فقدت سوق الأسهم الأسترالية نحو 82 مليار دولار من قيمتها السوقية على مدى الأيام الثلاثة الماضية بعد تصاعد حدة الحرب التجارية الأمريكية الصينية والتي أدت إلى انخفاض كبير في مؤشرات البورصة في الولايات المتحدة وآسيا كذلك.
وقال الخبير الاقتصادي رضوان حمدان إن الهزة في الأسواق العالمية جاءت نتيجة للتصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي هدد فيها بفرض حزمة جديدة من الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بقيمة 300 مليار دولار أي بواقع 10% إضافية.
وأثارت خطة ترامب سخط بكين وردت بمطالبة الشركات الصينية إيقاف وارداتها من المنتجات الزراعية الأمريكية. وقال حمدان أن هبوط قيمة العملة الصينية (اليوان) إلى أدنى مستوياتها خلال أكثر من عقد من الزمن زاد من حدة الأزمة بين البلدين خصوصاً بعدما اتهم ترامب بكين بالتلاعب بعملتها لإضعاف الاقتصاد الأمريكي.
وأشار حمدان إلى التوتر الأمريكي الايراني حول مضيق هرمز والتداعيات السلبية لذلك على الاقتصاد الأسترالي. ولم تقتصر آثار الأحداث العالمية على سوق الأسهم بل امتدت لتنعكس سلباً على سعر صرف الدولار الأسترالي والذي لا يتجاوز حالياً 67 سنتاً أمريكياً بعدما وصل لحاجز السبعين سنت منذ أسبوعين.
وتعد الصين الشريك الاقتصادي الأكبر لأستراليا وتربطها كذلك علاقات قوية مع الحليف الأمريكي مما يصعب من موقفها في الحرب التجارية الدائرة حالياً. وقال وزير الخزانة جوش فرايدنبرغ إنه من الضروري أن تكون نظرة البلاد واقعية حيال الضبابية التي تحيط بالمشهد الاقتصادي العالمي.
وأضاف فرايدنبرغ في حديث إذاعي: "علينا أن ندرك أن انخفاض قيمة العملة الصينية والزيادة في الرسوم الجمركية الأمريكية تعد تصعيدًا غير مرغوب به".
Source: AAP
وعلى خط آخر، أبدت مفوضية أستراليا لحماية خصوصية المستهلك تحفظات على العملة الرقمية التي تنوي فيسبوك إصدارها مطلع العام المقبل تحت اسم "ليبرا".
وحذر حمدان من هذه العملة خصوصاً في ظل ما جرى تداوله عن سهولة تحويل المبالغ المالية بين الأشخاص في دول مختلفة وأضاف: "نذكر فضيحة شركة كامبريدج اناليتيكا والتي كشفت عن تسريب بيانات خاصة بملايين المستخدمين للعلن وفرضت غرامة كبيرة على فيسبوك."
وأبدت السلطات في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي تحفظاتها كذلك على العملة الجديدة بسبب سرية التحويلات المالية وطالبت حكومات هذه الدول شركة فيسبوك بتقديم ضمانات وايضاحات حول الطريقة المستخدمة لضمان أمن بيانات المستخدمين.
وأضاف حمدان أن الجهة المعنية بهذا الشأن في أستراليا ستكون مكتب الضرائب والذي سيلاحق الجهات المعنية ويضمن عدم استخدام العملة الرقمية في غسيل الأموال، وسيسعى لسن تشريعات تضمن آليات واضحة وشفافة للسيطرة على قنوات التحويلات المالية.
استمعوا إلى المقابلة مع الخبير الاقتصادي رضوان حمدان في التسجيل الصوتي المرفق بالصورة.
