ينتمي كير ستارمر، زعيم حزب العمال في المملكة المتحدة، إلى الطبقة العاملة حسبما يصف نفسه، وقد جعل هذا الانتماء أحد ركائز حملته السياسية.
يقول ستارمر للناخبين إن والده كان يعمل في مصنع للأدوات، وأمه كانت ممرضة، وذلك لدحض تصوير منافسيه له كجزء من النخبة الليبرالية في لندن.
ويضيف ستارمر أن "الأمر كان صعبًا في بعض الأحيان، وأحد الأشياء التي ساعدتني في أزمة تكلفة المعيشة الحالية هو معرفتي بما يعنيه تغطية النفقات... في حالتنا، كان هاتفنا مقطوعًا."
في المجتمع البريطاني الطبقي، ألقى تسليط الضوء على جذور ستارمر من الطبقة العاملة بظلاله على منافسيه من المحافظين.
وفي إعلان فوزه في الانتخابات، قال ستارمر: "التغيير يبدأ الآن".
وقد وعد بتعزيز الاقتصاد والخدمات العامة، لكن المحللين يرون أن فوزه لن يؤدي بالضرورة إلى عصر تقدمي جديد في السياسة البريطانية.
ويصف البروفيسور تيم بيل من جامعة كوين ماري في لندن ستارمر بأنه "يقف إلى حد كبير في يسار الوسط"، مشيرًا إلى أنه "ليس متحدثًا جيد بأي حال من الأحوال... لكن البريطانيين الذين تحملوا اضطرابات كثيرة منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يجدون في استقراره نوعًا من الراحة."
خلفية ستارمر قبل السياسة
ولد كير ستارمر في جنوب لندن عام 1962، ونشأ في ساري بجنوب شرق إنجلترا في عائلة من من أربعة أطفال.
تلقى تعليمه في مدرسة حكومية انتقائية تحولت إلى مدرسة خاصة خلال فترة وجوده هناك. وكان أول من التحق بالجامعة في عائلته، حيث درس القانون في جامعتي ليدز وأكسفورد، وبدأ حياته المهنية كمحامي دفاع جنائي متخصص في حقوق الإنسان الدولية.
مسيرته القانونية
كان ستارمر عضوًا مؤسسًا في Doughty Street Chambers، إلى جانب المحامي الأسترالي جيفري روبرتسون، التي تضم الآن شخصيات بارزة مثل أمل كلوني وجينيفر روبنسون.
عمل في قضايا بارزة، دافع عن حرية التعبير، وعمل على إلغاء عقوبة الإعدام في منطقة البحر الكاريبي، وسعى لجعل النظام القانوني أكثر سهولة.
قال في مقابلة عام 1994: "أعتقد أن الوقت قد حان لأن يصبح نظام المحاكم مكانًا يشعر فيه الشخص العادي أنه يمكنه الذهاب إليه... تجريد القضاة والمحامين من شعرهم المستعار وأثوابهم وجعله أشبه بمركز صحي للطبيب العام."
LISTEN TO
بعد إطلاق سراحه: جوليان أسانج مدين للحكومة الأسترالية بأكثر من نصف مليون دولار.. لماذا؟
SBS Arabic24
26/06/202406:45
أمضى ستارمر خمس سنوات في أيرلندا الشمالية، حيث شارك في مفاوضات الهدنة التي بلغت ذروتها في اتفاقية الجمعة العظيمة عام 1998، التي أنهت ثلاثة عقود من الصراع العنيف المعروف باسم الاضطرابات.
وفي عام 2003، كتب مقالات تعارض تورط المملكة المتحدة "غير القانوني" في حرب العراق، مقدماً حججًا قانونية ضد أسباب توني بلير لدخول الصراع.
تزوج في عام 2007 من فيكتوريا ألكسندر، المحامية السابقة التي تعمل حاليًا في الخدمة الصحية الوطنية.
الخدمة العامة
في العام التالي، تولى ستارمر منصب مدير النيابة العامة، بين عامي 2008 و2013، أشرف على محاكمة أعضاء برلمان بتهمة استغلال نفقاتهم، وصحافيين بتهمة التنصت على الهواتف، ومثيري شغب شبان شاركوا في الاضطرابات في جميع أنحاء إنكلترا.
وحصل على لقب سير من الملكة إليزابيث الثانية، لكنه نادرا ما استخدم هذا اللقب، وعام 2015 تم انتخابه عضوا في البرلمان عن منطقة في شمال لندن تغلب على ناخبيها الميول اليسارية.
حياته السياسية
انتخب ستارمر نائبًا عن حزب العمال في عام 2015 عن هولبورن وسانت بانكراس.
ورغم أنه طُلب منه التنافس على القيادة، رفض بسبب قلة خبرته.
تولى جيريمي كوربين قيادة الحزب وعيّن ستارمر وزيرًا للداخلية في حكومة الظل.
في عام 2016، استقال ستارمر وعدة وزراء ظل آخرين بعد فقدان الثقة في قيادة كوربين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنه عاد لاحقًا كوزير لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
بعد هزيمة حزب العمال في الانتخابات العامة عام 2020، استقال جيريمي كوربين، وتولى ستارمر قيادة الحزب.
