Feature

إيران تحذر الأوروبيين من إرسال أسطول إلى الخليج وتدعو لإنقاذ الاتفاق النووي

نائب وزير الخارجية الإيراني يصف محادثات فيينا أنها "بناءة" وجرت في ظل "جو جيد".

U director Helga Schmid (L) and Iranian Deputy-Foreign Ministers Abbas Araghchi (R) attend an extraordinary JCPOA Joint Commission meeting at the Palais Coburg, in Vienna

U director Helga Schmid (L) and Iranian Deputy-Foreign Ministers Abbas Araghchi (R) attend an extraordinary JCPOA Joint Commission meeting in Vienna Source: EPA/FLORIAN WIESER

اعتبرت إيران الدعوة إلى إرسال مهمة بحرية أوروبية إلى الخليج أمراً "استفزازياً" وسط توتر متصاعد في هذه المنطقة الاستراتيجية.

وكان وزير الخارجية البريطاني السابق جيريمي هانت دعا بإلحاح إلى إرسال "مهمة حماية بحرية يقودها الأوروبيون" في الخليج وذلك بعد احتجاز ايران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي إنه قال "سمعنا أنهم يريدون إرسال أسطول أوروبي إلى الخليج الفارسي"، مندداً ب"الرسالة العدائية" وبالخطوة "الاستفزازية" التي "ستفاقم التوتر".  لكن ربيعي لم يشر مباشرةً إلى تصريح هانت.

وكرر ربيعي موقف إيران لجهة وجوب الحفاظ على أمن الخليج من قبل دول هذه المنطقة الغنية بالنفط. وأكد "نحن أهم من يمكنه توفير أمن للملاحة في الخليج الفارسي".
Iranian President Hassan Rouhani inspects nuclear technology on Iran National Nuclear Technology Day in Tehran, 9 April 2019.
Iranian President Hassan Rouhani inspects nuclear technology on Iran National Nuclear Technology Day in Tehran, 9 April 2019. Source: AAP
من جهته، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن مهمة أجنبية ستكون "السبب الأساسي" في توتر الأوضاع. وقال روحاني ابعد لقاء مع وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله إن "تواجد القوات الاجنبية لا يدعم أمن المنطقة بل يعد أيضا السبب الاساسي للتوتر فيها".

محادثات في فيينا

وفي سياق متصل، حضرت طهران اجتماعا في فيينا لمناقشة مصير الاتفاق النووي مع ممثلين عن فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي. ودعت إيران الدول المشاركة في الاجتماع إلى عدم وضع أي عقبات أمام صادراتها النفطية، معتبرةً أن هذا يقوّض الجهود القائمة لإنقاذ الاتفاق النووي. 

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في ختام الاجتماع إن "أي عقبات أمام تصدير النفط تتعارض مع خطة العمل المشتركة." وأشار الدبلوماسي الإيراني بشكل صريح إلى احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق مطلع تموز/يوليو.

وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني في أيار/مايو 2018. وأتبعت واشنطن هذه الخطوة بإعادة فرض عقوبات قاسية جدا على إيران أنهكت اقتصادها.
The US has dismissed Iran's claims to have broken a CIA spy ring, with 17 arrested over several months, and some already sentenced to death.
The US and Iran presidents Source: AP
ورداً على العقوبات الأميركية، أعلنت إيران أنها ستبدأ بالتنصل من بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي، وهددت باتخاذ تدابير إضافية إذا لم تقم الأطراف المشاركة في التوقيع على الاتفاق، خصوصاً الأوروبية، بمساعدتها في الالتفاف على العقوبات الأميركية.

أمل في إنقاذ الاتفاق

لكن الدبلوماسي الإيراني الرفيع عباس عراقجي قال عراقجي إنّ مباحثات فيينا جرت في ظل جو "بناء"، ولفت إلى أنّ كل الأعضاء الذين لا يزالون ضمن الاتفاق النووي "لا يزالون مصممين" على إنقاذه.

من جانبه أعلن ممثل الصين أنّ المباحثات اتصفت ب"توترات" ولكنّها جرت في "جو جيّد". وأشار عباس عراقجي إلى أنّ جميع الأطراف اتفقت على مواصلة الجهود لإيجاد "حلول عملية" بغية السماح لإيران بمواصلة النشاطات التجارية مع بقية العالم.

وكشف أنّ آلية انستكس الأوروبية للمقايضة التجارية مع إيران بغية الالتفاف على العقوبات الأميركية من خلال تفادي استخدام الدولار، "لم تعمل بعد ولكن يجري حالياً وضع اللمسات الأخيرة عليها".

توترات في الخليج

وكانت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي قد قالت يوم الجمعة إن باريس وبرلين ولندن تعتزم "تنسيق" إمكاناتها و"تقاسم المعلومات" بينها من أجل تعزيز أمن الملاحة، لكن بدون نشر تعزيزات عسكرية إضافية.
An Iranian Revolutionary Guard jet boat sails around the seized British-flagged tanker Stena Impero in Bandar Abbas, southern Iran, 21 July 2019
An Iranian Revolutionary Guard jet boat sails around the seized British-flagged tanker Stena Impero in Bandar Abbas, southern Iran, 21 July 2019 Source: AAP
وشددت بارلي "لا نريد المشاركة في قوة يمكن النظر إليها كقوة تفاقم التوتر".

وكان الجيش الأميركي أعلن أنه يراقب مضيق هرمز ويعمل على تطوير "مبادرة بحرية متعددة الجنسية" تحت اسم "عملية سانتينيل" من أجل رفع مستوى الرقابة والأمن في الممرات البحرية الأساسية في الشرق الأوسط.

وتصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة مع هجمات استهدفت ناقلات نفط في الخليج، نسبتها واشنطن الى طهران، التي نفت ذلك. وفي 19 تموز/يوليو احتجز الحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني وطاقمها المكون من 23 بحارا.

وقال روحاني أيضاً إن "الحوادث المؤسفة والتوتر الحالي في المنطقة سببه أساساً الانسحاب الأحادي الجانب للولايات المتحدة من خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي الإيراني) والتصورات الواهمة لإدارتها".

وأضاف، بحسب وكالة إسنا، أن "إيران تعارض تماماً أي نشاط غير قانوني وأي عمل مستهجن يهدد أمن الملاحة في الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان".
حمّل تطبيق أس بي أس الجديد على للإستماع لبرامجك المفضلة باللغة العربية.

 

 

 

 

 


شارك
نشر في: 29/07/2019 9:04am
آخر تحديث: 29/07/2019 10:02am
By Abdallah Kamal
المصدر: AFP, SBS