انتشر الشعر الزجلي بشكل كبير في لبنان وشمال فلسطين وشمال الأردن وغرب سورية. وهو سهل ممتنع يحمل الكثير من المعاني ويعتمد بالأساس على الغنى الفكري واللغوي وسرعة البديهة.
وفي لقاء له مع اس بي اس عربي24، تحدث رئيس عصبة الزجل اللبناني في سيدني ومؤلف كتاب ”غربة وطن” الشاعر والأديب لطيف مخائيل، عن جمال هذا الإرث الأدبي وأهمية نقله للأجيال الصاعدة.
وقال مخائيل: "الزجل كلمة معناها المغنى وهي مستوحاة من الحمام الزاجل وهديل الحمام وهناك سبيلان لآداء الزجل، فمنه ما هو ملقى ومنه ما هو مغنى مصحوبا بأحد الآلات والأدوات الموسيقية التقليدية أو الحديثة".
وأوضح مخائيل أن الزجل انطلق من الأندلس وتوسع في العالم العربي وامتد الى لبنان حيث اتخذ منه هوية له فصار يعرف بالزجل اللبناني، إلا أنه كان معروفا في سوريا والعراق والأراضي الفلسطينية وأجزاء واسعة من العالم العربي، حيث استخدم الزجل وتم إلقاؤه وغناؤه في الأفراح والأتراح والمناسبات الإجتماعية والأعياد.
أضاف مخائيل: "كتب الكثير من الزجل باللغة السريانية واستخدم مار افرام السرياني العديد من الترانيم الكنسية بالشعر الزجلي الذي شاع غناؤه في الكنائس الشرقية والمارونية على وجه الخصوص."
هذا وأخذ السيد مخائيل الزجل عن أبيه الذي وصفه بالشاعر الكبير صاحب الموهبة المميزة، واصقل موهبته بالممارسة منذ صغره وهو في العاشرة فقط من العمر، كما عاد بالذاكرة إلى صباه حين كان يصطحبه والده إلى الأعراس فيتباريان معا ويقدمان الزجل الجميل للمحتفلين.
ولفت مخائيل إلى أنه وعلى عكس ما هو شائع، يخضع الزجل لقواعد اللغة والأوزان، وبالرغم من أن الكثير من الزجالين لم يحظوا بفرصة الإلمام بالقراءة والكتابة إلا أن موهبتهم الطبيعية تساعدهم على إدراك القواعد والأوزان بحيث لا يمكن لأحد إيجاد أي علة أو خطأ في مقولاتهم أو أشعارهم,
واستعرض مخائيل تاريخ الزجل اللبناني وعاد بالذاكرة لحقبة ازدهاره مع أكبر الأسماء كموسى زغيب وزغلول الدامور وغيرهم من الشعراء الذين لمع نجمهم في منافسات شعرية أدبية برزت خلالها قدراتهم الفريدة في ارتجال الكلمة الشعرية.