يستمر الجدال حول معونات JobKeeper و JobSeeker التي أعلنت عنها الحكومة مع بداية أزمة كورونا للحد من الخسائر الاقتصادية للأفراد والشركات والتي من المفترض أن تتوقف في أيلول/ سبتمبر المقبل.
فالبعض يطالب يتمديد هذه الإعانات إلى ما بعد ذلك كما يطالبون بالإبقاء على معونة JobSeeker على ما هي عليه باعتبار أن المبلغ الذي كان يحصل عليه الباحثون عن عمل قبل فيروس كورونا لم يكن كافياً.
وقد سمعنا مواقف سياسية متضاربة في هذا المجال حتى ضمن الفريق الحكومي الواحد بعد تصريحات أحد الوزراء الذي رفض الكشف عن اسمه لصحف نيوزكورب إن الحكومة تدرس زيادة إعانة البطالة من 40 دولاراً إلى 75 دولاراً. غير أن وزيرة الخدمات الاجتماعية آن روستون سارعت لتنفي هذه المعلومات مؤكدة أنه لا يوجد أي توجه من هذا القبيل لدى الحكومة.
أتى ذلك في وقت يضغط حزبا العمال والخضر إلى جانب بعض المنظمات الحقوقية باتجاه رفع معونة Newtstart المخصصة للباحثين عن عمل والتي لم يكن هناك أي زيادة عليها منذ 25 عاماً.
الخبير في الشؤون الاقتصادية و أستاذ القانون التجاري في جامعة ديكن التور عبدالله عجلان رأى أنه ليس هناك أي طرف فائز في هذا الاشكال: "سمعنا مطالبات من عدد كبير من الشركات وأصحاب الأعمال وحتى السياسيين بضرورة إعادة انظر بهذا البرنامج بسبب آثاره السلبية على المصالح التجارية وهناك تقارير تشير إلى أن كثيرا من الأشخاص اكتفوا بهذه المعونات ولا يرغبون بالعمل مجدداً إذ أنها في بعض الأحيان تكون أفضل أو أكثر قيمة من الراتب نفسه الذي كانوا يتلقونه قبل الأزمة".
وكانت تقارير صحفية ذكرت أن أصحاب الأعمال التجارية في جميع أنحاء البلاد يواجهون صعوبة في العثور على موظفين على الرغم من ارتفاع معدلات البطالة، مطالبين بإلغاء العمل بخطط دعم الأجور ومعونة البطالة السخية لأنها قد تمنع الناس من البحث عن عمل.
كما حذر رئيس الوزراء سكوت موريسون من أن JobSeeker ، وهي معونة البطالة التي تم مضاعفتها في آذار/مارس الماضي لمدة ستة أشهر، لن تقف عائقاً في وجه إعادة بناء القوة العاملة مشيراً أن الحكومة تلقت ردود فعل من الشركات التي تواجه مشكلات في التوظيف لأن الموظفين المحتملين يحصلون حالياً على مدخول أعلى من الرواتب التي تنتظرهم.
Australians line up to register for the Jobseeker allowance in the wake of the COVID-19 pandemic. Source: AAP
من ناحيته، اعتبر عجلان أن هذا الأمر سيؤثر بشكل سلبي على المصالح التجارية التي تحتاج إلى يد عاملة وأن هذا التأثير سيستمر على المدى البعيد. غير أنه قال في المقابل إن هناك "جزء كبير أيضاً من المصالح التجارية ومن السياسيين يطالبون الحكومة الفيدرالية بأن توفر هذه الإعانات لفترة أطول بسبب أن آثار جائحة كورونا لن تنتهي قريباً وهي ستستمر لسنوات ربما".
أما حول ما إذا كانت الحكومة قادرة على تحمل أعباء أي تمديد محتمل لمعونات كورونا أو الإبقاء على معونات Jobseeker يقول الخبير في الشؤون الاقتصادية أنها هذا ممكن على المدى القريب لكن "الجيل القادم سيدفع الفاتورة".
تجدر الإشارة أنه في نهاية شهر أيار مايو، قفز عدد الأستراليين الذين يتلقون مدفوعات JobSeeker إلى حوالي مليون وستمئة ألف أسترالي وهو ضعف عدد المستفيدين من مدفوعات Newstart قبل أزمة وباء كورونا. ويكلف هذا البرنامج الحكومة حوالي 1.7 مليار دولار كل أسبوعين.
