ما زالت خدمات الإطفاء تكافح للسيطرة على أكثر من 100 حريق في جميع أنحاء نيو ساوث ويلز، منها حريق هائل غربي السنترال كوست وآخر في الجنوب إلى الغرب من كامبلتاون.
وفي نفس الوقت تستعد فرق الإطفاء في كوينزلاند ليوم عصيب، حيث قد تؤدي درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية إلى تأجيج الرياح التي قضت على أكثر من 200 ألف هكتار من أراضي الولاية منذ بداية موسم الحرائق.
لكن كل هذه الحرائق التي لم تتوقف لم تكن حرائق غابات طبيعية، بل إن بعضها حدث بفعل فاعل. يوم الاثنين الماضي أعربت شرطة نيو ساوث ويلز عن قلقها من ارتفاع أعداد الناس التي تشعل الحرائق عمدا.
بالنسبة للبعض فإن إشعال الحرائق قد يمنحهم شعور بالإثارة، أحيانا إثارة جنسية أيضا، أو إحساس بالقوة يفتقدوه في حياتهم العادية.
NSW Rural Fire Service crews protect properties on Waratah Road and Kelyknack Road as the Three Mile fire approaches Mangrove Mountain north of Sydney Source: AAP
الدكتور سمير إبراهيم استشاري الأمراض النفسية قال إن هناك نوعين من الهوس الذي يؤدي إلى رغبة في إشعال الحرائق: "الأول اسمه Pyromania وهو نوع من الوسواس القهري، بمعنى أن الشخص لا يمكنه السيطرة على رغباته، فيكون بداخله دافع يجعله يشعل تلك الحرائق."
وأضاف الدكتور إبراهيم "يظهر هذا المرض في سن صغير جدا قد يكون 10 أو 12 أو 14 عاما."
وكانت الشرطة قد قبضت على ثلاثة أطفال لا يتجاوز عمرهم 12 عاما قبل أيام بعد أن أشعلوا حريقين في محيط بلدة وولنجونج. ونجح رجال الإطفاء في إخماد الحريقين بعد وقت قصير من إشعالهما.
كان هذان الحريقان بالقرب من حريق Currowan الهائل الذي يهدد بلدات الساحل الجنوبي لنيو ساوث ويلز والمشتعل حتى الآن. لكن الدكتور سمير إبراهيم قال "هذا المرض نادر للغاية، ويكون عادة لدى الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية بسبب طريقة التربية."
RFS volunteers and NSW Fire and Rescue officers fight a bushfire encroaching on properties near Termeil on the Princes Highway between Batemans Bay Source: AAP
أما النوع الثاني فهو الأكثر شيوعا ويكون لدى الرجال عادة خاصة من الشباب وهو كما يشرح دكتور إبراهيم "إشعال الحرائق من أجل الحصول على نوع من المكاسب." وأضاف "بعضها تكون مكاسب نفسية خالصة مثل أن يشعل حريقا ويشاهده وهو يدمر ما حوله ويشعر أنه من تسبب في هذا الأمر فيشعر بنوع الفخر أو الاعتزاز بالنفس."
وكان وزير الشرطة وخدمات الطوارئ في نيو ساوث ويلز قد قال في أكتوبر تشرين الأول الماضي إن أحد حرائق الولاية التي دمرت 21 منزلا في الشمال كانت بفعل فاعل. ولم تنجح الشرطة في القبض على مرتكب تلك الجريمة التي وصفها الوزير أنها "فعل نذل".
أما في كوينزلاند، نجحت الشرطة في إلقاء القبض على مراهق يبلغ من العمر 14 عاما بتهمة إشعال حريق تسبب في تدمير 14 منزلا في الولاية.
Australia Source: AAP
وقال الدكتور سمير إبراهيم إن بعض مشعلي الحرائق يكونوا في صفوف المتطوعين لإطفاء الحرائق: "هناك من يشعل الحرائق ليشارك في إطفائها." وأضاف "لذا فإن بعض المتطوعين الذين يشاركون في إطفاء الحرائق لديهم مشكلة، فيقومون بإشعال الحريق ثم إطفائه من أجل التمتع بالمجد والكرامة."
وكانت شرطة نيو ساوث ويلز قد ألقت القبض على شاب يبلغ من العمر تسعة عشر عاما الأسبوع الماضي بتهمة إشعال الحرائق عمدا. الشاب كان ضمن فرق المتطوعين المشاركة في إطفاء الحرائق، وقالت خدمات الطوارئ إنه أشعل سبع حرائق منذ اكتوبر تشرين الأول الماضي وحتى إلقاء القبض عليه وهو يحاول إشعال حريق في منطقة باجا فالي على الساحل الجنوبي للولاية.
وقالت خدمات الطوارئ في الولاية التي تصف نفسها أنها أكبر قوة إطفاء تعتمد على المتطوعين في العالم، إن ما فعله المتهم هو "خيانة عظمى". وقالت الشرطة " إن الرجل كان يشعل الحريق ويترك المنطقة قبل أن يعود ليشارك في إطفاء الحريق كجزء من واجباته كمتطوع."
وقال الدكتور سمير إبراهيم "هذه الأفعال تكون متعمدة ومخطط لها جيدا، ومن الصعب على المحيطين به وعائلته أن يعرفوا أن الشخص يقوم بذلك." وأضاف "لا يمكن علاج تلك الحالات بالعقاقير، لكنها تحتاج إلى علاج نفسي طويل مع معالج نفسي."
Fire and Rescue NSW fire fighters extinguish a structural fire at a property on Orion Place in Lake Tabourie on the Princes Highway between Batemans Bay Source: AAP
وأكد في الوقت نفسه "أي علاج يجب أن يبدأ باعتراف الشخص بالمرض، وأن لديه مشكلة وأنه بحاجة إلى المساعدة."
وحتى الآن قُتل 6 أشخاص وتم تدمير 673 منزلا و1400 مبنى آخر خلال واحد من أقسى مواسم الحرائق التي تضرب أستراليا على الإطلاق.
