بدأ في ولاية نيو ساوث ويلز اليوم طرح أول مجموعة من حزمة تحفيزية تحت اسم 'Dine & Discover ستكلف الحكومة 500 مليون دولار تهدف لإنعاش الحركة التجارية والسياحية في الولاية بعد التراجع الكبير الذي سببته جائحة كورونا.
وبموجب هذا الخطة سوف يحصل الفرد على أربع قسائم شرائية بقيمة 100 دولار على أن يصرفها في أربع أماكن مختلفة في قطاع الضيافة والترفيه. وهناك شروط للحصول على هذه القسيمة منها أن يكون الشخص فوق الثامنة عشرة من العمر، وأن يكون لديه حساب مع MyServiceNSW
ويقول الباحث في الاقتصاد الفيزيائي الأستاذ سليمان يوحنا في حديث مع SBS Arabic24 إن "هذا النوع من الحزم التحفيزية ليس جديدا، لكنها خطوات يائسة لأنهم لا يعرفون كيف يخرجون من المستنقع الذي وقعت فيه البلاد".
ويرى الأستاذ سليمان يوحنا أن الاقتصاد الأسترالي "يفتقر إلى الصناعة والاستثمار في القطاع الصحي والمشاريع الأخرى"، وأن ليس هناك عمل حقيقي.
ويضيف بأن الاقتصاد الأسترالي يعاني من "فقاعات وديون، فالعجز والدين غير مسبوق، حتى أن الدين على صعيد الفرد يعد الأعلى في العالم".
ويرى بأن هذه الخطط التحفيزية ما هي إلا "هدر للمال العام ولن توصل إلى نتيجة حقيقية".
وكانت حكومة فيكتوريا طرحت حزمة مشابهة في أواخر العام الماضي بقيمة 28 مليون دولار، طرحت بموجبها 120 ألف قسيمة بقيمة 200 دولار لكل منها، من أجل تشجيع السياحة والحركة في المناطق البعيدة بشرط أن ينفق حامل القسيمة مبلغ 400 دولار على الأقل في أماكن الإقامة أو استخدام نشاطات معينة.
يجب استخدام القسائم في قطاعي الضيافة والسياحة Source: Pixabay
كما وكانت حكومة تسمانيا قد طرحت خطة مشابهة تحت عنوان Make Yourself at Home ، بقيمة 12.5 مليون دولار، وعرضت من خلالها 41.500 قسيمة من أجل تشجيع مواطنيها على السياحة المحلية بعدما عانت المصالح التجارية من تأثير سنوات من الحرائق والفيضانات حتى قبل جائحة كورونا.
يأتي هذا في ظل أغلاق الحدود أمام السائحين والزوار والطلاب الدوليين والاستمارات الخارجية.
ولقد وجد بحث موّله منتدى السياحة والنقل، أن صناعة السياحة الأسترالية خسرت 6.8 مليار دولار بين 24 ديسمبر و 31 يناير الماضيين. وتوقع البحث إمكانية أن يخسر 320 ألف شخص وظائفهم بحلول سبتمبر بسبب عدم قدوم الزوار من الخارج وحالة عدم اليقين بالنسبة للحدود الداخلية.
ومن جهتها حذرت الجامعات الاسترالية من التأثير المضاعف على الاقتصاد إذا ما استمر الحظر على قدوم الطلاب الدوليين. وتشير الإحصائيات إلى أن 40 % من الطلاب الذين لديهم تأشيرة للدراسة في أستراليا غير موجودين في البلاد، أو ما يقارب 130.000 طالب، بحسب وزارة التعليم.
وفي تفاصيل خطة ولاية نيو ساوث 'Dine & Discover' فإنها ستقسم على مراحل.
المرحلة الثانية ستشمل قلب المنطقة التجارية في سيدني في أواخر شباط فبراير Source: I Riman
وتشمل المرحلة الأولى التي بدأت اليوم 500 شخص فقط على أن يستخدموا القسائم الشرائية في منطقة The Rocks السياحية في سيدني ومنطقة Broken Hill
أما المرحلة الثانية والأكبر فسوف تبدأ في أواخر هذا الشهر وتشمل قلب المنطقة التجارية في سيدني، الشواطئ الشمالية، ومنطقة Bega Valley، على أن تُطرح الخطة كاملة على مدى ولاية نيو ساوث ويلز بحيث يتمكن حاملو القسائم من صرف مبلغ 25 دولار في الحانات والمرابع والمقاهي والمطاعم والبارات والمعارض وأماكن الموسيقى الحية ومصالح فنية وثقافية أخرى.
وزير الخزانة في نيو ساوث ويلز Dominic Perrottet قال إن "الحكومة أصغت جيدا إلى معاناة المصالح التجارية خلال الجائحة، وهذا الاستثمار هو بالضبط ما يحتاجه الاقتصاد بعدما تبدأ الحركة بالهدوء بعد فترة الصيف المزدحمة".
وقال الوزير إنه سواء أكان مطعما أو مقهى أو متحف أو حديقة حيوان، فإن هذه المصالح التجارية الصغيرة هي شريان حياة الولاية، مشجعا الناس على الاستفادة من هذه الخطة ومساعدة مجتمعهم المحلي وتعزيز الوظائف.
ويتعين على المصالح التجارية أن تتسجل في هذه الخطة لكي تصبح مؤهلة، وستقوم بإدارة مشاركتها من خلال تطبيق جديد سيمكنها من قراءة القسائم والتحقق من صحتها وقبولها ، والتحقق من سجل المعاملات والمدفوعات.
وزير خدمات المستهلك Victor Dominello قال إن هذه القسائم ستوفر للمستهلكين متنفسا ماليا وتشجعهم على الخروج من المنزل بأمان. وقال إن التسجيل للمصالح التجارية سهل ولا يأخذ سوى دقائق، وقال إن الحكومة تستخدم التكنولوجيا لجعل حياة الناس أسهل، وحث الناس على تحميل تطبيق NSW Services الآن وقبل طرح الحزمة كاملة.
وقال إن التطبيق يمكن أن يستخدم كذلك من أجل الحصول على رخصة سوق رقمية، تجديد تسجيل السيارات، وتسجيل الدخول بأمن إلى المحلات.
استمعوا إلى اللقاء مع السيد سليمان يوحنا في أعلى الصفحة
