"لغة صعبة جداً لكن جميلة جداً": ستة عناصر من القوات المسلحة الاسترالية يتحدثون "بالعربية" عن تجربتهم مع تعلم لغة الضاد

ADF soldiers interview learning arabic snapshot

مقابلة عن طريق الفيديو مع ستة عناصر من الجيش الأسترالي ورحلة تعلمهم اللغة العربية Source: SBS Arabic24

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

تعتبر اللغة العربية من أجمل لغات العالم، ولكنها أيضا من أصعب اللغات لتعلمها واتقانها خاصة وان كان من يريد تعلمها من خلفية ثقافية غير عربية.


ويمثل هذا الأمر تحديا كبيرا للكثير من العائلات العربية المهاجرة في أستراليا والذين يرغبون في تعليم أطفالهم اللغة العربية واتقانها.

ولكن ما الذي يمكن أن يحدث إذا قرر أشخاص راشدين من خلفيات ثقافية متنوعة تعلم لغة الضاد؟ ماهي التحديات والصعوبات التي قد تواجههم خلال رحلتهم؟


النقاط الرئيسية

  • ستة عناصرمن الجيش الأسترالي يتحدثون عن تجربتهم مع تعلم اللغة العربية
  • تعلم الجنود اللغة العربية لمدة ثمانية أشهر ضمن برنامج لوزارة الدفاع
  • تغيرمفهوم الجنود عن الثقافة العربية بعد أن تعلموا لغة الضاد

في هذا المقال نستعرض تجارب حية لستة عناصر من الجيش الأسترالي والذين قرروا تعلم اللغة العربية من خلال مدرسة اللغات بوزارة الدفاع الأسترالية.

وأولى الأسئلة التي تتبادر للذهن لماذا قرر هؤلاء الجنود اختيار اللغة العربية لتعلمها وخصوصا مع صعوبتها واختلافها بشكل كبير مقارنة باللغة الإنجليزية.

يقول كريستوفر كوزما العسكري بسلاح المهندسين "اخترت اللغة العربية لأني أحب التاريخ والسياسة وأرى أن هناك ثقافات غنية بمنطقة الشرق الأوسط وأشخاص فريدون في العالم العربي، بالإضافة إلى أن تعلم اللغة العربية تمثل تحديا كبيرا لي وهذا ما دفعني إلى معرفة المزيد عن تلك الثقافة".

أما بالنسبة لكايل ويلسون بينجلي وهو نائب عريف فيرى أنه "عندما نتعلم لغة جديدة، نستطيع أن نفهم الثقافات المختلفة ويمكننا أن نتواصل مع تلك الشعوب وهي مهارة حياتية مهمة".

بينما يرى إيلي مالوحي وكيل عريف بسلاح القوات الجوية أنه نشأ في كنف عائلة لبنانية الأصل وكان والداه يتحدثان باللغة العربية طوال الوقت بالمنزل، ويقول " كنت أجد صعوبة كبيرة في التحدث باللغة العربية بشكل سليم".
Arabic Calligraphy Alphabet letters or fonts
كتابة مزخرفة باللغة العربية Source: iStockphoto
ويتابع قائلا " خدمت بمنطقة الشرق الأوسط مرتين من قبل وأنه حينما اتيحت الفرصة لتعلم اللغة العربية الفصحى بمدرسة اللغات بوزارة الدفاع قررت الانضمام على الفور".

كان ذلك مشابها لموقف حسن أرناؤوط نائب عريف بسلاح المعدات الحربية والذي يقول" درست اللغة العربية لأتمكن من التواصل مع والدي باللغة العربية وأيضا لكي أتمكن من قراءة القرآن الكريم".

في حين أن دافيد موشي وكيل عريف بسلاح المهندسين وهو أيضا غواص يقر بأن" اللغة العربية صعبة جدا ولكنها تشكل تحديا بالنسبة لي وأيضا تعلم لغة جديدة كان واحدا من أهدافي".
من أبرز مميزات وتحديات اللغة العربية هي النطق الصحيح للألفاظ ومخارج الحروف مثل الخاء والضاد والعين والحاء، ولذلك شكل هذا تحديا خاصا لهؤلاء الجنود وبالأخص حينما لا يكون هناك مقابل لهذا الحرف باللغة الإنجليزية.

يقول مالوحي" واجهت صعوبات عند تعلم اللغة العربية الفصحى خاصة وأني تعودت على اللهجة اللبنانية في المنزل ،والتي عادة لا تنطق حرف القاف ويتم استبداله بحرف الألف ولذلك عانيت عند تعلم القراءة حيث كانت كلمات مثل قهوة وقلب صعبة النطق بالنسبة لي".

أما بالنسبة لبينجلي فكان يعاني مثل زميله من نطق بعض الحروف والتي لا يوجد لها مقابل في اللغة الإنجليزية مثل القاف والعين والحاء والهاء.

ومع هذه الصعوبات والتحديات التي واجهتهم، ذكر الجنود في حديثهم بعض الفوائد التي حصلوا عليها عند تعلم اللغة العربية، يقول مالوحي "كانت دراسة اللغة العربية مفيدة لي حيث أستطيع الآن أن أقرأ الجرائد وأتابع نشرات الأخبار الناطقة بالعربية وذلك يساعدني على فهم الموضوعات الجارية في منطقة الشرق الأوسط".

يقول موشي " لم أستخدم اللغة العربية كثيرا هذا العام، ولكنها ستكون مفيدة في عملي وأتطلع لأن أستخدم مهاراتي اللغوية مع العديد من الأشخاص في المستقبل".

من المؤكد أن اللغة العربية هي جزء كبير من الثقافة والفكر وتمنحنا الشعور بالانتماء لمجتمع وتاريخ مشترك، ولذلك عندما نتعلم لغة جدية نقترب من ثقافة تلك البلاد وأحيانا نتأثر بها.
يطرح بينجلي وجهة نظره قائلا" بسبب انني من خلفية ثقافية غربية، لم أدرس أو أعرف الكثير عن الثقافة العربية في الماضي، ولكن حينما بدأت بتعلم اللغة العربية ساعدني ذلك كثيرا على فهم الثقافة العربية والعالم العربي وتأثرت بها بشكل كبير".

الأمر كان مشابها لموشي والذي أضاف" الآن يمكنني أن أفهم الناس من العالم العربي وأيضا الثقافة والدين".

هناك العديد من الوسائل والطرق التي تساعد في تعلم لغة جديدة ومن ضمنها أن تقوم بجمع أكبر قدر ممكن من الجمل والمفردات والتي بدورها تمكننا من استخدام اللغة بشكل متقن.

يوضح مالوحي هذا الموضوع" نجتمع سوية كل يوم جمعة لنشاهد الأفلام الناطقة باللغة العربية من مختلف البلاد العربية، بالإضافة إلى أنه عندما ذهبنا إلى ملبورن، قصدنا بعض المطاعم العربية واللبنانية لنفهم أكثر عن الثقافة العربية في أستراليا حيث لم نستطع السفر إلى الشرق الأوسط لقضاء فترة المعايشة هذا العام".
عند دراسة لغة جديدة، يتكون لدينا بعض الكلمات التي نفضلها ونحب استخدامها نظرا لسهولتها أو لان لها وقعا لطيفا على ألسنتنا.

يقول موشي" الكلمة المفضلة لي في اللغة العربية هي يترعرع، لأن هذه الكلمة تبدو جميلة".

أما بينجلي فيقول " كلمات مثل السلام عليكم وشلونك" الدارجة والتي تعني كيف حالك.

بالنسبة لمالوحي " الكلمة المفضلة لي هي عجيب، وذلك لأني أستخدمها كثيرا، عندما يسألني أي شخص عن شيء ما ، أرد وأقول له عجيب".

بينما حسن يقول" بالنسبة لي فإن الكلمة المفضلة هي إن شاء الله، وهذا لأني والدي يقولها لي كثيرا حينما أتحدث معه".

أما وكيل عريف جوشوا كاري بسلاح القوات الجوية فيقول" تفضل ، لأن هذه الكلمة مفيدة جدا في كل وقت او مناسبة".
شهد شهر تشرين الثاني/أكتوبر الماضي إتمام الجنود برنامج دراسة اللغة العربية وفي السطور التالية يقدم الجنود بعض النصائح للأسر العربية المهاجرة في أستراليا لتعليم أطفالهم اللغة العربية.

يقول كوزما " أعتقد أنه ولابد من ممارسة اللغة العربية كل يوم مرات ومرات عديدة، أيضا عندما أتعلم كلمات جديدة، أقوم باستخدامها في الحوار حتى أستطيع تذكرها بسهولة". 

بالنسبة لمالوحي" مشاهدة الأخبار الناطقة بالعربية ساعدني كثيرا في تعلم الفصحى ، وأيضا مشاهدة الأفلام الوثائقية كان مفيدا جدا حيث يتكلم الأشخاص ببطء ويمكنك التعلم وفهم اللغة بشكل أفضل".

بينما يؤكد بينجلي ضاحكا "لابد من الدراسة بشكل مستمر وأن نكرر المعلومات التي نتعلمها كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، ولابد أيضا من تعلم المهارات اللغوية الأخرى مثل الاستماع والقراءة والمحادثة".
في حين يعتقد حسن" من المهم جدا المراجعة لكل ما نتعلمه، والممارسة المستمرة كل يوم للغة العربية حتى تتقنها".

ويتابع موشي" إذا أردت أن تدرس اللغة العربية وتحسن قدراتك، لابد وأن تدرس بجد كل يوم وأيضا خلال نهاية الأسبوع".

وتعد تجربة هؤلاء الجنود مع تعلم اللغة العربية دليلا على أننا نستطيع أن نتعلم أشياء جديدة كل يوم من خلال الإصرار والعزيمة والمثابرة والاجتهاد.

ويختم مالوحي حديثه قائلا" شكرا جزيلا على هذه الفرصة وعلى هذا الوقت الرائع وأتمنى في المستقبل أن نقوم بعمل أشياء أخرى مماثلة لهذا اللقاء".

ويعبر بيجنلي عن سعادته بالتجربة قائلا" نشكركم من قلبنا، اللغة العربية هي مهارة مهمة جدا وجميلة جدا".

ويشاركه موشي في الرأي قائلا" أود أن أشكركم جميعا وأخص بالشكر معلمينا في مدرسة اللغات وفي النهاية أحب أن أقول أن اللغة العربية صعبة جدا ولكن جميلة جدا".

شارك