الهجرة هي الحل.. مستقبل أستراليا على المحك مع تزايد معدلات الشيخوخة وتراجع عدد السكان

توقع تقرير صادر عن وزارة الخزانة أن يصبح سكان أستراليا أكبر سناً في وقت أقرب مما كان متوقعاً، مما يجعل البلاد تعتمد بشكل متزايد على الهجرة لتحقيق النمو.

Treasurer Josh Frydenberg says forecasts show COVID-19 will see the nation's population age more rapidly.

Treasurer Josh Frydenberg says forecasts show COVID-19 will see the nation's population age more rapidly. Source: AAP

ستعتمد أستراليا على التعافي المدفوع بالهجرة من كوفيد- 19لمواجهة العجز لعقود قادمة على خلفية شيخوخة السكان، وفقاً لآخر توقعات وزارة الخزانة.


النقاط الرئيسية

  • وزير الخزانة يقدم تقرير الأجيال لعام 2021 ويتوقع أن يصبح سكان أستراليا أكبر سناً وأقل عدداً
  • التأثير الاقتصادي الأكثر استدامة لكوفيد-19 سيكون تراجع النمو السكاني
  • يتوقع التقرير أن تتعافى مستويات الهجرة لتصل إلى 235,000 مهاجر سنوياً بحلول عام 2025

وأصدر وزير الخزانة جوش فرايدنبرغ تقرير الأجيال لعام 2021 يوم الاثنين، وهو يوفر نظرة على مستقبل البلاد خلال الـ40 عاماً المقبلة.

ويتم إصدار التقرير كل خمس سنوات ويعتبر وثيقة هامة تسهم بتوجيه قرارات الإنفاق الحكومي على المدى البعيد.

ويُظهر تقرير هذا العام أنه من المتوقع أن يتقدم سكان أستراليا في العمر بسرعة أكبر بسبب انخفاض معدلات الولادة وتأثير كوفيد-19 على برنامج الهجرة.
ومن المتوقع أن يصل عدد سكان أستراليا إلى 38.8 مليون نسمة بحلول عام 2060، بخلاف ما جاء في تقرير الأجيال الأخير الصادر في عام 2015، والذي توقع أن يصل عدد السكان إلى حوالي 40 مليون بحلول عام 2055.

وألقى فرايدنبرغ كلمة يوم الإثنين اعترف فيها بالتحديات المستقبلية في ظل عدد أقل وأكبر سناً من السكان.

وقال فرايدنبرغ: "من المرجح أن يكون التأثير الاقتصادي الأكثر استدامة لكوفيد-19 هو تراجع النمو السكاني".

وأضاف: "هذا يعني أن الاقتصاد سيكون أصغر وسكان أستراليا أكبر سناً مما كان متوقعاً، وسيكون لذلك تأثيرات على نتائجنا الاقتصادية والمالية."

ماذا تعني شيخوخة السكان بالنسبة للاقتصاد؟

يُظهر التقرير أن أستراليا تواجه احتمال حدوث عجز في الميزانية على مدار الأربعين عاماً القادمة على الأقل حيث تكافح الدولة لمواكبة تزايد النفقات للسكان المسنين.

سيقترب وضع الميزانية من التوازن مع عجز متوقع بنسبة 0.7% في السنة المالية 2036-2037، قبل أن يتراجع إلى 2.3% بحلول عام 2060 مع اتساع نطاق هذه التأثيرات.

كما خفض التقرير توقعات النمو الاقتصادي من 3% كمعدل وسطي سنوياً خلال الأربعين سنة الماضية إلى 2.6% على مدى العقود الأربعة المقبلة.
ويشير التقرير إلى أن نسبة الأشخاص في سن العمل بالمقارنة مع سن التقاعد ستستمر بالانخفاض. ويوجد حالياً أربعة عاملين فقط لكل أسترالي يزيد عمره عن 65 عاماً، ومن المتوقع أن ينخفض ​​هذا الرقم إلى أقل من ثلاثة عاملين بحلول عام 2060.

وقال النائب السابق لوزير الهجرة، أبو الرضوي، إن نتائج التقرير مصممة لمساعدة الحكومات على تحديد السياسات المستدامة على المدى الطويل لمواجهة هذه التحديات.

وقال رضوي لأس بي أس: "سيكون التحدي هو تحديد السياسات التي يجب تغييرها لاستيعاب هذا العالم المختلف للغاية الذي ندخله الآن. بالتأكيد لسنا وحدنا في مواجهة شيخوخة السكان".

تعزيز هجرة المهارات لتحقيق انتعاش مستدام

أدى إغلاق حدود أستراليا أمام الوافدين الدوليين لتراجع الهجرة إلى أستراليا، حيث وصل البرنامج إلى مستويات سلبية للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.

ويتوقع التقرير أن تتعافى مستويات الهجرة لتصل إلى 235,000 مهاجر سنوياً بحلول عام 2025، وأن تبقى عند هذا المستوى حتى عام 2060.

ومن المتوقع أن تمثل الهجرة 74% من النمو السكاني بحلول عام 2060، بارتفاع بنسبة 60% مقارنة بالعقد الماضي، مما يدل على أهميتها في الانتعاش على المدى الطويل.
ويقول تقرير وزارة الخزانة: "نظراً لأن المهاجرين في المتوسط هم ​​أصغر من إجمالي السكان الأستراليين، فإن زيادة مستوى الهجرة يزيد من السكان في سن العمل ويؤخر آثار شيخوخة السكان".

وأشار فرايدنبرغ إلى أن الحكومة تركز على الاستفادة من هجرة اليد العاملة الماهرة لمواجهة التحديات التي يفرضها تراجع عدد السكان وزيادة معدلات الشيخوخة.

زيادة الطلب على الخدمات الحكومية

يقول تقرير الأجيال إن التحدي الديموغرافي الأكبر في أستراليا هو شيخوخة السكان والضغط الذي سيفرضه على الطلب على الخدمات الحكومية.

ومن المتوقع أن يكون قطاعا الصحة ورعاية المسنين أسرع مجالات الإنفاق نمواً خلال هذه الفترة.

وقال فرايدنبرغ: "كوننا نعيش لفترة أطول شيء جيد، لكن التأثيرات على اقتصادنا وميزانيتنا ستكون عميقة".

وتشكل الصحة أكبر عنصر للإنفاق، حيث ستشكل 26% بحلول عام 2060.

ومن المتوقع أن يزداد الإنفاق أيضاً على رعاية المسنين، من 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي حالياً إلى 2.1% من الناتج المحلي في عام 2060.


شارك
نشر في: 29/06/2021 12:04pm
آخر تحديث: 29/06/2021 2:23pm
By Tom Stayner
تقديم: Nassif Khoury