النقاط الرئيسية:
- تم ادراج اسم الدكتورة الراحلة زينة مرعي على قائمة الشرف بين ستة عشر فردًا كرموا في الحفل السنوي للوئام المجتمعي الذي يستضيفه رئيس حكومة الولاية، عربونًا لجهودهم في اثراء التنوع الحضاري بالولاية وخلق بيئة اجتماعية تحتفي بالاختلاف والتنوع
- تعترف قائمة الشرف، السجلّ العام الدائم، بالإسهامات المثالية لأفراد من نيو ساوث ويلز بعد وفاتهم تتجاوز فائدة أعمالهم نطاق وجودهم على قيد الحياة
- تحدث النائب جهاد ديب عن ارث الدكتورة مرعي في الخدمة المجتمعية بدءًا من استراليا وصولًا الى العالم العربي
اختطفها الموت وهي المدافعة عن الحياة، فسقطت سماعة الطبيبة وصمت قلب الأم، ولكن لم تصمت قصتها.
انها الدكتورة الراحلة زينة مرعي الطبيبة المتمرسة في الطب النسائي وطب التوليد والعضو في جمعية الأطباء المسلمين في استراليا اللبنانية التي انتمت للإنسان أيا كان، فخدمت ابناء الجالية العربية في استراليا حتى الرمق الأخير، فكانت تعمل بلا كلل وتقدم خدمتها مجانًا وفي الخفاء.
هي الانسانة قبل الطبيبة، ابنة منطقة إيعال في محافظة طرابلس في شمال لبنان التي سافرت إلى أستراليا طالبة للعلم، فدرست والتحقت بالجامعات واكملت دراستها لتختص في الطب النسائي.
وصفها النائب العمالي في برلمان نيو ساوث ويلز جهاد ديب بالعملاقة في الخدمة المجتمعية اذ كتب على صفحته في يوم وداعها الأخير:
إنها عملاقة في الخدمة المجتمعية وموجّه مذهل للشابات من جميع الخلفيات
أضاف ديب، "كانت صديقة عزيزة شجعتني ودعمتني لأحلم بأحلام كبيرة وأؤمن دائمًا بالإمكانيات. طبيبة مذهلة عاشت حياة الرحمة والطيبة والخير فكانت تسافر إلى الخارج لعلاج الفقراء".
وزير الظل لخدمات الطوارئ ووزير الظل للطاقة وتغير المناخ النائب جهاد ديب الذي تحدث الى برنامج Good Morning Australia، احتفى بحياة الصديقة الدكتورة زينة مرعي، وهو الذي التقاها ورافق عطاءاتها الكثيرة.
"تعرفت عليها منذ 15 سنة في قلب خدمتها المجتمعية، لم تفوّت فرصة للخدمة ومن عرفها عاين شغفها وفرحها بالخدمة".
Late Dr Zeina Merhi was among the honor roll inductees in the 2023 Premier's Harmony Dinner
" ستكون صوت الجالية، هذا ما قالته لي وشجعتني وحثتني على خوض التجربة وتحمل المسؤولية وكانت حاضرة في كلمتي الافتتاحية".
يستذكر ديب آخر رسالة أرسلتها له اثناء مرض شقيقه بلال فيقول:
" كانت انتقلت لتعمل في الأرياف لتقدم خدمتها هناك، ولكنها كانت قريبة ولا انسى كلماتها الأخيرة "دائمًا الحمد لله" لمواساتنا في مرض شقيقي بلال".
توقف ديب عند الرحلات العديدة التي قامت بها مرعي الى الأوطان العربية لتقدمة الإغاثة الطبية والمعاينة: "بدل أن تسافر للسياحة والاستجمام، كانت تسافر للعمل الإنساني وتقتنص كل فرصة للمساعدة".
قالت لي قبل سفري الى لبنان منذ 7 سنوات، لا تزر النواب فقط، تأكد ان تزور المستشفيات والايتام واللاجئين
ورغم أن هذا التكريم أتى متأخرًا بعد مماتها، الا أنه اظهر لأهلها وعائلتها أن المجتمع الأسترالي ممتن لعطاءاتها.
"لم تنس زينه وطنها الأم وخدمت وطنها الثاني استراليا، ومع كل عربي ناجح تنجح الجالية العربية بأكملها".
وفي كلمات مؤثرة توجه ديب لروح مرعي قائلًا:
هناك من يعيش 80 سنة ولا يحقق ما استطاعت هي تحقيقه في 40 سنة. لنعمل الخير فالحياة فرصة وعطية من الله
هذا ويعتبر عشاء رئيس حكومة الولاية الخاص بالتناغم استمراراً للاحتفال بالتزام حكومة نيو ساوث ويلز بوجود مجتمع متماسك وحاضن يتم فيه تقبّل ثقافات ولغات وأديان كافة المواطنين.
وبهذا الصدد قال رئيس حكومة الولاية دومينيك بيروتيه إن جميع الأفراد والقائمين على المنظمات الذين تم الاعتراف بجهودهم والذين أُدرجوا على قائمة الشرف أظهروا الوجه المشرق لمجتمع نيو ساوث ويلز الغني بتعدديته الثقافية.
وردّد وزير التعددية الثقافية مارك كوري أصداء مشاعر رئيس حكومة الولاية، مضيفاً أن عشاء التناغم كان بحقّ احتفالاً بأكبر ذُخر للولاية، ألا وهو أبناؤها.
كيف جمع حب لبنان وخدمته بين ديب ومرعي؟
الإجابة في الملّف الصوتيّ أعلاه.
