بعد أكثر من 50 عاما في أستراليا: لم أشعر يوما من داخلي أنني أسترالية

Rose Soryal with her kids

Rose Soryal with her kids Source: Rose Soryal

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

يسلط الضوء بودكاست قصة هجرتي على قصة السيدة روز سوريال أحد أعمدة الجالية المصرية في أستراليا والتي وصلت إلى هنا قبل أكثر من 50 عاما وتصف لنا شكل الحياة في أستراليا بين الماضي والحاضر


حصلت المصرية روز سوريال على عدد من التكريمات من بينها ميدالية أستراليا أو OAM لدورها في الجالية المصرية والعربية في أستراليا.

ابنة مدينة أسكندرية وصلت إلى أستراليا بعد حرب عام 1967 والتي شهدت أزمة إنسانية في عدد من دول الشرق الأوسط. وقالت سوريال لأس بي أس عربي24 "بعد حرب 1967 كان هناك أشخاص كثر يعانون، ولكني لم أكن أرغب في الهجرة."

وأضافت "زوجي كان مصرا على الهجرة، وكان أولادي صغار في السن، أربع سنوات وست سنوات."

وصلت السيدة سوريال إلى أستراليا عام 1969 لكنها كانت "محظوظة" إذ لم تواجه الكثير من الصعوبات التي يواجهها المهاجرون.

وقالت "ربنا وقف معانا، وصلت يوم الأحد ويوم الاثنين اتصلت برقم كان منشورا في الجريدة لشركة تطلب شخص يعرف الفرنسية، فطلبوا مني الحضور من أجل مقابلة العمل."

وأضافت "بالفعل ذهبت وحصلت على الوظيفة في أول أسبوع من وصولي إلى البلد."
Rose Suryal OAM
Rose Suryal OAM Source: RS
كان أستراليا في ذلك الحين مختلفة تماما عن الآن خاصة بالنسبة للمهاجرين. وقالت السيدة سوريال "الشقة كان إيجارها 12 دولارا في الأسبوع، وكان أجري في أول وظيفة خمسين دولارا في الأسبوع."

وأضافت "استضافتنا صديقة في شقتها لخمسة أيام فقط، وخلال تلك الفترة نجحنا في إيجاد شقة والانتقال إليها."

واجهت سوريال بعض المصاعب في العثور على طعام يصلح لإعداد الأكلات المصرية. وقالت "لم يكن هناك طعام، كنت اذهب إلى السوق أجد الكوسة غير ناضجة وطولها 25 أو 30 سنتيمترا، شيء مخيف."

وأضافت "كنت اقطع الكوسة أربعة أجزاء لكي استطيع حشوها وعمل طبق "الكوسة المحشية".
المعاناة نفسها وجدتها مع الخبز: "لم يكن هناك إلا الخبز الأبيض، والخضار كان معدودا، الجزر والكوسة الكبيرة والبطاطس." وقالت "الأكل كان غريبا إلى حد ما."

بعد قضاءها في أستراليا نحو عشر سنوات سمعت بفتح أحد المتاجر في Rockdale جنوب سيدني للمنتجات اللبنانية، وتتذكر سعادتها وقتذاك "هرعت إلى هناك لأرى ما تقدمه، وبدأت في شراء الأغراض من هناك."

وأكدت "كان أول عشر سنوات صعبة للغاية، الأكل كان صعبا."

خلال تلك الفترة شكلت قطع اللحم المعروفة باسم cutlet وقلي البطاطس في الزيت أغلب طعام أسرة السيدة سوريال. وقالت "كانت القطعة بخمس سنتات."

لم تفقد سوريال حبها لبلدها الأم حيث قالت "أنا أحب أستراليا وأحب مصر، ولكن مصر في دمي، فأنا حتى الآن اتحدث العربية وأتابع أخبار مصر، ونأكل أكل مصري، لا أستطيع أن أتحول من مصرية إلى أسترالية."
Rose Suryal OAM
Rose Suryal OAM Source: RS
وقالت "أنا أحب الأستراليين ولدي أصدقاء كثر منهم وهم لطفاء وطيبين للغاية، ولكن من داخلي لم أشعر يوما أنني أسترالية."

وأضافت "أصدقائي الأستراليين يعرفون هذا، حتى أنهم يطلقون علي لقب الملكة المصرية."

حبها لبلدها الأم جعلها أحد أكثر الشخصيات الناشطة في الجالية المصرية في أستراليا، حيث يعود نشاطها إلى أكثر من أربعين عاما، وقد شاركت في تأسيس أحد أوائل الجمعيات المصرية في البلاد.

وقالت "كنا نجري تأمينا لدى شخص يدعة مايكل صابونجي، فقولت له لماذا لا توجد جمعية مصرية هنا، لما لا تقوموا بإنشاء واحدة، فقال إنه يفكر في ذلك وبالفعل انضممت له عند التأسيس."
وأضافت "تلك الجمعية لم تنجح ولم ينضم لها المصريين." وقالت "جاء بعد ذلك الدكتور فريد فرج وحاول تنظيم جمعية للمصريين، وكنت معه أيضا، واستمرت تلك الجمعية حوالي ثلاث سنوات قبل أن تنحل."

اعتمدت سوريال على نفسها بعد ذلك وقررت إنشاء جمعية للسيدات المصريات: "قالوا لي وقتها لن تستمر تلك الجمعية، لأنك كما ترين كل شيء مصري لا يستمر، فقولت لهم سأمنحها فرصة لستة أشهر أو سنة."

وقالت "احتفلنا هذا العام بالذكرى رقم 29 لإنشاء الجمعية، وقد قضيت 28 عاما رئيسة لها قبل أن اتقاعد العام الماضي."

تقاعدت السيدة سوريال عن العمر قبل عشر سنوات، ومن وقتها وهي تزور مدينة الاسكندرية كل عام أربع أو خمسة أسابيع لأن الاسكندرية "تجري في دمها".

استمعوا إلى لقاء السيدة روز سوريال كاملا في الرابط الصوتي أعلاه


شارك