"عرفت قيمة أستراليا": عالم مصري يقرر العودة بعد قضاء 3 أشهر في ألمانيا

Germany vs Australia

قصة باحث مصري قرر العودة إلى أستراليا بعدما صُدم بواقع الحياة في ألمانيا. Source: Pixabay

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

صعوبات كثيرة كانت بانتظاره رغم عرض العمل الممتاز. كيف قارن تجربته هناك بتجربته في أستراليا؟


وصل أمين رشدي إلى أستراليا في عام 2012، حيث حط الرحال مع عائلته وقتئد في بلدة Townsville الريفية في شمال ولاية كوينزلاند، وتمكن من الحصول على شهادة الدكتوراه في علوم البحار من جامعة جيمس كوك.

وحقق د. رشدي تقدماً في المجال الوظيفي وحظي بفرصة العمل في مركز الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية CSIRO – أحد أهم لمراكز البحثية في البلاد.
شعرت أنه حان الوقت لتجربة جديدة
بدأت فكرة السفر وخوض غمار تجربة جديدة تراود الباحث الشغوف بعلوم البحار، فما كان منه إلا أن قرر قبول عرض عمل مغرٍ في ألمانيا: "الوظيفة كانت في أحد أكبر المراكز البحثية لعلوم البحار في أوروبا ولمست فيه فائدة لي ولأسرتي بحيث سيتمكنون من خوض تجربة ثقافية جديدة."

ولكن التجربة لم تكن بالسهلة أبداً لأنه معهد لايبنتس للعلوم البحرية يقع في مدينة كيل في شمال ألمانيا حيث لا وجود تقريباً للجاليات العربية وسكان المنطقة ليسوا معتادين على المهاجرين.

وشرح لنا د. أمين أبرز التحديات التي واجهته هناك: "لقيت الوضع صعب جداً. فيه أزمة سكن وأزمة في تقبل الآخر. قابلنا مشاكل كتير ومنها مشاكل في المدارس. بدأت أشعر أنني اتخذت قراراً خاطئاً."

وروى د. أمين تفاصيل زيارته في يوم من الأيام لمدرسة ابنته الكبرى حنين (12 عاماً) والتي واجهت مشكلة في التواصل مع معلمتها بسبب حاجز اللغة. ولم يلقَ الوالد القلق على مستقبل ابنته معاملة جيدة واضطر للانتظار لفترة طويلة وعومل بأسلوب "غير لائق" على حد وصفه.
Kiel in Germany
مدينة كيل في شمال ألمانيا Source: Pixabay

أزمة سكن

إذا كنت تبحث عن سكن في أستراليا فكل ما عليك فعله هو استطلاع الخيارات المتاحة عبر الانترنت وتفقد الشقة التي ترغب بها وتقديم طلب. ولكن الوضع في المدينة الألمانية التي انتقل إليها د. أمين لم يكن يشبه ما اعتاد عليه.

اضطرت العائلة (أمين وزوجته وبناته الثلاث) إلى البقاء في سكن مؤقت Airbnb في البداية وعندما بدأ البحث عن شقة ليسكنها لم يُوفق في مسعاه: "لم أتلق أي رد ممن كنت أراسلهم بخصوص الشقق. اضطررت للجوء إلى مديري في العمل والذي قام بمخاطبة أصحاب الشقق."

نقلت ٤ مرات في اقل من ٣ شهور بكل الشنط والاطفال!

وبعد شهر من التنقل، تمكن المعهد الذي كان يعمل به من تأمين شقة مفروشة لمدة شهرين: "لم يكن مناسباً ولكننا اضطررنا للقبول بالأمر الواقع."
Amin Roshdi
عالم البحار د. أمين رشدي Source: Amin Roshdi

قرار العودة

بدأ د. أمين يشعر أنه اتخاذ قراراً خاطئاً في ضوء الصعوبات التي اعترضت طريق العائلة للاستقرار هناك. وزاد الطين بلة ارتفاع حصيلة الإصابات بفيروس كورونا في الموجة الثانية من العدوى رغم استقرار الوضع الوبائي عندما سافروا هناك.

عن تلك المرحلة قال د. أمين: "ابتداء من منتصف اكتوبر بدأت الإصابات تتزايد بشكل متزايد وكان من الممكن أن تصل إلى 20 أو 30 ألف إصابة يومياً بحلول نوفمبر."

في أوائل تشرين الثاني نوفمبر الحالي، قرر محمد وزوجته حزم حقائبهم والعودة إلى أستراليا رغم مغريات العمل وساقته الأقدار إلى صحفة على الفيسبوك تساعد الأستراليين العالقين في الخارج على العودة: "تواصلت مع القنصلية الأسترالية في هامبورج وسجلت رغبتي في العودة وساعدتنا وكيلة سفر في بيرث على حجز تذاكر العودة."

العودة إلى كوينزلاند

وصلت العائلة إلى عاصمة كوينزلاند وكان عناصر الجيش والشرطة يشرفون على فنادق الحجر الصحي. وأشاد د. أمين بطيب المعاملة وسهولة الإجراءات التي لم تتعدى طلباً بسيطاً حددت فيه العائلة متطلبات الأكل.

وفي النهاية، قارن د. أمين بين تجربته لدى وصوله إلى أستراليا وتلك في ألمانيا: "في Townsville  التجربة كانت رائعة. كانت صعبة في البداية ولا سيما في أول سنة ولكن بعد فترة قصيرة بدأنا نتأقلم جيداً وشعرنا بترحيب المجتمع المحلي."

وأوضح الباحث في علوم البحار انه الأمر لم يستغرقه سوى أسبوعين للعثور على شقة ومباشرة عمله عندما وصل إلى كوينزلاند منذ 8 سنوات. وها هو اليوم يعود إليها محملاً بآمال استئناف مسيرته البحثية والتدريسية.

استمعوا إلى قصة د. أمين رشدي في الملف الصوتي أعلاه. 


شارك