أسترالي فلسطيني لبناني: "أكثر اللحظات فخراً كانت تسليمي الجنسية الأسترالية للمواطنين الجدد"

Cr Ahmad Karanouh

Cr Ahmad Karanouh Source: Sana Karanouh

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

انتقل السيد قرنوح إلى بلدية كونابيل من مدينة سيدني قبل 23عاما. ويقول بأنه أول عربي مسلم يعيش هناك وهو على حد علمه العربي الوحيد الذي يسكن فيها الآن. وترشح لانتخابات البلدية لكسر الصورة النمطية عن العرب والمسلمين وفاز فيها على مدار 16 عاما.


يعتز السيد أحمد قرانوح المولود في لبنان بجذوره الفلسطينية التي لا يمكن أن ينساها، فالقضية الفلسطينية تسري في دمه. ولكن بالنسبة له أستراليا هي بلد الأمان وليس لها شبيه في العالم.

بدأت رحلة هجرة السيد أحمد عندما ترك لبنان سنة1975 بسبب الحرب اللبنانية وتوجه إلى الكويت حيث عمل مصمم ديكور لمدة خمس سنوات، إلى أن حط الرحال في أستراليا سنة 1980.

وفي حديثه وهو يسرد قصة هجرته لإذاعة SBS عربي 24 قال السيد أحمد: "جئت إلى أستراليا للمرة الأولى لزيارة أخي، ولكن بعد سنة ونصف من مغادرتها قررت الهجرة إلى أستراليا بصورة دائمة".

يقول السيد أحمد أنه على الرغم من تركه المدرسة في سن الثالثة عشر إلا أن إلمامه باللغة الإنجليزية من خلال بعض الأصدقاء الأجانب سهَّل عليه الأمور لدى وصوله إلى أستراليا. بدأ العمل في بادئ الأمر مع أخيه الذي كان يمتلك مصبغة للثياب، ولكن الأمر لم يطل حتى افتتح السيد أحمد محله الخاص لبيع الثياب الرجالية.

"عندما أتيت إلى أستراليا ابتعدت عن المناطق ذات الغالبية العربية، فعشت في وسط المدينة حيث فتحت محلي الخاص والذي ازدهر بسرعة خلال خمس سنوات. ولكن افتتاح الكازينو الشهير في سيدني أدى الى تراجع البيع في المحل لأن معظم الزبائن باتوا يخسرون أموالهم في المقامرة، لذا قررت إغلاق المحل".
Coonamble
Coonamble Source: SK
عندها قرر السيد أحمد مع زوجته النيوزلندية الابتعاد عن سيدني لخوض تجربة مختلفة. وبعد تجربة غير موفقة في منطقة Dubbo، انتقلوا إلى منطقة Coonamble Shire الريفية حيث فتح محلاً لبيع الكباب والذي كان آية الرزق بالنسبة له فما لبث أن حقق نجاهاً باهراً وبدأ السيد أحمد الانخراط ضمن المجتمع المحلي في المنطقة ولكن الأمر لم يكن سهلاً وتخللته بعض الصعوبات.

وحول هذا الأمر يوضح السيد أحمد: "عندما تعيش في منطقة ما، عليك أن تصبح من أهل هذه المنطقة لكي تتعايش وتندمج، ولكن الأمور كانت صعبة لأننا كنا العرب المسلمين الوحيدين في المنطقة، وكان قد مر على وجودي هناك بضعة أشهر عندما حصلت أحداث 11 أيلول/ سبتمبر ما زاد الامر سوءاً بسبب ما كانت تبثه وسائل الإعلام عن المسلمين حينها، لكننا تمكنا من التغلب على هذا الأمر من خلال طريقة تعاملنا الجيدة مع سكان المنطقة".

وبعد كسر هذا الحاجز، قرر السيد أحمد خوض تجربة الانتخابات البلدية لتغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين وبالفعل تمكن من الفوز بمنصب رئيس البلدية وأصبح من الشخصيات المعروفة في المنطقة.
واجهت بعض من العنصرية، وكان هناك أشخاص يتحدثون ضدي. ولكن هناك داعمين لي ولمجهودي وينظرون لي كرجل أعمال ناجح وأستحق الحصول على فرصة مثل أي مواطن آخر.
ويضيف السيد قرنوح بأنه ينوي العودة للعيش في مدينة سيدني مع أولاده وأحفاده هناك، عند التقاعد في منطقة الجبال الزرقاء في ولاية النيو ساوث ويلز.

أما عن تجربة العيش في منطقة ريفية نائية بعيدة عن الجاليات العربية، فيقول السيد أحمد أن الأمر لم يكن صعباً عليه إذ اعتاد الغربة من صغره، ولكنه كان صعباً على أبنائه حيث لم يكن لديهم الكثير من الأصدقاء وهو كان يقضي معظم وقته في العمل ما يعتبره خطأً يندم عليه.
Cr Ahmad Karanouh with daughter
Cr Ahmad Karanouh with daughter Source: SK
كما يرى السيد أحمد أن أستراليا تغيرت كثيراً عما كانت عليه منذ أربعين سنة، إذ كان التعامل مع الأستراليين أسهل وأبسط في السابق، ولكن أحداث 11 أيلول/ سبتمبر غيرت الأمور بسبب تحريض وسائل الإعلام على المسلمين أو الشرق أوسطيين. فأصبحت شروط استقدام العرب إلى أستراليا أصعب وأكثر كلفة مما كانت سابقاً على عكس بلدان أخرى مثل الهند والفيليبين.

وعن أكثر اللحظات فخراً، يقول السيد أحمد:
"إن وقوفي كرئيس للبلدية وتسليم الجنسية الأسترالية للأستراليين الجدد، جعلني أشعر بفخر كبير بعدما كنت في نفس الموقف منذ عشرين سنة عندما حصلت على الجنسية.
وينصح السيد أحمد المهاجرين الجدد بأن لا يقيدوا أنفسهم بالعيش في المناطق ذات الغالبية العربية لمجرد التبضع من المحال العربية أو زيارة الطبيب العربي.
Cr Ahmad Karanouh
Cr Ahmad Karanouh Source: Coonamble Shire Council website
"أستراليا بلد كبير وخيراتها كثيرة، ومن أجل تحقيق نتائج أفضل انتقلوا إلى المناطق الريفية حيث توجد أعمال كثيرة إضافة إلى فرصة إنشاء عمل خاص كون الأمور أسهل بكثير هناك".

وعلى الرغم من تمسكه واعتزازه بأصله الفلسطيني اللبناني العربي إلا أنه شدد على ضرورة التأقلم مع أهل المنطقة التي يعيش فيها الشخص ومشاركتهم كافة المناسبات والفعاليات لكسب ثقتهم وإلا ما استطاع أن يحقق كل الإنجازات التي وصل إليها.
 


شارك