المعروف عن حس الفكاهة الأسترالي أنه ساخر وجاف بعض الشيء. ووصف باحثون في جامعة هارفارد استخدام السخرية في الكلام بأنها تدل على ذكاء الإنسان.
وطبقا لتلك الدراسة فإن السخرية تعد شكلا من أشكال الإبداع بين المتكلم والمتلقي. وشبه الباحثون النشاط الذي يبذله عقلنا لفهم هذا النوع من الحوار بممارسة رياضة فكرية.
ولكن الباحثون شددوا على أن تقتصر تلك السخرية على الحديث مع أشخاص تربطنا بهم علاقة وثيقة وهناك ثقة بيننا وبينهم، لتجنب الوقوع في سوء تفاهم.
Comedy Source: Pixabay
الأستراليون لديهم حس فكاهة متميز، ومن أبرز المواضيع التي يستخدم فيها الأستراليون السخرية هو عند الحديث مع الأصدقاء ولكن بنية صافية بالطبع.
وتعد تلك السخرية المتبادلة علامة على متانة العلاقات بين الأصدقاء.
وعلى الرغم من فخر الأستراليين بأنفسهم، إلا أنهم دائما ما يستخدمون وسيلة السخرية على أنفسهم كجزء من روح الفكاهة وعدم الرسمية التي تميز هذا الشعب، وأيضا لفك الحرج عند التعارف وجعل الحديث أكثر أريحية.
يعكس هذا النوع من السخرية بعد الصفات الأصيلة في الشعب الأسترالي، مثل الاسترخاء وعدم الرسمية والبعد عن التباهي والتواضع، وهي كلها صفات محمود في الثقافة الأسترالية.
أيضا اعتاد الأستراليون على السخرية من مشاكلهم، وهي كثيرة، خاصة ما يتعلق منها بالطبيعة القاسية للقارة. الكوميديا السوداء وجدت مكانا لها أثناء تشكل الثقافة الأسترالية الحديثة مع توالي مواسم الجفاف وحرائق الغابات والأعاصير، ما دفع الأستراليون إلى اللجوء للدعابة كوسيلة للتعامل مع أوقات الشدة.
هذا الأمر أصبح من العلامات المميزة للثقافة، حتى أنه من الممكن أن يلقي شخص خطابا مليئا بالنكات في جنازة، أو يحكي عن كل المواقف الطريفة التي وقعت مع الشخص المتوفي إحياء لذكراه، وفي نفس الوقت لتخفيف التوتر الذي يحيط بهذا الموقف الجلل.
Comedy Source: Pixabay
هذا هو المجتمع الأسترالي، والذي تكون عبر انصهار ثقافات وحضارات مختلفة، لينتج تلك الثقافة المسترخية والتي تعتبر الفكاهة والسخرية أحد أركانها الأساسية. وبجانب عشق الخبز والزبدة ومشاهدة البرامج التليفزيونية الأسترالية الشهيرة، فإن العروض الكوميدية تجد لنفسها مكانا ضمن الأنشطة التي لا غنى عنها لأي أسترالي.
للتعرف على المزيد من الأمثلة عن الفكاهة الأسترالية يمكنكم الاستماع الى حلقة بودكاست "أستراليا بالعربي" في الرابط الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
