يجري وزير الصحة الفيدرالي Greg Hunt مفاوضات مع نقابة الصيادلة وجمعية الأطباء الأستراليين وشركات طبية تجارية بهدف وضع قواعد عامة لعمل قطاع الأدوية ابتداء من منتصف العام القادم. شهدت تلك المفاوضات نقاشات حادة تناولت القواعد المشددة لامتلاك وإدارة الصيدليات وطبيعة الخدمات التي تقدمها بالإضافة إلى الجهة المخول لها تحديد أسعار الأدوية.
وتسعى نقابة الصيادلة التي تمثل نحو 5700 صيدلية، أن يكون للصيادلة صلاحيات تشبه صلاحيات أطباء العائلة وتشمل إعطاء لقاحات السفر أو travel vaccinations ووصفات حبوب منع الحمل. من جانبها، ترغب جمعية الأطباء الأستراليين أن يكون للأطباء الحق في امتلاك صيدليات.
الطبيب العام الدكتور رمسيس جيّد لا يتفق مع طرح جمعية الأطباء: "كل شخص متخصص يجب أن يلتزم بحدود تخصصه، أنا كطبيب لا أحب أن أدخل في تفاصيل من اختصاص الصيدلي مثل وقت تناول الدواء أو غيرها من الأمور"
وبالمقابل يعارض الدكتور جيد مطالبات نقابة الصيادلة السماح لهم بحمل صلاحيات أطباء العائلة. وقال الدكتور رمسيس إن إعطاء وصفات حبوب منع الحمل على سبيل المثال، تحتاج إلى معلومات طبية وفحوصات قبل وصفها، وهناك حالات كثيرة لا يقبل فيها الطبيب منح هذه الحبوب. ويضيف الدكتور: "أحيانا نضطر إلى إجراء فحوصات خاصة للتأكد من أن المرأة ليس لديها مرض وراثي معيّن قد يؤدّي إلى جلطات إثر تناول حبوب منع الحمل، من هنا إذا أعطينا الصيدلي الحق بوصف هذه الحبوب يجب أن نعطيه أيضاً الحق بإجراء فحوصات دم".
ولكن على الجانب الآخر، كثيرون ممن يعانون من أمراض مزمنة تستدعي تناول دواء بشكل متواصل مثل مرضى السكري أو الضغط، لا يرغبون في مراجعة الطبيب كل مرة يكونون بحاجة إلى شراء دواء، باعتبار الامر مضيعة للمال والوقت أيضاً.
Source: Press Association
ورد الدكتور رمسيس على هذه التساؤلات قائلا "في إطار متابعة مرضى السكري على سبيل المثال، يجب أن نلتزم بما يعرف بCycle of care أو دورة الرعاية الذي تتطلب من المريض أن يرى الطبيب كل ثلاثة أو ستة أشهر، ليس فقط لطلب وصفة جديدة للدواء بل أيضاً للقيام بفحوصات جديدة ومراقبة تطور المرض والتأكد من أن السكر في الأدوية التي يأخذها المريض موزون".
أما مرضى الضغط لا يختلفون كثيرا، فيجب استمرار الفحوصات ببشكل منتظم لتجنّب حصول أي نوع من الجلطات: "الوقت الذي يأتي فيه المريض للحصول على وصفة هو الوقت الذي يقوم فيه الطبيب أيضاً بأخذ كل الإجراءات الوقائية التي قد تجنّب حصول مضاعفات في حالته الصحية".
من جانبها، دعت الصيدلانية أدال طحان إلى جعل الأولوية دائما لمصلحة المريض الذي يزور الصيدلية بغض النظر عن مصلحة الصيدلاني أو الطبيب أو أي اختصاصي آخر. وقالت طحان إنه يجب القيام بأي شيء يسهّل على المريض مهمة الحصول على الدواء وتوفير المال والوقت: "الطبيب لديه أصلاً الكثير من المسؤوليات خصوصاً أنه يدرس لأكثر من 10 سنوات للتمكن من معاينة المرضى وحل مشاكلهم". وأضافت أن الأطباء يمكنهم لعب دور كبير في متابعة الأمراض المزمنة التي تعد السبب الرئيسي لأغلب الوفيات: "أعتقد أن الأطباء يجب أن يضعوا معظم جهودهم بهذا الإتجاه".
لكن خبراء اقتصاديين ينادون بفتح مجال المنافسة التجارية في قطاع الدواء. ونقلت تقارير صحفية أن الشركات التجارية تعتقد أن بإمكانها تخفيض ما يدفعه الأستراليون للحصول على الدواء، حيث تمنع قواعد السوق حاليا من المنافسة. وتعتزم شركات مثل 7-Eleven دخول سوق الأدوية، وهو ما قابله الصيادلة برفض قاطع معللين الأمر أنه ينافي كل ما تعلموه عن سلامة الدواء.
Health check-ups are important to identify potential risk factors. Source: Getty Images
وقالت الصيدلانية طحان إن هناك حالياً 5700 صيدلية في أستراليا مملوكة لصيادلة، ما يعني أن المنافسة موجودة، إذ يمكن الحصول على دواء من صيدلية معينة بسعر يختلف عن سعر نفس الدواء في صيدلية أخرى في منطقة اخرى. وشددت أدال طحان على أهمية وجود تعاون دائم بين الصيادلة ومختلف أعضاء الجسم الطبي مثل أطباء العائلة والإخصائيين وأطباء الأسنان والمعالجين الفيزيائيين وغيرهم.
node_list uuid="d921c7e2-6701-495e-aeee-4b806a988adb"]
وتعتبر نقابة الصيادلة إحدى أقوى مجموعات الضغط المهنية في أستراليا وتملك تأثيرا كبيرا على السياسيين من الحزبين الكبيرين. وتضغط النقابة بقوة لمواجهة أي تغييرات في النظام الحالي. وفي عام 2004 تراجع رئيس الوزراء السابق جون هاورد عن خطة تسمح للشركات التجارية بامتلاك صيدليات تحت ضغط النقابة.
