هاجرت قبل أكثر من 40 عاما: لم أكن استطيع تحقيق طموحاتي كامرأة في العالم العربي

Adeebah Abdo Ateih

أديبة عبدو عطية Source: Adeebah Abdo Ateih

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

غادرت خلال أربعة أسابيع لتبدأ حياة جديدة في ملبورن واندهشت من الصيف في يناير كانون الثاني عندما وصلت إلى أستراليا


وصفت أديبة عبدو عطية خروجها من سوريا انه "أسطورة"، فلم يكن أحد يصدق أنها ستترك وراءها كل شيء لتذهب إلى ملبورن للانضمام إلى أخيها وأختها خلال أربعة أسابيع فقط.

وُلدت في زالين بالقرب من مدينة القامشلي والتي تصفها أنها كانت "مركز إشعاع في شمال سوريا خلال الستينات وبداية السبعينات."

وهاجرت إلى أستراليا عام 1977 ليقسم قلبها بين الشام وملبورن بقية حياتها.

وقالت أديبة عبدو عطية لأس بي أس عربي24 "في أي مكان اذهب، فإن ملبورن ودمشق هما المدينتان اللتين أعشق البقاء والعيش فيهما."
Adeebah Abdo Ateih
أديبة عبدو عطية في الشباب Source: Adeebah Abdo Ateih
كانت تعلم دائما أنها ترغب في الهجرة لكن تفاصيل السفر جاءت بالمصادفة.

وقالت "عندما كنت شابة في مقتبل العمر، شعرت أن لدي طاقات أكثر وطموحات أكبر."

وأضافت "كنت أسافر كثيرا، ولاحظت أنني لا يمكنني تحقيق طموحاتي كامرأة في المجتمع العربي."

تخرجت من الجامعة وعملت كموجهة ومدرسة للرياضيات، ثم انتقلت إلى الدراسة في جامعة بيروت العربية.

حالت الحرب الأهلية دون استكمال دراستها في بيروت، فذهبت إلى مدينة الإسكندرية المصرية لاستكمال الدراسة في جامعتها العريقة.

وقالت "خطر على بالي وأنا هناك، أني خلاص أريد الخروج من سوريا."
وأضافت "أرسلت تليغراف إلى أختي في ملبورن، أخبرها أنني أرغب في الذهاب إليها لأرى واكتشف ما هي أستراليا."

قضت أديبة مع والديها ثلاثة أشهر في مصر ثم عادوا إلى سوريا، وبعد أسبوعين فقط، جاءتها برقية من أختها تخبرها أن طلب التأشيرة موجود بالسفارة في دمشق.

وقال "لم يكن من السهل الخروج من سوريا، فقد كنت مرتبطة بعقد لمدة خمس سنوات ولكن استطعنا تدبير الأمر."

خرجت من الشام إلى أثينا حيث السفارة هناك، وأصبح كل شيء جاهز للمغادرة.

ووصفت حالها في خضم تلك الأحداث المتلاحقة: "كان كل شيء يبدو كأنه حلم، وكنت اسأل نفسه ما هذا الذي يحدث."

الوصول إلى أستراليا كان في يناير كانون الثاني، وكان اختلاف المواسم في أستراليا هو الصدمة الأولى.

وقالت "كنت قادمة من أثينا وأنا أرتدي معطف ثقيل، فوجدت الحرارة مرتفعة في ملبورن، وعندما وصلنا إلى بيت أختي، بدأنا في الشواء ترحيبا بوصولنا، ولكن سريعا بدأ المطر، فقولت وقتها ما هذا الجنون، أريد العودة."
Adeebah Abdo Ateih
أديبة عبدو عطية مع عائلتها Source: Adeebah Abdo Ateih
لكن سريعا ما نما إحساسها بالانتماء إلى مدينتها الجديدة ذات الأجواء المتقلبة: "أول مرة أشعر بالانتماء إلى ملبورن مثل انتمائي إلى سوريا ومدينتي زالين في القامشلي، عندما سافرنا في جولة، وبمجرد ما وصلت الطائرة إلى مسقط للترانزيت، شعرت بحنين إلى ملبورن، وأدركت أن ملبورن أصبحت بيتي ومدينتي وبلدي."

حرصت أديبة عبدو عطية على زيارة بلدها الأم سوريا كل عام تقريبا، وقضت أغلب أوقاتها بالعاصمة دمشق.

وقالت "آخر مرة زرت دمشق في عام 2011 بعدما اندلعت الأحداث بسوريا، وقد أصريت أن أذهب لأرى ما يحدث هناك."

وأضافت "في الشام لا أشعر أبدا أني غريبة، لأني كل سنة كنت أذهب خاصة في الفترة بين 2000 و2011."
أما في مسقط رأسها فقد بدأ يتسرب شعور خفي بالغربة: "عندما ذهبت إلى بلدتي زالين بعد ثلاث سنوات من الهجرة، راودني هذا الشعور الذي يجعلك تتساءل، هل نحن من تغيرنا أم أن أهلنا وأصدقائنا هم من تغيروا."

شخصيتها المتمردة ساعدتها على تحقيق أحلامها من خلال المخاطرة المحسوبة، وكانت أستراليا المكان المناسب للوصول إلى ما تطمح.

وقالت "أستراليا بلد رائع، الفرص موجودة بها لكنها تريد الإرادة والتصميم، ويجب أن يكون لدى الشخص رؤية لما يريد أن يفعل، وسيصل إلى ما يريد."

استمعوا إلى المقابلة كاملة مع أديبة عبدو عطية في الرابط أعلاه 


شارك