أثر قرار فيسبوك القاضي بحظر المحتوى من المؤسسات الإخبارية الأسترالية على صفحات غير إخبارية بما في صفحات صحية حكومية وأخرى خاصة بخدمات الإطفاء والطوارئ فضلاً عن صفحات لمؤسسات تُعنى بمكافحة العنف الأسري.
وقال وزير الخزانة جوش فرايدنبرغ في مؤتمر صحفي تم بثه مباشرة عبر فيسبوك، ان تصرفات الشركة كانت غير ضرورية و"مبالغ بها" وستؤثر سلباً على سمعة فيسبوك في أستراليا، وأضاف: "قرارهم بمنع وصول الأستراليين إلى الصفحات الحكومية وخصوصا تلك التي توفر معلومات عن الوباء، غير مرتبطة بالقانون المقترح."
ومن جانبها، أعلنت شركة فيسبوك أنها ستتحرك على الفور لإعادة تفعيل الصحفات غير الإخبارية ومن بينها صحفة مكتب الأرصاد الجوي والتي تعول عليها نسبة كبيرة من الأستراليين للحصول على تعليمات ضرورية خصوصاً في حال اندلعت حرائق أو فيضانات.
وقال خبير التسويق الالكتروني ناصر الخطيب، ان أرباح فيسبوك تعتمد على عدد زوار الموقع والايرادات في معظمها من الاعلانات: "ايرادات فيسبوك العام الماضي لوحده في أستراليا وصلت إلى 674 مليون دولار. كل ما زاد عدد الزوار رادت الايرادات ومن هنا جاء التحرك الحكومي لأن فيسبوك احتكرت حصة كبيرة من ايرادات المحتوى الخبري على حساب المواقع الالكترونية للمؤسسات الاعلامية."
خبير تسويق: ربما كان هناك ضغط من روبرت مردوخ على الحكومة لمشاركة الأرباح والايرادات مع فيسبوك.
واعتبر الخطيب أن الحكومة تعاملت بشيء من "الابتزاز" عندما صاغت مشروع القانون: "لا تمتلك الحكومة القدرة على التعامل مع فيسبوك أو غوغل بهذه الطريقة لأن هذه الشركات باتت جزءً من البنية التحتية لأي دولة. في أستراليا أكثر من 50% من الناس يستخدمون فيسبوك يومياً والفئة العمرية من 18-35 عاماً يدخلون على الموقع من 10 إلى 20 مرة يومياً."
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء سكوت موريسون علّق على الخلاف بالقول ان "أستراليا لن تشعر بالخوف" وأن "عمالقة التكنولوجيا غيروا العالم ولكن ذلك لا يعني بالضرورة السماح لهم بإدارته."
أما حزب العمال فانتقد على لسان الناطقة باسمه لشؤون الاتصالات ميشيل رولاند، طريقة تعاطي الحكومة مع المسألة وأنه كان يتوجب اجراء المزيد من المفاوضات للوصول إلى "صيغة قانون عملية وقابلة للتطبيق".
هل موقف الحكومة ضعيف؟
يعتقد الخطيب أن موقف الحكومة هو الأضعف لأن شركة فيسبوك قادرة على اتخاذ خطوات تصعيدية: "ما حدث إلى الآن قد لا يكون سوى مقدمة لما قد يحدث. شركة فيسبوك تمتلك واتساب وانستاغرام وفيسبوك يضم داخله سوق للبيع والشراء وتطبيق رسائل. الشركات الصغرى والمؤسسات الاعلامية الصغيرة ستتأثر اذا طالت فترة الحجب."
وفي حال طال أمد الإغلاق، يرى الخطيب أن الحكومة ستبدأ بتوجيه "ميزانيات بملايين الدولارات" نحو منصات أخرى مثل يوتيوب علماً بأنه يحل في المركز الثاني بعد فيسبوك لناحية استخدام الأستراليين له بكثافة.
استمعوا إلى المقابلة مع خبير التسويق الالكتروني ناصر الخطيب في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
