إذا كنت تعتقد أن الغرض الرئيسي من وجود الحانات (Pub) في أستراليا هو شرب الكحول فحسب، فكر مرة أخرى. اذ أظهر معدل إحصاءات أجرتها منظمة روي مورجان للأبحاث في غضون ثلاثة أشهر، أن عدد الأستراليين الذين يذهبون إلى الحانة لتناول وجبة تخطى أولئك الذين يذهبون لشرب الكحول فقط.
في هذه الحلقة من بودكاست "أستراليا بالعربي" نكشف أيضا عن تجارب بعض المهاجرين العرب مع زيارة الـ Pub لأول مرة. ونتعرف على تاريخ ارتباطه بالرياضة وتأسيس النوادي الكبيرة على مر الزمن، وكيف ساهم في دعم بعض النساء لإعالة أنفسهن وأفراد أسرهن، خاصة الأرامل والمدانات السابقات.
يمكنكم الاستماع الى الحلقة الثالثة من بودكاست أستراليا بالعربي مباشرة هنا:
LISTEN TO
أكثر من مكان لشرب الكحول: الـ Pub للأستراليين مثل المقهى للعرب
SBS Arabic24
16/06/202011:58
أو يمكنكم الاستماع عبر منصات تحميل البودكاست المفضلة لديكم ومنها:
إحصاءات منظمة روي مورجان للأبحاث أظهرت أن الاستراليين من مختلف الولايات يذهبون إلى البب من أجل الطعام، فمثلا سكان جنوب أستراليا هم أكثر المغرمين بأكلات البب المشوية مثل اللحوم بأنواعها والدجاج المقلي المغطي بجبن البارميزان.
Pub Source: Pixabay
وبحسب نتائج البحث أيضا، فإن أكثر من نصف سكان جنوب أستراليا (54٪) تناول وجبة في البب خلال آخر ثلاثة أشهر، في حين وصلت النسبة بين سكان فيكتوريا إلى (47٪).
ويميل الأستراليون من ولاية غرب أستراليا إلى تناول وجبة العشاء بالتحديد في البب (36٪) بينما يتقدم سكان ولاية نيو ساوث ويلز عن الولايات الأخرى عندما يتعلق الأمر بالذهاب لشرب الكحول بنسبة (21٪).
ويعتبر البب اختصار لكلمة Public house أو بيت عمومي، وهناك حوالي 6000 بب في أستراليا. وتعد تلك المنشآت الخدمية جزء لا يتجزأ من نمط الحياة الأسترالية وأصل فكرته تأتي من بريطانيا وايرلندا.
والبب موجود في معظم الأحياء الأسترالية، حيث يقدم بجانب الكحول لائحة طعام متنوعة لجميع أفراد العائلة. وغالبا ما تكون الأجواء فيه هادئة ويضم عادة كبار السن وطلاب الجامعات وبعض من العائلات في الأحياء الأسترالية الراقية.
وبعض تلك الأماكن توفر مكان إقامة للزوار من خارج المدينة، وبالتالي يتحول اسم هذه الأماكن من بب إلى فندق أو Hotel.
وتعتبر الببز الأسترالية سليل مباشر لنظيرتها البريطانية والأيرلندية، وحملها المهاجرون البريطانيون معهم عند وصولهم إلى أستراليا. لكن الفكرة أخذت تتطور هنا في أستراليا بشكل أكسبها خصوصية معينة.
Pub/hotel Source: Pixabay
وتختلف الببز الأسترالية في الحجم والتصميم بين بعضها والآخر. ويعود تصميم عدد قليل منها في أستراليا إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر وهو ما يجعلها أماكن شبه أثرية.
ويختلف الباب عن البار، حيث يكون البار مكانا لتقديم المشروبات الكحولية بشكل رئيسي، وعادة تكون فيه الموسيقى عالية وصاخبة وتوفر مكانا للرقص وحفلات الموسيقى الحية لفنانين محليين وأجانب.
ويتميز رواد البار أنهم من الشباب فوق سن الـ 18 سنة، لأنه وببساطة دخول البار لمن عمرهم أصغر من هذا ممنوع في أستراليا.
ووفرت الببز الأسترالية مصدرا هاما للدخل بالنسبة للعديد من النساء في أستراليا، لأن الترمل وهجر الزوجات كان شائعا في أستراليا خلال القرن التاسع عشر مقارنة باليوم، وفي غياب أي شبكة أمان اجتماعي للأمهات العازبات كان على النساء البحث عن خيارات لتوفير الغذاء لأسرهم، خاصة في المناطق الريفية والنائية.
Bar Source: Pixabay
وهنا لعب البب دورا هاما في توفير وظائف ليس فقط للأرامل والزوجات المهجورات، ولكن أيضًا للعديد من المدانات السابقات. لذا أصبح الحفاظ على الببز خيارًا مرحبًا به ومفضلاً للعديد من النساء.
ويبقى خيار خوض هذه التجربة قرارا شخصيا... واخترنا الحديث عن هذا الموضوع في هذه الحلقة بسبب أهمية البب كمكان فرض نفسه على الثقافة الأسترالية... ونمط الحياة فيها.
يمكنكم الاستماع الى الحلقة الأولى والثانية من بودكاست "أستراليا بالعربي" على الرابطين التاليين:
