أثبت الاقتصاد الأسترالي في الفترة الأخيرة عن تحليه بمناعة قوية في وجه ازمة كورونا وقدرته على التعافي بشكل كبير.
وانعكس هذا على مؤشرات السوق المالي الاسترالي ASX الذي عوض معظم خسائره التي تكبدها مع الاغلاق العام في شهر مارس/آذار وابريل/نيسان الماضيين.
ومع انخفاض أسعار الفوائد الى مستويات تاريخية، بدأ العديد من الاستراليين بالتفكير في سبل للاستثمار.
وبحسب المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله، لجأ جزء منهم لسوق العقار، والبعض الاخر يبحث عن مجالات أخرى مثل سوق الأسهم والسندات.
وتقدم هذه الحلقة من بودكاست لنحكِ عن المال مع المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله ابرز خصائص ومميزات الاستثمار في سوق المال الأسترالي، وكيف يمكن التخطيط والبدء بالعمل فيه. جميع الأفكار الواردة في هذه الحلقة هي على سبيل المعلومات العامة فقط وليست نصائح خاصة.
Melbourne off-the-plan investors battle lower property valuations. Source: Getty Images
يقول المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله أن سوق المال اليوم هو سوق تجاري لبيع وشراء ملكية معينة، ويتأثر هذا النوع من التجارة بالعرض و الطلب. والعرض والطلب يتأثران في أغلب الأحيان بعوامل محلية وخارجية، كون أستراليا سوق مفتوح على الاقتصاد العالمي.
ويضيف عبدالله أن الاستثمار الأقرب لقلب الأستراليين هو السوق العقاري ومن ثم سوق الأسهم و السندات.
كيف يمكن الاختيار بين الاستثمار في العقارات والأسهم والسندات؟
يقول عبدالله ان الأولوية لدى الأستراليين هي امتلاك منزل للاستقرار، ولكن بالمقارنة بين سوق العقار وسوق الأسهم تكون المقارنة بينهم على أساس استثماري.
"البيت الأول ضرورة وليس سلعة للتجارة."
الهدف من الاستثمار
الاستثمار العقاري هو استثمار طويل الأمد، لا يعيد لصاحبة ربحا على المدى القصير. لأنه عادة ما يسد عائد إيجار هذا المنزل دفعات القرض.
"لذلك هو التزام على فترة زمنية طويلة. ومع ارتفاع أسعار المنازل بشكل كبير في المدن الكبرى، أصبحت المبالغ المستثمرة في هذا العقار كبيرة وصعبة التسييل."
ويضيف عبدالله أن الاستثمار في العقار يعتبر نوعا ما استثمارا آمنا، لهذا المردود منه على المدى القصير قليل.
أما بالنسبة للأسهم فيعد بيعها أسهل. ويمكن تسييل الاموال في فترة زمنية أقل في حال الحاجة لها.
"قد يستغرق الحصول على ثمن بيع العقار في أقل تقدير ستة أسابيع. أما الأسهم، فيمكن بيعها والحصول على ثمنها بعد 48 ساعة من تاريخ البيع.
Dow Jones was faring well amid coronavisus outbreak dragging Asian stocks behind Source: Pixabay
الاستثمار في الأسهم ومردودها
يؤكد عبدالله، ان سوق الأسهم الأسترالي يعتبر اليوم أكثر ثباتا بالمقارنة مع أسواق مالية كثيرة حول العالم. وذلك بسبب قلة التقلبات volatility في السوق، وتفرض هيئة الأوراق المالية والاستثمار الأسترالية مراقبة شديدة عليه وتنظم عمله.
أرباح الأسهم:
- الطريقة الأولى: كونك تستثمر في أسهم في شركات عاملة في السوق ولديها مردود وأرباح، فيتوجب على هذه الشركات اصدار تقارير بنتائجها الفصلية، وبحسب النتائج تقوم بتوزع الأرباح على المساهمين.
- والطريقة الثانية: التجارة بالسهم نفسه، يعني شراؤه بسعر قليل وبيعه لاحقا بسعر أعلى.
دراسة الاستثمار
يقول عبدالله واحدة من الأمور المهمة التي يجب دراستها و فهمها هي طريقة عمل الشركة نفسها.
"تاريخ الخدمات أو المنتجات التي تقدمها، مستقبلها وكم هي عرضة للتقلبات."
بالإضافة الى هذا يجب تعلم قراءة التقارير المالية لهذه الشركات حتى وان كان المعلومات البسيطة والأساسية.
على سبيل المثال: "هل يزيد مردودهم سنويا، وبشكل مستقر؟ هذا الأمر يعطينا فكرة عن حسن إدارة هذه الشركات واستدامتها، ويشجعنا على الاستثمار فيها."
ويمكن الالتفات الى شراء أسهم في شركات نميل الى فهم طريقة عمل القطاع أو الصناعة نفسها.
"إذا كنا نعمل في قطاع التكنولوجيا، فيمكن شراء أسهم في شركات التكنولوجيا."
市場波動，但澳洲200只成份股尚算上落不大。 Source: AAP
الاستثمار في أسهم ETF)) Exchange Traded Funds
يقول عبدالله أن الـ ETF مكونة من مجموعة من الأسهم عادة من قطاع واحد. والصندوق الائتماني الذي يصدر الـ ETF ويديرها يكون المستثمر في الشركات ان كان محليا او عالميا.
على سبيل المثال: "هناك ETF متداول اليوم في السوق الأسترالي مكون من مجموعة أسهم في شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Apple وMicrosoft وGoogle وغيرها. فاذا اشترينا هذا الـ ETF سنشتري بطريقة غير مباشرة أسهم في هذه الشركات."
وبحسب عبدالله، عبر الاستثمار في هذه المجموعة من الأسهم، يمكن الاستثمار في قطاع كامل و ليس فقط شركة واحدة. ولن تتعرض العملية لاهتزازات شركة معينة.
ويضيف عبدالله: "تعد هذه من الطرق الاسهل للدخول في السوق للمبتدئين، والذين لا يملكون الوقت لدراسة أسهم شركات معينة."
Source: TheInvestor Exchange CC BY ND 4.0
الاستثمار في سوق السندات
هناك سندات حكومية تصدرها الحكومة الفدرالية او حكومات الولايات، وهناك سندات تصدرها الشركات الخاصة.
ويقول عبدالله أن السندات تعد طريقة للاستدانة تلجأ لها المؤسسات الحكومية والخاصة لزيادة السيولة او تمويل مشاريع معينة.
"امتلاك السند هو بمثابة إقراض للشركة وليس تملك فيها، مما يعني أن مالك السند لن يستفيد من أرباح بل من فائدة ثابتة."
وتصدر السندات على فترات، سنة، ثلاث، عشرة سنين أو حتى ثلاثين سنة. وتعود الجهة المصدرة لشراء السند بسعر الإصدار عند انتهاء مدته الزمنية.
ويعود المردود من السند عن الفائدة التي يدفعها المصدر، وعادة مرتين في السنة. ويمكن الحصول على بعض الأرباح من السند إذا تم شراء سند بسعر قليل وبيعه بعد ذلك بسعر اعلى في السوق.
يمكن الاستماع الى المزيد من التفاصيل عن الاستثمار في سوق الأسهم والسندات والذهب والفضة عبر الاستماع الى الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
