تأخير طرح اللقاح قد يكلف الإقتصاد الأسترالي 1.4 مليار دولار

Should I lend my children money?

All you need to know about Peer to Peer lending Source: Getty Images/TraceyDee

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

تأخر خطة التلقيح في أستراليا وعدم التزام الحكومة بجدول زمني جديد قد يؤججان مخاطر خسارة الحرب الاقتصادية


كان رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون قد أعلن أن التأخير في برنامج التلقيح الوطني الخاص بفيروس كورونا عائد إلى نقص بإمدادات اللقاحات من أوروبا، فرد الاتحاد الأوروبي نافيا أن يكون منع ملايين الجرعات عن أستراليا.

وأدى ظهور حالتي اضطراب جلطة دموية نادرة مرتبط بلقاح AstraZeneca لرجل ومن ثم لمرأة في أستراليا إلى تخلي رئيس الوزراء سكوت موريسون عن هدف تطعيم الأستراليين بحلول تشرين الأول اكتوبر.

وكانت قد وعدت الحكومة الفيدرالية بتلقيح 4 مليون أسترالي مع انتهاء شهر آذار/مارس ولكنها لم تلقح أكثر من 855,000 أسترالي.

كما طالبت مجموعة من رجال الأعمال، حكومة الائتلاف بالالتزام بجدول زمني جديد لطرح لقاح COVID-19 وإعادة النظر في دعم قطاع الأعمال، محذرين من ان أستراليا قد تضطر لمجابهة "مخاطر خسارة الحرب الاقتصادية" في الوقت الذي تخطط البلدان الأخرى لإعادة فتح الاقتصاد بشكل كامل في حين تحاول الحكومة اعادة ضبط ايقاع برنامج اللقاح الخاص بها.

وقالت مجموعات أعمال رئيسية إن استعادة الثقة بالاقتصاد وعودة الموظفين الى الوسط التجاري للمدن الرئيسية قد تنحرف عن مسارها.

وأعبرت رئيسة حكومة وزراء نيو ساوث ويلز غلاديس بريجيكليان عن مخاوفها بشأن مكانة أستراليا الدولية، قائلة إن العالم سيبدأ قريباً بالتواصل وأنه لا يمكن لأستراليا التخلف عن هذا الركب.

وفي حديث له مع اس بي اس عربي 24، تحدث الخبير الأقتصادي عبدالله العجلان عن التداعيات الأقتصادية لتأخر خطة التلقيح في أستراليا وعدم التزام الحكومة بجدول زمني جديد واضطرار شركات الطيران الكبرى لإعادة النظر في استئناف الرحلات الى الخارج.

وقال الدكتور العجلان: "كانت ولاية نيو ساوث ويلز تسير على خطة أنه خلال سبعة إلى اثني عشر أسبوعاً سيتم تطعيم 300 ألف عامل، لكن هذه الخطة غير قابلة للتنفيذ الآن بسبب عدم وضوح كمية اللقاحات المتاحة."
وشرح الدكتور العجلان: "أظن أن الحالة الممتازة التي تعيشها أستراليا من ناحية عدد الحالات وعدد انتشار الحالات يعطي مؤشراً جيداً لحالة التعافي الاقتصادي، بمعنى أخر، أن الأثر السلبي للارتباك في استراتيجية التطعيم لن يغطي الأثر الإيجابي لقلة عدد الحالات أو انعدامها تماماً في بعض الولايات الأسترالية".

ومن المعروف ان تداعيات الأغلاق والأقفال هي كبيرة جدا على حركة الأقتصاد: "التقارير تشير إلى أن تأخير طرح اللقاح قد يكلف الاقتصاد الاسترالي 1.4 مليار دولار."

وتخلت الحكومة الأسترالية عن الموعد الذي كان محددا لاكمال خطة التلقيح الوطنية في تشرين الثاني أكتوبر القادم بسبب ظهور حالتي تجلط دموي مرتبطان بلقاح أسترازينيكا، وكانت البلاد شهدت إنتعاشا إقتصاديا ملحوظا  خلال شهر مارس/آذار، وأشار الدكتور العجلان انه الآن شركات الطيران لا تعيد حساباتها وتنظر في احتمالية تأجيل السفر الدولي لسنة أو سنتين فحسب بل هي قلقة جدا لأن حجوزات كثيرة تمت بناء على خطة اللقاح المجهضة: "جدولت كوانتس رحلاتها وتم بيع تذاكر إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان في أواخر أكتوبر هذا العام، بناءً على الجدول الزمني الأصلي للحكومة لاستكمال طرح اللقاح."
Sri Lankan NGOs are restricted from entering into agreements with foreign countries and obtaining foreign funds
Sri Lankan NGOs are restricted from entering into agreements with foreign countries and obtaining foreign funds Source: Getty Images
وأشار الدكتور العجلان الى حالة من عدم اليقين بشأن الخطط المستقبلية وإعادة فتح الحدود الدولية: "لكن هذا أصبح موضع شك بسبب تصريح رئيس الوزراء سكوت موريسون يوم الأحد الماضي بأن ليس كل الأستراليين سيتلقون أول حقنة لقاح بنهاية عام 2021."

وأضاف الدكتور العجلان: "هناك احتمال فتح خطوط الطيران تدريجياً مع بعض الدول كما هو حاصل مع نيوزلندا.. هناك توقعات أن يتم فتح الخطوط مع سنغافورة وجزر المحيط الهادئ على سبيل المثال بالاو والتي فتحت الخطوط بينها وبين تايوان قبل أسبوعين."

"كثير من الاقتصاديين يتوقعون أن السفر الدولي لن يعود لمستوياته التي كان عليها قبل الجائحة إلا في عام 2024."

"في أستراليا، ستظل بعض أشكال الحجر الصحي لبعض المسافرين القادمين ملزمة وهذا بلاشك سيحد من حركة الطيران الدولي خصوصاً إذا رفعت بعض الدول الحاجة للحجر الصحي للقادمين لها."
أما على صعيد الإقتصادات العالمية وتأثيرها على التعافي الأقتصادي المحلي، تطرق الدكتور العجلان الى الحديث عن تأثير إغلاقات موجة كورونا الثالثة في أوروبا على الأقتصاد الأسترالي.

فكما يؤثر الوضع الوبائي في الولايات المتحدة على السوق العالمية وينعكس أيضا على الأرقام المحلية، هكذا اعتبر الدكتور العجلان ان الموجة الثالثة التي تشهدها أوروبا والأغلاقات العديدة، ستؤثر الى حد ما على الإقتصاد الأسترالي: "لاشك أن هناك أثراً سلبياً على الدولار الأسترالي، الآن وصل الدولار تقريباً الى ستة وسبعين سنتاً أمريكياً ولكن التوقعات بارتفاعه في نهاية هذه السنة ليلامس الإثنين وثمانين سنتا هي توقعات متفائلة جداً."

واشار الدكتور العجلان الى ان إغلاق الحدود بين المملكة المتحدة وأستراليا له أثر سلبي كبير على قطاعي السياحة والتبادل التجاري: "السلالة شديدة العدوى التي تسمى بسلالة المملكة المتحدة تجعل فتح الحدود مع المملكة المتحدة وأوروبا بشكل عام خياراً بعيداً."

هذا وتُقدر الصادرات الأسترالية إلى المملكة المتحدة ب 5.5 مليار دولار والواردات ب 9.2 مليار دولار كما تعتبر المملكة المتحدة  ثامن أكبر شريك تجاري لأستراليا، بحيث يتخطى مجمل المعاملات التجارية بين البلدين ال 26.9 مليار دولار.


شارك