إعتداءٌ هزّ الرأي العام الأسترالي مع تعرّض رنا الأسمر، الإمرأة الحامل، للإعتداء ضربًا من قبل رجل أسترالي فقط لأنّها مسلمة محجّبة.
النقاط الرّئيسيّة
- إعتداءٌ عنصريّ على رنا الأسمر، الإمرأة المسلمة المحجّبة الحامل في الشهر الأخير
- المعتدي ينفّذ عقوبة السجن ويطلب المساعدة لمعالجة غضبه
- رنا تدعو للإفتخار بارتداء الحجاب
رنا تحدثّت عن تجربتها المرّوعة التي كادت أن تُنهي حياتها وحياة الجنين في بطنها بعد سنة وأربعة أشهر من الإعتداء العنصريّ غير المبرّر.
كانت رنا الحامل بشهرها الأخير، بصحبة صديقاتها ترتشف القهوة في مقهى وسط باراماتا في يوم عادي من شهر تشرين الثاني 2019.
واذ برجلٍ يقترب منها:"إقترب منّا الرّجل الذي لا نعرفه طلباً للمال، شعرت في داخلي أنّ الرّجل يحمل نوايا أخرى. شعرت في قلبي أنّ سوءاً سيحصل. نظر إليّ وبدأ يقول أنتم المسلمون إعتديتم على والدتي وبدأ بالإعتداء عليّ ضرباً."
قفز الرجل فوق الطاولة ليتمّكن من ضرب رنا التي حاولت حماية جنينها واضعة يديها فوق بطنها فانهال عليها بالضرب على الرأس أمام أعين الجميع، فارتمت أرضاً وتابع بوحشيّة ركلها بقدميه.
A screenshot from CCTV footage shows the moments before the attack. Source: Seven Network
وأضافت قائلة "بدأت أتساءل أين الناس ولماذا لم يوقفه أحد؟ وبدأت بالدّعاء لله في قلبي!"
رنا طرحت السؤال على نفسها "لماذا تمّ الإعتداء عليّ أنا بالذات وليس صديقاتي؟"
لم تجد جواباً حتى اليوم سوى فرضية تمكنّه من التخلّص من شخصين معاً في آن هي والجنين مع التنويه أنّها ترتدي الحجاب.
ينفّذ اليوم ال مع إمكانيّة الإستئناف بعد سنتين. رنا تجد الحُكم مخفّفاً نظراً أنه يشمل إعتداءات سابقة أخرى على امرأتين في مدينة ليفربول. تعبّر رنا أنّ الحكم لن يكون رادعاً قائلة "إن فترة تعافيّ دامت أكثر من مدّة الحكم!" وتدعو السّلطات الأسترالية لأحكام أكثر صرامة.
نشير إلى أن المعتدي لم يظهر أي ندمٍ عن فعلته في المحكمة وكان يحمل غضباً في قلبه ليس فقط على المسلمين كما وانه كان قد عبّر للقاضي أنه لا يمكن أن يتواجد في الشارع دون علاج وأنّه بحاجة للمساعدة للتخلّص من الغضب الذي يسيّطر عليه.
أولادي تأثروا بشكل كبير اذ شاهدوا عبر وسائل الإعلام الحادثة ومشاهد الضرب، وأصدقاؤهم في المدرسة أخذوا يسألونهم عمّا جرى فانتابهم الخوف لدرجة أنهم كانوا يسألون عند خروجي لزيارة الطبيب ما اذا كنت سأعود الى المنزل على قيد الحياة! رؤية أولادي خائفون كسرت قلبي وأجبرتني أن اكون قويّة!
اليوم، وبعد ولادة ابنها زين بالسلامة، تحاول رنا أن تحوّل هذه التجربة المروّعة الى خبرة مقوّية، من أجل أولادها الذين منذ تلك الحادثة فقدوا الشعور بالأمان.
تدعو رنا بشجاعة كل امرأة مسلمة بالإفتخار بارتداء الحجاب وارتدائه بشكل طبيعيّ متمنيّة لأولادها أن يجدوا في أستراليا الوطن الآمن للتعبير عن شعائر إيمانهم كارتداء الحجاب مثلا" وتعبّر عن امتنانها لتعاطف الشعب الأسترالي بكل تنوّعه مع قضيّتها.
رنا الأسمر وزوجها مع إبنهما زين. Source: Rana Elasmar
وتدعو المجتمع الأسترالي للتعرّف على المسلمين بشكل شخصي وليس بتكوين نظرة خاطئة عبر وسائل الإعلام.
