القلب الذي أنقذ حياته: ماذا يقول طوني شربل بعد 27 عاما على زراعة قلب له؟

Tony Charbel

طوني شربل بعد 27 عاما على زراعة قلب له Source: Supplied

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

طوني شربل يتحدث عن الهدية الأثمن في حياته: إنها قلب شاب في الثامنة عشرة من عمره، توفي في حادث سيارة، فنقل إلى صدر طوني شربل الذي كان قلبه بالكاد ينبض.


طوني شربل، هو من الأشخاص الذين يدينون الآن بحياتهم لقلب شخص رحل عن هذا العالم. فلقد خضع طوني لعملية زراعة قلب في العام 1993.  إنها حياة جديدة، وعمر جديد، كما يردد طوني دائما.

ويقول طوني إنه تعرض لثلاث نوبات قلبية، كانت الأولى في عام 1988، تلتها ذبحة أخرى عام 89، غير أن النوبة الأخيرة التي هاجمته في منتصف عام 1993 كانت الأكبر، تركته طريح الفراش في المستشفى لمدة يوما يصارح "بين الحياة والموت"  متكلا على قلب  يعمل بنسبة 10 بالمئة، وقد يخذله في أي لحظة من اللحظات، لأنه وكما يقول "أصبحت ميتا بحكم الأمر الواقع".
Tony Charbel
طوني والعائلة بعد عملية زراعة قلب له عام 1993 Source: Supplied
وكانت الخيارات محدودة، فإما الموت البطيء وإما زراعة قلب جديد.

قال طوني للطبيب: "أنا موافق، ازرعوا لي قلبا". فرد الطبيب "وهل تعتقد أن القلب موجود في الدُرج جنبي؟"

مرت شهور أربعٌ طويلةٌ ضعفت فيها صحته ووهنت قواه. إلى أن جاءه اتصال من المستشفى "وجدنا لك قلبًا، وسيُرسل من كوينزلاند إلى ملبورن بعد ظهر هذا اليوم".

 كان ذلك اليوم السابع والعشرين من شهر تشرين الأول ـ أكتوبر 1993.

 قلبُ شابٍّ في الثامنة عشرة من عمره، توفي في حادث سير. فما كان من عائلته إلا أن وافقت على وهب أعضائه الشابة لأشخاص يحتاجونها.
Tony Charbel
طوني شربل مع البطريك الماروني مار بشارة بطرس الراعي Source: Supplied
ويقول طوني إنه مدين بحياته لذلك الشاب الذي لم يعرفه ولم يستطع التعرف على أسرته لأن المستشفى رفضت ذلك. لكنه يفكر كل يوم بذلك العمل الإنساني الذي غيّر حياته، لا بل أنقذ حياته، ويقول "رحم الله ذلك الشاب، وأنا سأبقى ممتنا له ولعائلته طالما حييت".

 ويقول طوني إنه لا يستطيع أن يصف شعوره، حتى بعد مضي سبعة وعشرين عاما، رأى فيها أبناءه يكبرون، ويتخرجون من الجامعات، ويقول "أن تكون على فراش الموت، تواجه الموت الحتمي، ويأتي إنسان ويعطيك حياة جديدة ... هذا شعور لا يوصف، شعور غريب، فيه حزن، فيه فرح، ألم، سعادة".
Tony Charbel
طوني شربل كُرم مرات عديدة تقديرا لخدماته الاجتماعية Source: Supplied
سبعة وعشرون عاما كانت حافلة بالعمل والكفاح والنجاح على الصعيد الشخصي والعام. كبرت العائلة، وتخرجت ابنته البكر "وردة" من كلية الحقوق فأدخلت البهجة والسعادة إلى قلب طوني وزوجته، ثم تزوجت "البنوت" من محام أيضا، وزاد قلب طوني فرحا وسعادة. 

وعلى الصعيد العام واصل طوني عمله الشخصي ونشاطه الاجتماعي فهو مذيع متطوع في إذاعة متعددة الثقافات وله فيها برنامج "صوت لبنان" الذي أسسه منذ أكثر من ثلاثين عاما في ملبورن. وتلقى عدة جوائز تقديرية من الجمعيات اللبنانية والعربية، ومن حكومة ولاية فيكتوريا، ليتوجها جميعا في بداية هذا العام، بتلقيه لوسام "الملكة اليزابيث" الذي مُنح له في العيد الوطني لأستراليا في شهر كانون الثاني 2020.
Tony Charbel
طوني شربل وزوجته يحتفلان بزواج ابنتهما الكبرى المحامية روز شربل Source: Supplied
ويقول طوني إنه هذه العملية ألهمت شقيقه المونسنيور سركيس شربل الذي قرر أن يتبرع بأعضاء جسده، والذي توفي وهو في الأربعين من عمره في سيدني منذ عشرين عاما. 

طوني شربل ليس الوحيد الذي أنقذت حياته بفضل تبرع عائلة بقلب ولدها، فهناك 1444 أستراليا في عام 2019 تلقوا هدية أنقذت حياتهم والفضل في ذلك يعود لكرم 548 شخصا ممن قرروا وهب أعضائهم بعد الممات. وهناك 12000 أسترالي آخر ممن تحسنت حياتهم بسبب زراعة أعين أو أنسجة.

 ويصادف هذا الأسبوع، الأسبوع العالمي لوهب الأعضاء، والذي يحمل شعار DonateLife Week.

 ويقول طوني شربل "تبرعوا، تبرعوا، تبرعوا فالجسد سوف يصبح ترابا، لكن عضوا منه قد ينقذ حياة شخص آخر". 

وفي هذا العام تركز الهيئة الخاصة بالتبرع بالأعضاء والأنسجة، والمعروفة ب Organ and Tissue Authority في حملتها السنوية المعروفة بأسبوع DonateLife  على أهمية تسجيل الشخص لاسمه في سجل خاص للمتبرعين بالأعضاء.

 وفي أستراليا، يجب أن توافق عائلة الشخص المحتمل أن تؤخذ أعضاؤه لتوهب لشخص آخر، قبل أن تُجرى العملية.

وتظهر بيانات الهيئة أن 9 من 10 عائلات وافقت على عملية التبرع في عام 2019، كانت لأحد أفراد العائلة الذي كان قد سجل اسمه  كمتبرع بالأعضاء في سجل  Australian Organ Donor Register.

 استمعوا إلى اللقاء كاملا تحت المدونة الصوتية في أعلى الصفحة 


شارك