باحث أسترالي مصري: الترجمة الدبلوماسية تتم وراء الأبواب المغلقة لما فيها من أسرار

Translating

Source: Getty Images/beemore

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

بعد مرور أكثر من 200 عام على فك رموز حجر رشيد في مصر، متخصص أسترالي مصري يكشف وجود الترجمة الدبلوماسية في ذلك العهد.


اكتُشف حجر رشيد  في مصر عام 1799 على يد جندي يدعى بيير فرانسوا بوشار من حملة نابليون على مصر، حيث يظَهر على سطح الحجَر ثلاثة نصوص: النص العلوي هو اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية، والجزء الأوسط نص الهيراطيقية، والجزء الأدنى اليونانية القديمة.


 النقاط الرئيسية:

  • الباحث محمد جمال يؤكد ضرورة وجود الترجمة الدبلوماسية في أستراليا.
  • يسبر البحث بدايات الترجمة الدبلوماسية بين الشعوب القديمة، في ذكرى فك رموز حجر رشيد وأهميته التاريخية.
  • الترجمة الفورية في أستراليا بالإجمال رغم تطورها هي ترجمة جاليات ويجب أن تتعدى هذه المرحلة.

  وقد نُقش على الحجر عام 196 ق.م. مرسوم ملكي صدر في مدينة منف عام 196 ق.م. أصدره الكهان كرسالة شكر لبطليموس الخامس لرفعه الضرائب عنهم.  

 وكان وقت اكتشافه لغزاً لغوياً لا يُفسر منذ مئات السنين؛ لأن اللغات الثلاث كانت من اللغات الميتة، حتى جاء العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون وفسَّر هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص اليوناني ونصوص هيروغليفية أخرى، وهذا يدل على أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة لمصر لأكثر من 150 عامًا.

وتضمنت النصوص التي كتبها الكهنة ليقرأها العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة، تمجيداً لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة.
وبعد مرور أكثر من 200 عام على فك رموز حجر رشيد، التقط الباحث اللغوي والمتخصص في علوم الترجمة الأسترالي المصري الدكتور محمد جمال هذا الموضوع، ليربط في بحثه بدايات الترجمة الدبلوماسية بين الشعوب القديمة، وتطرق إلى ذكرى اكتشاف وفك رموز حجر رشيد وأهميته التاريخية.

 وفي بحثه الذي يحمل عنوان: "الترجمة الدبلوماسية في مدينة الاسكندرية القديمة "، الذي تقدم به في المؤتمر الذي تعقده كلية دراسات البحر الابيض المتوسط في جامعة بوسان للدراسات الاجنبية في كوريا الجنوبية، يتناول بدايات الترجمة الدبلوماسية بين الشعوب القديمة، و يتطرق الى ذكرى اكتشاف وفك رموز حجر رشيد وأهميته التاريخية.
الدكتور محمد جمال - المتخصص في  الترجمة
الدكتور محمد جمال - المتخصص في الترجمة Source: supplied:Mohammad Jamal
وفي سياق بحثه، ينظر إلى نص لغات حجر رشيد الأصلية والنصوص المترجمة، وصعوبات الترجمة، ومهارة المترجم. وهو موضوع قديم منذ بدأ الانسان التعرف على جيرانه.

 حيث يثبت من خلال ترجمة النصوص، أن نص حجر رشيد هو نص يُصنف كترجمة دبلوماسية بالأساس. ويعمل الباحث في محاولاته كمتخصص في مجال الترجمة التحريرية والشفهية في أستراليا، على ضرورة استحداث تخصص الترجمة الدبلوماسية في أستراليا كعلم متخصص بين العاملين في هذا المجال. موضحًا، أن هذا التخصص نادر جداً بين المترجمين المتخصصين. 
وأكد أن الترجمة بشقيها التحريري والشفهي، تعتبر عِلمًا مستقلاً بحد ذاته لمتقني اللغتين الإنجليزية والعربية. حيث يمكن للراغب في التخصص بهذا الفن اختيار مساريين، الأول عبر الدراسة الأكاديمية المتخصصة في الجامعة، والآخر مهني عبر الحصول على الرخصة الأسترالية للترجمة من الهيئة الأسترالية لترخيص المترجمين الفوريين التحريريين.

وأوضح الدكتور محمد جمال، إلى أن الترجمة الفورية في أستراليا بالإجمال -رغم تطورها- هي ترجمة جاليات ويجب أن تتعدى هذه المرحلة.

 وأكد أن:" الترجمة الدبلوماسية في بعض الأحيان هي ترجمة تتم وراء الأبواب المغلقة لما تحويه من أسرار" إلا أنه أكد أن من صفات المترجم الحقيقية الأمانة والسرية بين الطرفين.
صورة لحجر رشيد
صورة لحجر رشيد Source: Supplied
وخلص الدكتور محمد جمال الأكاديمي المتخصص في دراسات الترجمة، والذي يعمل كمترجم دبلوماسي حاصل على الترخيص الأسترالي في الترجمة التحريرية والشفوية وترخيص الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية في بحثه الذي يحمل عنوان" الترجمة الدبلوماسية: رؤى من الإسكندرية القديمة" وجود الترجمة الدبلوماسية في العهد المصري القديم، وضرورة الاهتمام بالترجمة الدبلوماسية في أستراليا.  

  وكان العالم البريطاني توماس يانج، قد اكتشف أن الكتابة الهيروغليفية تتكون من دلالات صوتية، وأن الأسماء الملكية مكتوبة داخل أشكال بيضاوية (خراطيش)، وهذا الاكتشاف أدى إلى فك العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون للرموز الهيروغليفية، حيث فك شفرة رموزها عام 1822 م، لأن النص اليوناني عبارة عن 54 سطرًا وسهّل القراءة مما جعله يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية. وبهذا الكشف فتح آفاق التعرف على حضارة قدماء المصريين، وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد موتها عبر القرون. وأصبحت الهيروغليفية وأبجديتها تُدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات. والحجر أخذه البريطانيون من القوات الفرنسية، ووضعوه في المتحف البريطاني. 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.  

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على  


شارك