جيني زعيتر: "27 يوما في البحر وجرن الكبة والصاج في حقائب السفر إلى أستراليا"

Jenny Zaaiter

السيدة جيني زعيتر تروي قصة هجرتها إلى أستراليا من لبنان Source: Jenny Zaaiter

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

من الدّيمان في شمال لبنان إلى مرفأ بيروت، انتقلت جني، البالغة من العمر آنذاك ست عشرة سنة، مع والدها ووالدتها وإخوتها الأربعة في أطول رحلة لها على متن الباخرة عام 1968 للهجرة إلى أستراليا.


سبعة وعشرون شروقا ومغيبا على متن الرّحلة التي نقلت العائلة وذكرياتها من مرفأ بيروت إلى قارة أستراليا.

ومع وصول الباخرة التي كانت تحمل على متنها جيني زعيتر وعائلتها إلى الأرض المنشودة، بدأت الرّحلة الدّاخلية في أستراليا من ولاية غرب أستراليا تحديدا من ميناء مدينة Fremantle، حيث حطّت الباخرة رحالها في مدينة ملبورن في ولاية فكتوريا فسيدني في ولاية نيو ساوث ويلز. وكان يوسف ألفونس بانتظار أخيه وعائلته واستقبلهم في منزله في أستراليا.


النقاط الرئيسية

  • هاجرت إلى أستراليا مع عائلتها في عمر ال 16 سنة.
  • استغرقت الرحلة على متن الباخرة 27 يوما وكانت ليال مليئة بالرقص والدبكة.
  • تاهت بين الشوارع المتشابهة ببعضها، عندما كانت تنتقل مشيا على الأقدام بين هارس بارك وباراماتا.

"جرن الكبة والصاج في حقائب السفر"

تحدثت جينى زعيتر لـ أس بي أس عربي24 عن هذه الرحلة التي بدأت في عمر الست عشرة سنة وأصبحت رحلة العمر.

شهر على متن الباخرة الإيطالية التي كانت تنقل ألفي مسافر معظمهم من اللبنانيين. ذكريات ولحظات لا تنسى تحت ضوء القمر حيث كان السهر يحلو حتى بزوغ الفجر مع أغاني فيروز والدبكة والرقص.

"ربما لإسكات الحنين الذي سيبقى أو ربما لأن اللبناني يعشق الفرح حتى في  ترحاله القسري."

معظم إخوتها كانوا يعانون من الغثيان على متن الباخرة، أما هي فكانت قائدة الجوقة كما روت لنا قائلة: "الباخرة كانت مليئة باللبنانيين. في كل ليلة كان هناك حفلات ولم نشعر بطول المشوار. كنا نغني ونرقص وندبك وأنا كنت قائدة الجوقة."

" أحضرت أمّي معها الصاج والمونة مثل الفاصولياء. استطعنا حمل كل الأغراض معنا على متن الباخرة. وعندما وصلنا، قمنا بأكل خبز الصاج على فترة شهر."

انتظر الأهل والأقارب فترة طويلة في الدّيمان للاطمئنان على وصول العائلة إلى أستراليا عبر رسالة أرسلها والد جني إلى أخيه بطرس ألفونس. إذ كانت الرسائل وسيلة التواصل الوحيدة آنذاك.

"لم يكن بمقدورنا أن نستعمل الهاتف حينها، كنا نرسل الرسائل.  أرسل والدي رسالة إلى عمي بطرس الذي كان شمّاس البطريرك المعوشي في وقتها وقال له إننا وصلنا بخير."
Jenny Zaaiter
قصة هجرة السيدة جيني زعيتر Source: Jenny Zaaiter

الشوارع كلها متشابهة

وصفت جني انطباعها الأوّل عن أستراليا أو "بلاد الإنجليز" كما سمّتها، وقالت إنّ الطرقات والشوارع كانت مشابهة ببعضها مقارنة مع الطبيعة الجبلية في لبنان لدرجة أنها تاهت بعد ثلاثة أيام من وصولها إلى سيدني وهي تنتقل مشيًا على الأقدام من منطقة هارسبارك إلى باراماتا.

الحادثة التي لن تنساها: "أدخل في شارع وأخرج  من شارع آخر. لم أستطع قراءة اسم الشارع ولم أعرف اسم الشارع التي أردت الذهاب اليه. كل شيء كان متشابها في أستراليا، ولم يكن هناك جبال ووديان مثل الدّيمان."

ولكن سرعان ما تأقلمت الشّابة التي تضجّ بالحياة، مع الحياة في أستراليا.

أستراليا عام 1968

لم تكن ملامح أستراليا منذ نصف قرن كاليوم. كل شيء كان مغامرة آنذاك، من بيع الخبز إلى اللحم والخضار.

"في ذلك الحين كان هناك فرن واحد يبيع الخبز اللبناني. اليوم كل شيئ متوفّر وكأننا نعيش في لبنان. كنّا نذهب إلى المسلخ ونشتري ذبيحة كاملة لتقوم أمي بتحضير الكفتة والكبة في المنزل. وكان بائع الحليب يضع الحليب في الصّباح الباكر أمام الباب ونحن نترك له النقود على عتبة باب المنزل أو في صندوق البريد."

وقالت جني إنّ أستراليا ما زالت أفضل بلد في العالم من ناحية الأمان.
Jenny Zaaiter
السيدة جيني زعيتر Source: Jenny Zaaiter

أول فرصة عمل

اضطرت جني للعمل منذ وصولها لمساعدة والديها بمصاريف السّكن على عكس شقيقتها الصغرى التي تابعت دراستها.

ورغم ذلك كانت تسعى لتعلّم اللغة الإنجليزية عبر قراءة الجرائد والمجلات. عملها الأول كان في مصنع لماكينات الخياطة ولكن سرعان ما سرقها الزواج من ميدان العمل. 

"القلب دق لفؤاد"

في أستراليا، "القلب دق لفؤاد" الذي كان ينتظر حبّه القادم من لبنان. وبسبب صلة القرابة كان فؤاد يسكن في منزل عمها حيث استقرت العائلة حين وصولها الى أستراليا.

وعن تلك اللحظات قالت: "منذ وصولنا، ساعدني في إيجاد فرصة عمل وكان يوصلني الى العمل ويحدّثني كل يوم."

 تكلّل حبهما في كنيسة مار مارون في منطقة ردفرن، أول كنيسة مارونية شيدت في أستراليا والوحيدة يومذاك.

 ونجح فؤاد في تحويل الغربة إلى وطنٍ. وتشابكت أيادي أهالي الدّيمان في زفافهما اذ قالت: "في وقتها وجهنا دعوة الزفاف إلى جميع أهالي ضيعة الدّيمان ولم نكن كثيرين."
Jenny Zaaiter
السيدة جيني زعيتر وعائلتها Source: Jenny Zaaiter

هل أصبحت أستراليا وطنها؟

اشتاقت جيني لرائحة الدّيمان واشترطت على فؤاد العاشق أن يعودا للعيش في لبنان بعد زفافهما ولكن سرعان ما تبدل الأمر وأصبحت أستراليا وطنها رغم محبتها الكبيرة للبنان وزيارتها له كل سنة.

"لبنان في قلبي وفي صلاتي ولكنّ أستراليا وطني."

وعن الشخص أو المكان الأول الذي تختار أن تزوره إذا ما توجهت الآن الى الدّيمان قالت: "أول شخص سأقوم بزيارته هي أخت زوجي التي أكن لها الكثير من المحبة.  وسأزور كنيسة الصرح البطريكي في الدّيمان."

"لا أستطيع أن أعبّر عن جمال منظر كنيسة سيدة قنّوبين في كعب الوادي المقدس من بيتنا في الدّيمان." 

جيني الأم والجدة لتسعة أحفاد، عبرت عن محبتها لأحفادها وبشكل خاص حفيدها البكر الذي يحمل اسم جده.
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على  و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.  

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على  


شارك