مخاوف أن كورونا يسبب مرضا نادرا لدى الأطفال

السلطات الصحية في بريطانيا وإيطاليا تحقق في ارتباط فيروس كورونا بمرض يسبب التهاب الأوعية الدموية لدى الأطفال

Concern is spreading across Europe about a new disease possibly linked to coronavirus in children.

Source: AAP

يحقق الخبراء البريطانيون والإيطاليون في وجود رابط محتمل بين تفشي وباء كورونا ووجود بؤر لمرض يسبب التهابات شديدة لدى الأطفال. جاء ذلك بعد أن سجلت المستشفيات في تلك الدول وصول أعداد كبيرة من الأطفال المصابين بحمى وتورم في الأوردة.

وسجل الأطباء في شمال إيطاليا، أحد أسوأ المناطق المتضررة في اعالم من وباء كورونا، عدد كبير من الأطفال تقل أعمارهم عن التاسعة لديهم حالات شديد مما يبدو أنه المرض المعروف باسم مرض كاواساكي، والأكثر شيوعا في أجزاء من آسيا.

وفي بريطانيا قام الأطباء بنفس الملاحظة ما دفع وزير الصحة مات هانكوك إلى القول في أحد المؤتمرات الصحفية أنه قلق للغاية من تلك الظاهرة وأن السلطات الصحية تحقق في الموضوع عن قرب.

مرض كاواساكي هو مرض يصيب الأطفال تحت سن الخامسة ويرتبط بالحمى والطفح الجلدي وتورم الغدد وفي الحالات الأكثر شدة بالتهاب أوردة القلب.
Medical staff in protective gear in an intensive care unit in a field hospital in Bergamo, Italy.
Medical staff in protective gear in an intensive care unit in a field hospital in Bergamo, Italy. Source: AAP
وقال مديرالمركز الطبي في أنجلترا ستيفن بويس للصحفيين إنه علم بشأن التقارير التي تشير إلى توافد أطفال مصابين بمرض يشبه مرض كاواساكي خلال الأيام الماضية لكنه أكد أنه ما زال مبكرا أن نربط تلك الظاهرة بفيروس كورونا.

وقال بويس "لقد سألت مدير عيادات الأطفال على المستوى الوطني للنظر في المسألة بشكل عاجل، فنحن ما زلنا غير متأكدين حتى الآن."

وفي إيطاليا، أطباء الأطفال أيضا قلقون. ففي مدينة بيرغامو، شهدت إحدى المستشفيات أكثر من 20 حالة من التهابات الأوعية الدموية الشديدة خلال الشهر الماضي، وهو رقم أعلى بست مرات من المتوسط خلال عام بأكمله.
وقال المتخصص في أمراض القلب لدى الأطفال ماتيو سيوفريدا من مستشفى Giovanni XXIII إن عدد قليل من الأطفال المصابين بالتهاب الأوعية الدموية كانوا مصابين بفيروس كورونا، ولكن أطباء قلب الأطفال في مدريد ولشبونة قالوا له إنهم رأوا حالات مماثلة.

وطلب الطبيب الإيطالي من زملائه تسجيل كل حالة لتحديد إن كان هناك علاقة بين كوفيد-١٩ ومرض كاواساكي. ويهدف الطبيب إلى نشر نتائج تلك الدراسة في دورية علمية.

وقال الدكتور سيوفريدا إن أول حالة جاءت بما يبدو أنه مرض كاواساكي كانت لطفل في التاسعة من عمره يوم 21 من مارس آذار الماضي، خلال ذروة تفشي وباء كورونا. وكان الطفل يعاني من حمى شديدة وانخفاض في معدل الأوكسجين بالدم لكن نتائج فحص كورونا جاءت سلبية.

وأظهرت الأشعة أن لديه تضخم في الشريان التاجي وهو أحد العلامات الرئيسية على مرض كاواساكي: "هذا الولد الصغير سبب لي قلقا كبيرا، حيث كان مصابا بتورم عنيف في أكثر من عضو طال كل من القلب والرئتين." وأضاف "كنت أخشى أنه لن يتعافى، ولكن المفاجأة أنه خلال أيام تحسنت حالته بشكل كبير."
وكان مرض كاواساكي قد تم ربطه بتفشي إحدى فصائل فيروس كورونا قبل 16 عاما لكن هذا الرابط لم يتم إثباته. ورغم القيام بأبحاث متلاحقة لدراسة إن كان هناك ارتباط بين فيروس كورونا المعرف باسم NL63 وبإصابة أحد الأطفال بمرض كواساكي عام 2004.

وقال البروفيسور إيان جونز أستاذ علم الفيروسات في جامعة ريدينغ البريطانية إن فيروس NL63 يستخدم نفس المستقبلات مثل فيروس كورونا المستجد لإصابة الإنسان ولكنه شدد على أنه ما زال مبكرا الوصول إلى نتائج نهائية.

وقال البروفيسور جونز "نحتاج إلى الانتظار لنرى إن كان الأمر سيتحول إلى ملاحظة شائعة."

ولم تسجل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ملاحظة مشابهة رغم أن الولايات المتحدة حاليا لديها أعلى معدلات إصابة ووفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا.

وقالت الدكتور إيفون مالدونادو التي ترأس لجنة الأمراض المعدية في الأكاديمية "لا نعرف بوجود حالات مماثلة لتلك الظاهرة في الولايات المتحدة."


شارك
نشر في: 28/04/2020 10:03am
By Abdallah Kamal