شرطة فيكتوريا تجهز ضابطات يتقن العربية لمساعدة ضحايا العنف المنزلي

Victoria police launches multi languages campaign to fight domestic violence

Victoria police launches multi-language campaign to fight domestic violence. Source: AAP

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

يُحذر العاملون في مجال مكافحة جرائم العنف المنزلي من أن هذا النوع من الجرائم قد ازداد بشكل كبير أثناء فترة الإغلاق المرتبطة بكورونا.


نشرت شرطة فيكتوريا مؤخراً رسالة لأفراد الجالية العربية، تقول الرسالة إن الشرطة موجودة لمساعدة أفراد الجالية الذين يعيشون في خوف من العنف المنزلي.


النقاط الرئيسية:

  • تعاني أستراليا من تزايد حالات العنف المنزلي.
  • أطلقت شرطة فيكتوريا حملة تشجع الضحايا على طلب مساعدة الشرطة. 
  • خبراء يقدمون نصائح لضحايا العنف المنزلي.

رسالة الشرطة، والتي جاءت باللغة العربية بعنوان "لا يوجد أي عذر لإيذاء أحد أفراد الأسرة"، تأتي في وقت يُحذر فيه العاملون في مجال مكافحة جرائم العنف المنزلي من أن هذا النوع من الجرائم قد ازداد بشكل كبير أثناء فترة الإغلاق المرتبطة بكورونا.
أزمة العنف المنزلي في أستراليا

تعاني أستراليا بشكل عام من مشكلة العنف المنزلي، حتى شهر مايو من عام 2020 قُتلت 26 إمرأة في أستراليا، 19 منهن قتلن على يد من كن يرتبطن به، تقول أحدث إن واحدة من بين كل ست نساء تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي من شريكها في أستراليا.

خلال العام الماضي زادت جرائم العنف المنزلي في ولاية فيكتوريا بنسبة 4.6% عن العام السابق، لتسجل الولاية أكثر من 400 ألف جريمة عنف منزلي في عام 2019 طبقا نشرها معهد إحصائيات الجرائم في فيكتوريا.

وتتنوع جرائم العنف المنزلي من العنف اللفظي، أو الجنسي، التقتير المالي، العزل الاجتماعي أو العنف الجسدي.
Leading Senior Constable Maha Sukkar
Leading Senior Constable Maha Sukkar Source: SBS
تؤكد مها سكّر، الشرطية رفيعة المستوى برتبة ضابط في ولاية فيكتوريا إن "الإحصائيات تقول إن حالات العنف المنزلي خلال كوفيد-19 كانت أكثر من العادي، لهذا أصدرنا هذه الحملة لتذكير الأشخاص أن البوليس موجود حتى وإن كانت هناك قيود، خصوصاً في أمور العنف المنزلي."

لهذا السبب جاءت رسالة شرطة فيكتوريا "ليس هناك أي عذر" باللغة العربية لتقرأها الشرطية مها سكّر على مسامع الجالية، فالشرطة تريد أن ترسل لضحايا العنف المنزلي رسالة واضحة بأنه في هذه الفترة الحرجة من حياة الضحية سترسل الشرطة ضابطة تفهم لغة الضحية وثقافتها كما توضح سكّر: "خصوصا عندما يمر أحد بعنف منزلي، قد ينسى الإنجليزية للألم الذي يمر به إذا لم تكن لغته الأولى، قد يفهمنا أكثر (بلغته الأم)."

هذا وتقدم شرطة فيكتوريا رسالة العنف المنزلي بـ 24 لغة، منها العربية، الفيتنامية، والإيطالية.
ترى منال شهاب مستشارة شؤون العائلة في مؤسسة Sisters 4 Sisters Network إن التنوع الجنسي والثقافي الذي تقدمه شرطة فيكتوريا في حملة "لا يوجد أي عذر لإيذاء أحد أفراد الأسرة"هو أمر حيوي في قضايا العنف المنزلي، فمن المهم في رأيها أن تكون هناك ضابطات – مثل مها سكّر وهي شرطية ترتدي الحجاب - للحديث مع ضحايا العنف المنزلي: "معظم الوقت الضحايا لديهن فوبيا (خوف) من الرجل، وهناك أشياء شخصية للغاية لن تتمكن فيها الضحية في الحديث مع رجل غريب عما يحدث في منزلها، لكن إذا كان هناك إمرأة تفهمها، سيكون أسهل للمرأة أن ترفع سماعة الهاتف وتتحدث مع الشرطة."

أما بالنسبة لعلاقة الثقافة والدين بفهم الضحية والمعتدي للعنف المنزلي فهي علاقة قوية كما تصفها منال مشيرة لتنوع الديانات بين ضباط شرطة فيكتوريا: "أعتقد أن الضحايا سيعتقدن أن الشرطة ستفهم خلفيتهم الثقافية سواء كانت المرأة مسيحية أو يهودية أو مسلمة، وسيأخذن هذا بعين الاعتبار."
Participants are seen marching during the 11th annual Walk Against Family Violence in Melbourne, Monday, November 25, 2019. (AAP Image/David Crosling) NO ARCHIVING
Participants are seen marching during the 11th annual Walk Against Family Violence in Melbourne, Monday, November 25, 2019. Source: AAP
متى يجب أن تطلب الضحية التدخل

ترى سكّر أن الضحايا في الجالية العربية لا يبلغن الشرطة في حال حدوث عنف في المنزل  إلا بعد فوات الأمان: "يظل العنف بين أفراد العائلة، حتى يكبر ويكبر ويكبر، وعندما يطلبن البوليس يكون الأمر قد تأخر جداً، وهنا يتدخل البوليس ليمنع حياة شخص في المنزل."

تؤكد منال أن التأخر في الإبلاغ هي مشكلة موجودة بين كل الضحايا اللائي يعانين من العنف المنزلي، فمن واقع خبرتها في العمل على الأرض تحاول الضحية بين سبع وخمسة عشر مرة ترك المنزل:
معظم النساء لا يردن ترك المنزل، ولا ترك العلاقة، يحببن الشخص لكن يردن للعنف أن يتوقف.
ولهذا تنصح الشرطية مها سكّر أفراد الجالية بعدم الانتظار حتى وصول العنف لمرحلة متقدمة لإبلاغ الشرطة، ولكن طلب التدخل مبكراً: "أنا نصيحتي لو الأمور بعدها صغيرة، بعدها جديدة، وبدأت بعض المشاكل، دعونا نتدخل ونساعدكم على البقاء في العيش معاً، ونمدكم بالمساعدة اللازمة مثل الدعم المادي وتوفير أخصائي إجتماعي لتعليمكم التعامل مع الغضب قبل ما تكبر الأمور وتصل لمرحلة منع الحياة معاً."

في واقع الأمر الذهاب للشرطة ليس سهلاً على الضحايا، فهناك نظرة سلبية يوجهها أفراد المجتمع للضحية التي تذهب للشرطة للشكوى للعنف المنزلي تؤكدها منال التي تعمل سنويا مع العديد من الضحايا: "إذا ذهبتْ الضحية للشرطة يقولون لها لقد خرجتي من الجالية، لقد خرجتي من الدين، وكأنها ارتكبت جريمة، أو شيئاً محرماً"

ولهذا تنصح منال الضحايا بطلب المساعدة من أفراد الجالية، أو المؤسسات العاملة في مجال العنف المنزلي للتمكن من الحياة في أمان: "كل واحدة فينا محتاجة تُحترم وتعيش في منزلها من غير خوف."


شارك