في يوم شبه بيوم النصر، بدأت بريطانيا أمس الثلاثاء حملة تطعيم جماعية لسكانها ضد فيروس كورونا المستجد، بلقاح طورته شركتا فايزر وبيونتك وشخصت أنظار العالم لمتابعة ذلك الحدث الذي اعتبر "نقطة تحول" في القضاء على وباء كوفيد 19.
ويقول الدكتور باسم الأنصاري، مستشار في الصحة العامة العالمية، وباحث في كلية الطب في جامعة سيدني إن "السنة التي مرت كانت صعبة على الجميع، ويأتي خبر بدء حملة التلقيح كخبر سعيد يبعث على الأمل".
ورحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ببدء برنامج التطعيم، وشكر العاملين في مجال الصحة والعلماء ومن تطوعوا للتجارب. لكنه قال إن الأمر لم ينتهِ هنا، وأنه لم يتم القضاء على الفيروس بعد، وحث المواطنين على مواصلة اتباع الإرشادات التي تهدف إلى الحد من انتشار الفيروس.
بوريس جونسون Source: REUTERS/John Sibley/Pool
ويقول الدكتور باسم الأنصاري إن تصريح رئيس الوزراء البريطاني تصريح واقعي ويجب أن نكون واقعيين. لافتا إلى ضرورة عدم بث شعور خاطئ بالأمان والإبقاء على سبل الوقاية الدائمة، خاصة وأن هناك بلدان مثل بريطانيا، ما زالت تعاني من الموجة الثالثة من انتشار الفيروس بالوقت الحالي.
وأصبحت مارغريت كينان، وهي جدة ستبلغ من العمر 91 عاما خلال أسبوع، أول شخص في العالم يتلقى اللقاح خارج التجارب عندما حصلت على الجرعة في المستشفى المحلي في كوفنتري وسط إنجلترا. تبعها رجل مسن آخر في الثمانينات من عمره ويدعى ويليم شكسبير، وعبّر هو أيضا عن سعادته لأخذ اللقاح. 
التأثير الايجابي لوباء كورونا على جهود مكافحة الزهايمر والملاريا وتقنيات الكشف عن السرطان Source: Pixabay
وسيكون موظفو الصحة في الخطوط الأمامية، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80، والعاملون في دور الرعاية، أول من سيحصل على لقاح فايزر-بيونتك ضد كورونا.
وشبّه وزير الصحة مات هانكوك اليوم بيوم النصر. وتوقع تطعيم الملايين بحلول نهاية العام.
ويقول الدكتور باسم الأنصاري في حديثه مع SBS Arabic24 إنه وفي السنوات السابقة كان هناك الكثيرون من المشككين بكل التلقيحات، لكن شدة التشكيك بهذا اللقاح الآن أكبر.
ولفت الدكتور الأنصاري إلى الجدل الدائم حول أولوية المصحلة العامة مقابل الحرية الشخصية عندما يتعلق الأمر بأخذ اللقاحات.
وقال إن القاعدة العامة تقول إن الشخص المتلقي يجب أن يكون راضيا وموافقا على أخذ أي لقاح، وإذا قررت الدولة إدخاله فذلك يحتاج إلى أدلة قوية جدا.
لا أعتقد أنه من الأخلاقي إجباره على الجميع
وأضاف الدكتور الأنصاري أنه يجب أن يجعل مجانيا للجميع ويجب أن توفر حوله معلومات وحملات توعية.
وشرح الدكتور باسم الأنصاري الفوارق بين اللقاحات المختلفة الموجودة حاليا، ودعا الناس إلى البحث عن معلومات من مصادر موثوقة ومواقع رصينة إذا أرادوا معرفة تفاصيل أكثر، بالإضافة إلى استشارة طبيب الصحة العامة الذي من المفترض أن يكون قادرا على الإجابة عن أي تساؤلات.
وأكد الدكتور باسم الأنصاري أن الجهات المعنية في أستراليا كانت حكيمة جدا في ما يتعلق بطرح اللقاح "فلقد قامت الهيئات الحكومية باستشارة الخبراء الموجودين".
وفيما طمأن إلى أن الرقابة شديدة في أستراليا قال "نحتاج لنكون صبورين".
استمعوا إلى اللقاء كاملا مع مستشار الصحة العامة العالمية الدكتور باسم الأنصاري في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.
