تحتفل أستراليا في الخامس والعشرين من نيسان ابريل من كل عام بيوم أنزاك باستذكار أولئك الذين خدموا وطنهم وقضوا في الحروب. وأصبح يوم أنزاك رمزًا للهوية الوطنية الأسترالية.
ولفظ ANZACS يعني جنود فيلق الجيش الأسترالي والنيوزيلندي وهم جنود كان من بينهم العديد من الرجال والنساء من السكان الأصليين وايضا المنحدرين من ثقافات متعددة.
اندلعت الحرب العالمية الأولى في آب أغسطس في العام 1914 وما إن وصلت أنباء الحرب حتى أنضمت أستراليا إلى بريطانيا في الحرب ضد دول المحور التي ضمت ألمانيا والمجر وبلغاريا والإمبراطورية العثمانية.
Harbord Diggers RSL member & Vietnam veteran Peter Rawling celebrate Anzac Day at Harbord Diggers, Freshwater, Sydney, Thursday, April 25, 2019. Source: (AAP Image/Bianca De Marchi)
و من بين 420 ألف جندي في الجيش الاسترالي، تطوع أكثر من ألف رجل من السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس للمشاركة في الحرب.
كما جاء العديد من هؤلاء الجنود من خلفيات متنوعة ثقافيا.
البروفيسور إدموند تشيو ( Edmund Chiu ) وهو باحث متطوع في المتحف الصيني في ملبورن، يقول أن ألبرت فيكتور تشان ( Albert Victor Chan ) من بالارات كان أول أسترالي من أصول صينية ينضم للجيش بعد أسبوع واحد فقط من إعلان الحرب.
وبحسب البحث الذي اجراه عن تاريخ الأنزاك، احصى (تشيو) 217 رجلاً من الاستراليين ذوي الاصول الصينية خدموا خلال الحرب العالمية الأولى.
ويقول إن قبول الاطباء كضباط في الجيش الضباط الطبيين هو ما سمح لهؤلاء الرجال الوطنيين بالخدمة في جيش بلادهم.
الأصل والعرق لم يكن أبداً مصدر قلق لبعض الأستراليين أيضًا.
ولهذا حدث أحتجاج عام عندما تم رفض جورج كونغ منغ من الخدمة في القوة الإمبراطورية الأسترالية آنذاك، على الرغم من خدمته العسكرية السابقة ووجود شقيقه الأصغر في الجبهة الغربية.
ويقول الرئيس الوطني لجمعية المحاربين القدامى من السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس - غاري أوكلي Gary Oakley - أن العديد من السكان الأصليين الأستراليين كانوا عازمين على التطوع للمشاركة في الحرب.
ويضيف غاري أوكلي أن الرجال من السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس انضموا للجيش لأسباب مختلفة - بما في ذلك فرصة الحصول على أجر أو راتب.
Wall of poppies Source: (Getty Images/CraigRJD)
يعتقد غاري أوكلي أنها كانت المرة الأولى التي يجد فيها السكان الأصليون الأستراليون المساواة.
ولم يكن القبول في الجيش من الامور السهلة بحسب الدكتورة إيلينا غوفور التي تقول انه كان على الجنود الاستراليين المولودين في روسيا الاستماته ليتم قبولهم في الجيش رغم خلفيتهم الاوربية.
وبحسب الباحثة في الجامعة الوطنية الاسترالية د. إيللينا غوفور فان الجنود من الاصول الروسية كانوا الجالية الاكبر في الجيش بعد الجنود المولودين في بريطانيا ونيوزلندا وكندا.
وبلغة الارقام، فما تزال الحرب العالمية الأولى الصراع الأكثر تكلفة بالنسبة لأستراليا من حيث عدد الوفيات والإصابات.
فقد لقي أكثر من 60.000 شخص مصرعهم وأصيب 156.000 جندي آخرون أو أُسروا.
ولسوء حظ العديد من الجنود الناجين من الحرب، فإن العودة إلى الوطن لم تغير حياتهم للأفضل.
ولم تتحقق آمال الجنود الأستراليين من السكان الأصليين في تحسين أوضاعهم الاجتماعية إلا في عام 1949 عندما تمت إزالة القيود المفروضة على التجنيد على أساس العرق.
ويقول البروفيسور إدموند تشيو إن بطل الحرب الصيني الأسترالي بيلي سينغ أنتهى به الامر الى خاتمة حزينة على الرغم من تخصيص قطعة أرض له من مشروع اسكان الجيش.
CURRUMBIN, AUSTRALIA - APRIL 25: Members of the Mudgeeraba light horse troop take part in the ANZAC dawn service on April 25, 2018 in Currumbin, Australia. Source: (Chris Hyde/Getty Images)
الدكتورة غوفور توضح ايضا ان بعضا من الجنود الاستراليين من الاوصل الروسية لم يستطيعوا التماشي مع الحياة بعد انتهاء الحرب.
وتقول الدكتورة غوفور ان التعددية الثقافية في استراليا بدأت بحكاية الانزاك باشتراك الجنود من مختلف الثقافات والاعراق في الحرب التي خاضتها البلاد.
ويعني الانزاك داي اشياء مختلفة باختلاف الناس ولكن بالنسبة للسكان الاصليين فان مسيرة الخامس والعشرين من نيسان ابريل تعني الاعتراف بهم وباسهاماتهم.
هذا التقرير من اعداد منال العاني وآمي تشين غو يانغ
