"كنا ننظر للطائرة في السماء ونقول لها: انتظرينا سندخر النقود لنعود إلى الوطن"

Abdelkader Qaranoah

الفلسطيني عبد القادر قرانوح في الشباب وصورة أخرى أثناء زيارة له إلى لبنان Source: Abdelkader Qaranoah

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

أسس قرانوح شركة لنقل الأطفال المعاقين وأصبح لديه 33 سائق كلهم من أصول عربية


الفلسطيني عبد القادر قرانوح هو أحد الوجوه البارزة في الجالية العربية في أستراليا خاصة مع نشاطاته ضمن اتحاد العمال الفلسطيني.

قرانوح يدير شركة لتوفير خدمات النقل للمعاقين توظف 33 سائقا كلهم من أصول عربية.

وصل عبد القادر قرانوح إلى مدينة سيدني في الخامس عشر من مارس آذار عام 1976 قادما من لبنان. وقال قرانوح لأس بي اس عربي24 "زوجتي لبنانية أستراليا، وقد تعرفت عليها عندما كانت في زيارة إلى لبنان، وقد تزوجنا وكان لنا نصيب أن نأتي إلى أستراليا."

كان قرانوح في عمر السادسة عشر عند زواجه وزوجته في عمر الرابعة عشر. ووصل إلى أستراليا معها بصحبة طفلتهما الرضيعة لبنا "كانت على يدينا ابنتي الكبيرة لينا وكان عمرها لا يتجاوز 3 أشهر، حيث استقبلنا هنا عائلة زوجتي."
كان والده يملك مصلحة تجارية للتنظيف الجاف، وبمجرد وصوله التحق بالعمل في مغسلة تنظيف جاف يملكها أحد أبناء الجالية العربية.

وقال "خلال ثمانية اشهر كان لدي دراي كلينر في منطقة Redfern في تقاطع شارعي Cleveland وElizabeth."

بدأ التوسع في العمل وفتح المزيد من الفروع، حتى باع المصلحة التجارية واشترى سيارة أجرة، والتي فتحت أمامه فرصة تأسيس عمله الحالي.

وقال "تعرفت على مدير شركة سيارات الأجرة وصارت صداقة بيننا، وهو الذي أعطاني أول مهمة لنقل الأطفال المعاقين من المدارس ثم توالت الطلبات وتوسعنا في العمل حتى صارت لدي الشركة التي أديرها حتى الآن."
Abdelkader Qaranoah
عبد القادر قرانوح أثناء زيارة في لبنان Source: Abdelkader Qaranoah
يعتبر عبد القادر قرانوح نفسه محظوظا في رحلة الهجرة إلى أستراليا: "لم يكن في فمنا ملعقة من الذهب في لبنان، كنا ندرس ونعمل في نفس الوقت، فعندما جئت إلى هنا لم يتغير الكثير بالنسبة لي."

وأضاف "عملت مع عرب وأهل زوجتي عرب وأنا درست الإنجليزية في مدارس لبنان فلم أواجه عائق اللغة." وقال "ساعدني الله كثيرا في هذا البلد، حيث قابلت أشخاص ساعدوني للغاية، مثل مدير أول شركة عملت بها، والذي ساعدني لفتح مصلحة الدراي كلين الأولى."

وأكد أن أصعب مرحلة واجهته كانت لتأسيس أول مصلحة تجارية ثم بعد ذلك انطلقت الرحلة: "لا اتذكر الكثير من المصاعب لأننا كنا نتجاوزها سريعا ونستكمل المشوار."
لكن هذا لم يمنع تمكن الحنين من قلب ووجدان عبد القادر، حيث ظل مرتبط بوطنه الأم: "أنا مستعد أمنح أستراليا كل شيء، ولكن رغم ذلك لا أشعر أني أسترالي، لأن حنيني للوطن يجعلني أضع قدما هنا والأخرى في الوطن."

وقال قرانوح "كنا ننظر للطائرة في الشماء ونقول لها انتظرينا، سندخر النقود لنعود إلى الوطن."

أسس قرانوح عائلة كبيرة في أستراليا حيث له من الأبناء تسعة ومن الأحفاد 37 حيث وصفها أنها "قبيلته الخاصة" في سيدني.

وقال "أخذتنا الحياة، ولد ورا ولد أصبح لدي تسعة، وبدأنا ننسى هناك بسبب انشغالنا بحياتنا هنا."

لكن قرانوح ابقى على عادة الرجوع إلى لبنان كل عام وقضاء شهر هناك على الأقل، حيث لا تزال عائلته كلها موجودة هناك.
Abdelkader Qaranoah
عبد القادر قرانوح أثناء حفل لاتحاد العمال الفلسطيني لتكريم الطلاب من أبناء الجالية العربية Source: Abdelkader Qaranoah
عمل قرانوح مع غيره من المهاجرين على تأسيس اتحاد العمال الفلسطيني في أستراليا والذي ترأسه لفترة.

وقال "سيدني قبل 46 عاما كانت من أجمل بلاد العالم، ولكن لم يكن بها الكثير من العرب." وأضاف "كان الوضع مختلف عن الآن، كلما مشيت في مكان تسمع اللغة العربية."

وصف قرانوح الحياة قديما في سيدني أنها كانت "متواضعة وبلا زحام" وقال إنهم "كانوا أكثر سعادة وقتذاك."

ونصح قرانوح المهاجرين بالاجتهاد في العمل قائلا "أستراليا بلد واسعة جدا وتفتح قلبها للجميع." وأضاف "لو ضاق عليكم الوطن لا حل أمامكم إلاالهجرة."

استمعوا للمقابلة كاملة مع عبد القادر قرانوح في الرابط أعلاه


شارك