 نقطة في زيادة متتالية هي الاحدى عشرة ليصل الى 3.85 % هو الاعلى منذ 2012، والتوقعات في بيئة يسودها قدر كبير من عدم اليقين. فكيف تنعكس هذه الزيادة على ارض الواقع ولماذا هذه القراءة المختلفة للاحتياطي الاسترالي؟


النقاط الرئيسية:
  • رفع مجلس إدارة مصرف الاحتياطي معدل النقد الرسمي من 3.6 في المائة إلى 3.85 في المائة في خطوة مفاجئة قبل أسبوع من الميزانية الفيدرالية
  • أتى هذا القرار صادمًا ومستغربًا في توقيت عالمي غير مؤات متزامنًا مع فشل مصرف "فيرست ريبابليك بنك" في الولايات المتحدة الذي خسر ايضًا 90 % من قيمة اسهمه
  • يكمن القلق الحقيقي بحسب امين الخزانة في استمرار ارتفاع التضخم ما يؤدي الى ارتفاع اسعار الفائدة بشكل مزمن ولا يعالج في حد ذاته المشكلة الأساسية
شكّل رفع اسعار الفائدة للمرة الحادية عشرة خلال عام، صدمة للأسواق انعكست سريعًا بقفزة للدولار الاسترالي اكثر من نصف سنت، اي 66.9 سنتًا.

قدمت الصحافية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية كوثر الحنبوري قراءة اقتصادية اسبوعية، واستهلت مداخلتها عبر برنامج Good Morning Australia بالإضاءة حول توقيت الزيادة المفاجئة لأسعار الفائدة.

شرحت الحنبوري أن غالبية الاقتصاديين كانوا يميلون الى تعليق سعر الفائدة هذا الشهر سيما وان تراجع التضخّم يمنح فرصة لإبقائه معلقًا، ولكن الاحتياطي الاسترالي كان لديه قراءة مختلفة اذ رأى محافظ المركزي ان بيانات الوظائف والتضخم قوية وان لديه الكثير من العمل وهو يعني لمزيد من الزيادات لبلوغ الرقم المستهدف للتضخم.

تقول الحنبوري:

"الحقيقة ان رفع الفائدة أتى صادمًا ومستغربًا في توقيت عالمي غير مؤات متزامنًا مع فشل مصرف "فيرست ريبابليك بنك" في الولايات المتحدة الذي خسر نسبة 90 % من قيمة أسهمه"،

يأتي ذلك ضمن دومينو انهيار البنوك حيث استحوذ بنك 'جي بي مورغان: على 'فيرست ناشيونال بنك'، وبذلك ستؤثر هذه الانهيارات على المدى الطويل على الاقراض وتعزز الركود في الولايات المتحدة وتؤدي الى تراجع الثقة تدريجيًا بقدرة البنوك الصغيرة والمتوسطة على مواجهة المخاطر.

وتتابع الحنبوري موضحة:

سنرى المزيد من اجواء عدم اليقين التي تؤثر على الاسواق العالمية ككل
وتأتي الانتقادات لهذا القرار داخليًا لأنه سيسبب المزيد من الالم للعائلات الأسترالية لأنه لن يكون مجديًا في ظل تباطؤ نمو الأجور ما يشير الى ان الاجور الحقيقية ستستمر بالانخفاض لبعض الوقت.

تشرح الحنبوري أن العقدة الأساسية تكمن في أن التضخم يدور حول العناصر الأساسية في الحياة اليومية مثل الطعام والايجار، والمسكن، والغاز والكهرباء.

كما تظهر ارقام التضخم في الربع الاول ان الرعاية الصحية والتعليم العالي اصبحت أكثر كلفة.

تشير الحنبورى الى أن الاقتصاديين يرون أن هذه الزيادة اسعار الفائدة لن تحل أزمة التضخم وفي بعض الحالات كالإيجارات يمكن ان تسبب ضغوطًا تصاعدية على التضخّم.

يرى الاقتصاديون ان التضخم مزمن ولا يمكن ببساطة ان يحقق الاحتياطي الاسترالي هدف إبقاء نسبة التضخم عند 3 % كحد أقصى، اذ يمكن ان يقفز فوق هذه النسبة على المدى الطويل.

وفي هذا الإطار توضح الحنبوري:
ستمرّ سنوات قبل ان يتمكن العديد من الاستراليين من القول انهم يتقدمون ماليًا

هذا وقد يترك ارتفاع التضخم مئات الآلاف من العمال عاطلين عن العمل على المدى الطويل.

وختمت الحنبوري قائلة:

" القلق الحقيقي بحسب امين الخزانة يكمن في ان التضخم يظل اعلى مما نرغب ولفترة اطول مما نرغب ما يؤدي الى ارتفاع اسعار الفائدة بشكل مزمن ولا يعالج في حد ذاته المشكلة الأساسية".

الى اين اذًا يتجه الاقتصاد الاسترالي؟

الإجابة في هذه المقابلة في الملّف الصوتيّ أعلاه.

شارك