ستضع آلاف الممرضات الميزان والمعدات الطبية جانباً، وتترك رعاية المرضى والرقابة اللازمة عليهم في عهدة الطواقم الهيكلية، لتخرجن محتجات على أوضاعهن لمدة قد تصل إلى 24 ساعة يوم الثلاثاء 15 شباط/فبراير، بحسب ما أفادت النقابة التي تمثل 48 ألف ممرض وممرضة في مستشفيات نيو ساوث ويلز العامة.
لأول مرة منذ عقد من الزمن، وبعد سنتين من الجد والتعب والسهر المتواصل على مرضى كوفيد-19، ستتوقف غالبية طواقم التمريض عن العمل في نيو ساوث ويلز في إضراب عام احتجاجاً على أعداد الممرضات غير الكافية لسد حاجة المستشفيات، وللمطالبة بتحسين ظروف العمل ورفع الأجور، فيما ستستمر طواقم هيكلية في رعاية المرضى لضمان سلامتهم.
وتحذر نقابة الممرضين والقابلات من تداعيات وقف العمل إذ قال الأمين العام للنقابة في نيو ساوث ويلز بريت هولمز إن الإضراب سيؤثر على 150 مستشفى حكوميًا، عند انطلاقه في الموعد المتوقع الساعة 7 صباحاً يوم غد الثلاثاء.
وسيختلف توقيت وطول الإجراء من مستشفى إلى آخر على صعيد الولاية.
فبعد سنتين من العمل تحت ظروف ضاغطة فرضتها جائحة كورونا، تطالب طواقم التمريض في جميع أنحاء نيو ساوث ويلز بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل خاصة في ما يخص النقص في أعداد الممرضين الذي يعاني منه القطاع الصحي في المستشفيات وبشكل حاد خلال فترات انتشار العدوى داخل المستشفيات والتي استوجبت عزل الكثيرين وعودة آخرين باكراً من عطلاتهم لمزاولة أعمالهم وتغطية النقص والمداومة لساعات طويلة وفي أحيان العمل تقديم الرعاية ضمن طواقم هيكلية لسلامة المرضى وضمان الاستمرارية.
وأعرب هولمز عن أسفه لاتخاذ هكذا إجراء واصفاً إياه ب "المؤلم حقًا" ولكنه في المقابل يعتبره ضروريا، إذ كان على طواقم التمريض إرسال رسالة قوية إلى رئيس حكومة نيو ساوث ويلز دومينيك بيروتيه.
وأشار هولمز الى أن عشرات الآلاف من الممرضات سيعيدون النظر في مسارهم المهني اذا لم تتحقق مطالبهم.
وأضاف: "الاتحاد يضغط من أجل تأمين ما يكفي من الممرضين لسد الحاجة على مدار الساعة وفي كل دوام، أي إيجاد التوازن وتأمين أعداد أدنى من الممرضين تتناسب مع أعداد المرضى وليس فقط الحصول على متوسط أسبوعي معين".
ICU nurses rally outside Westmead Hospital in Sydney last month. Source: AAP
وفي حديث لها مع أس بي أس عربي24، قالت الممرضة والقابلة القانونية سيلفانا جعجع عن الضغوط النفسية التي يختبرها الممرضون: "تخاف من العدوى، تخاف على عائلتك، ونحن دائما نعاني من نقص في أعداد الممرضين المداومين، خاصة بعد إلزامية التطعيم ضد كورونا للعاملين الصحيين".
"سابقا كان القطاع يعاني من نقص يقارب 10% في أعداد الممرضين والممرضات، والآن النقص هو ما بين 20% و30%. كل مرة نأتي الى العمل يتوجب علينا أن نعتني بثلاثة أو أربعة مرضة إضافيين لتغطية النقص".
وفي سياق متصل، يبدو ان طواقم التمريض غير راضية عن عرض الحكومة رفع الأجر السنوي 2.5%، والذي وصفه هولمز بأنه "إهانة كاملة" لمن وضعوا أنفسهم على المحك وفعلوا كل ما في وسعهم لإنقاذ حياة الناس وعملوا في الخطوط الأمامية بشكل يومي خلال جائحة كوفيد-19.
وأضافت الممرضة سيلفانا جعجع: "نطالب بزيادة الأجور لتتناسب مع المجهود الذي نبذله، غالباً ما لا نتمكن من أخذ قسط كاف من الراحة ونعمل لساعات طويلة".
وكان رئيس نقابة الممرضين والممرضات والقابلات القانونيات تطرق الى معاناة طواقم التمريض هذه خلال الجائحة إذ قال: "قال: "حتى قبل انتشار جائحة كورونا، أعربت الممرضات عن شعورهن بالإرهاق واضطراهن أحيانا لأخذ قسط من الراحة في دورة المياه، وعدم القدرة على الحصول على استراحة غداء أو تناول مشروب بسبب متطلبات العمل القاسية".
من جهته قال رئيس حكومة نيو ساوث ويلز دومينيك بيروتيه إنه يعمل عن كثب مع وزير الصحة براد هازارد وإنه يسعى لتقديم أكبر قدر ممكن من الدعم وسيسعى جاهداً للاستماع إلى النقابة وحل القضايا.
وأشار إلى احتمالية مراجعة رفع الأجور بنسبة 2.5% ليحضل العاملون في مجال الرعاية الصحية على الدعم المناسب وتقدير جهودهم أثناء الوباء عاجلاً وليس آجلاً.
