الأخت الهام جعجع: "النذور الرهبانية تعني الحب والارتباط، هي بمثابة زواج أو خطوبة مؤبدة"

Sr Elham Geagea

Sr Elham Geagea Source: Supplied

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

تركت عائلتها وعالمها في عز الشباب لتنذر نفسها للحياة الرهبانية والخدمة الإنسانية، ضمن سلسلة "الوجه الآخر" نتعرف اليوم على النواحي الحياتية للأخت الهام جعجع المسؤولة عن دار المسنين في Dulwich Hill في سيدني


نعرف عنها، صوتها الجميل وطلتها المميزة ومسؤوليتها عن دار المسنين في دالويتشهيل حيث تلمس القلوب بحنانها وتفانيها، انها ابنة لبنان الأخت الهام جعجع.

ضمن سلسلة "الوجه الآخر" على اس بي اس عربي 24 تحدثت جميلة فخري الى الأخت الهام جعجع وسألتها كيف تعرّف عن نفسها كونها الهام جعجع الإنسانة والراهبة الأخت الهام، فقالت ان الهام الإنسانة تعيش كأي انسان آخر وفي حياة الهام الراهبة هناك اضافة تمتثل بمجهود زائد وعمل يومي لعيش ملء دعوتها و هدف تكريسها "الإنسانة مثل أي انسان والراهبة تعيش اضافة ألا وهي مجهود زائد وشغل وعمل يومي للوصول للهدف الذي من اخترته، أن أكون عروس يسوع وأن أكون أمينة له، انسانيتي ودعوتي يسيران مع بعض، لا يمكن أن أكون انسانة فقط أو راهبة فقط لا بد للإثنينن ان يتماشيا معا مثل الجسد والروح"

وأضافت الأخت جعجع انها ولدت في العاصمة بيروت وترعرعت في شمال لبنان في منطقة بشري التي طبعتها نفسها وشكلت شخصيتها، "ولدت في بيروت لعائلة كبيرة وتقية، مؤلفة من اثني عشر ولدا وخسرت أخ من أخوتي بسبب الحرب، وترعرت في بشري، المشرفة على وادي القديسين وحاضنة الأرز، الجبال الشامخة وجمال الطبيعة المحيطة زرعوا في قلبي الصمود والقيم الإنسانية"

وتحدثت الأخت جعجع عن مدى تأثير الوالدين في نفسها وشخصها قائلة انها على ما هي عليه نتيجة المزيج الرائع المؤلف من مزايا الوالدين وما تعلمته من أبيها وأمها، الأمر الذي اهلها لتنال الخصائص اللازمة لتادية مهامها ومسؤولياتها عن كبر بفضل الخليط الرائع بين المسؤولية والعلاقات الإجتماعية التي أخذتها عن الوالد والجهوزية للمساعدة والخدمة عن الوالدة
Sr Elham Geagea
Sr Elham Geagea Source: Supplied
فعن والدها، تقول الأخت جعجع انها أخذت حس المسؤولية وحسن العلاقات الإجتماعية، والعلاقات الطيبة في التعامل مع الناس، فوالدها صانع القطع الخشبية التذكارية كان يبعيها في منطقة الأرز للسواح والزائرين وكان يحفذ ابنته الهام ويشجعها على بيع القطع من خلال مكافأت حثتها على أخذ الأمور بجدية ومسؤولية وعلى التعاطي مع الناس بودة وبأسلوب تميز بالكثير من الطاقة " تعلمت عن والدي المسؤولية بالعمل (..) والعلاقات الطيبة مع الناس وأخذت عنه مهارات البيع وحسن المعاملة حين تلتقي بالناس)

وقالت الأخت الهام انها كانت بعمر التسع سنوات فقط حين بدألت تشعر برغبتها في التكرس الرهباني، وذكرت حادثتين مهمتين أكدّا دعوتها، الأولى كانت مناسبة القربانة الأولى حين شعرت بفرح عظيم وبحب لا وصف له استمر معها الى الآن والثانية هي النذور المؤبدة التي عهدتها على نفسها في وقت تكرسها كراهبة وبحسب تعبيرها " زواج أو خطوبة أبدية" قائلة ان عليها أن تصون هذه العلاقة وتكون أمينة على وعودها.

وعن سؤال يخص جمال الخلق والخلقة، قالت الأخت جعجع ان كل جمال هو نعمة من الله وانها " تشكر الله على كل شيء" مضيفة انها تتحلى بنفسية مرنة تمكنها من التعامل ببساطة مع الأمور" أحب البساطة ولا أعقد الشياء، وأبتعد عن ما يُصعب الحياة واقبل الأشياء بسهولة، الجمال عنصر يساعد الأشياء الباقية انما الأساس هو النفسية الجميلة وطريقة التعامل مع الناس والتواضع والشكر اليومي والشهادة من خلال أمانتنا لما التزامنا به"

ودخلت الأخت الهام جعجع الدير عام 1975، عملت منذاك مع كافة الفئات العمرية، الشباب والعائلات والمسنين، ومن أجمل ما قلته عنهم : " الشباب يعلمني الحماس والإندفاع، الأهل يعلمونني مواجهة الصعوبات وتقبلها والمسنين يعلمونني الحكمة"

 واستفاضت الأخت جعجع بشأن الحكمة التي تقدرها وتراها في المسنين والتي تود أن تأخذها عنهم قائلة:"عندنا شريحة من النزلاء من الذين فقدوا الذاكرة، هؤلاء يتحدثون لغة القلب لأن لغة العقل يشوبها النسيان وهي مشوشة، أتواصل معهم بالمحبة ومن خلال العاطفة واللمسة الحنونة، هم يريدون محبة وليس شفقة"
وذكرت الأخت جعجع انها عملت كممرضة مسجلة لسنين طويلة وفي أستراليا درست لتصبح ممرضة مفتشة في نوعية الخدمة في دور المسنين وانها أيضا خلال سني خدمتها في المستشفى في لبنان اسست جوقة للترنيم، وتقول ان الترنيم والغناء يضيفان فرحا على الأجواء ويعطيان المسنين فرحا داخليا خلال الصلوات كما خلال الإحتفالات اليومية والمناسبات.

وقالت ال×ت الهام انها تعتبر ان عملها مع العائلات والشباب والمسنين جعلها تعيش الأمومة الروحية بكل أبعادها وهي توجه محبتها الى جميع الذين وضعتهم الحياة في دربها.

وبعيدا عن الخدمة والفروض التقوية تقول الاخت جعجع نها تحب المطالعة ونهل الثقافة في شتى المجالات، مشيرة الى انها درست عن كيفية التعامل مع اجراءات كورونا عبر الأنترنت وسبل الوقاية منه خاصة ما يخص المسنين خلال فترة الحجر التي فرضها كوفيد19

بالنسبة للرؤية المستقبلية قالت الأخت جعجع أن الإنسان قادر على أن يثمر حيثما يزرع وان الخدمة جيدة ان كان هنا أو في لبنان وان قلبها مع وطنها الأم الذي يمربصعوبات وضيقات عديدة في الوقت الراهن
Sr Elham Geagea
Sr Elham Geagea Source: Supplied
وأضافت ان العمل الدؤوب في دار المسنين يتطلب مجهودا كبيرا، المسنون وذووهم والموظفون كلهم بحاجة الى العناية والإهتمام، فلا بد من أن يأخذ الإنسان وقتا لنفسه للتأمل والجلوس مع الذات والتفكير والإسترخاء كي يتمكن من الأستمرار وإعطاء المزيد

 وأنهت الأخت جعجع عبارة علمتني الحياة قائلة: علمتني الحياة ان كل يوم جديد هو عطية جديدة يجب الإستفادة منها كي لا تفوتنا الفرصة، الحياة مدرسة ولكن على عكس المدارس الأكاديمية والجامعات، الحياة تدعنا نختبر الإمتحانات أولا لنتعلم الدروس ، النجاح ليس كل شيء انما الرغبة في النجاح هي التي تحثنا على المضي قدما اليه والحياة تعلم الكثير  


شارك