من أرض الشمس في السودان إلى أستراليا، قصة هجرة ونجاح

Eva Abdelmessiah

Eva's parents' wedding in 1957 in Egypt where they met for the first time two days before the wedding. Eva with her husband and mother in Sydney. Source: Eva Abdelmessiah

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

حملتها الحياة من أرض الشمس في السودان إلى أستراليا أرض الحرية والصبية المتميزة إيفا عبد المسيح بدأت رحلة تحقيق الذات وحولت كل مهاراتها ودراستها لجسر عبور وطريق للمهاجرين.


ولدت إيفا عبد المسيح وكبرت في السودان حيث حملت جذورها المصرية التي لم تنسها يومًا وتفتخر بها، ومن السودان انتقلت في رحلة نجاح وهجرة إلى أستراليا.


النقاط الرئيسية

  • ولدت إيفا عبد المسيح في السودان هي من أبناء الجيل السابع للأقباط المصريين الذين انتقلوا من صعيد مصر إلى السودان
  • هاجرت إيفا عبد المسيح إلى استراليا عام 1986 تاركة الأرض التي ولدت فيها، السودان
  • عملت في أستراليا كمحامية متخصصة في شؤون الهجرة مساندة المهاجرين الجدد للوصول والانخراط في أستراليا

تصف طفولتها في السودان بالطفولة البسيطة والمليئة بالفرح وسط عائلة يغمرها الحب مع أب منظّم، طموح وشغوف بالعلم والتقدم وأم ترعى دفء البيت والعائلة في كل التفاصيل. أعربت عبد المسيح عن حبها الكبير لوطنها الأم السودان قائلة:
ما أروع السودان في كل ألوانه وأشكاله. هو بلد دفء الشمس والحب
روت عبد المسيح أنها كانت صغيرة البيت وتعتبر والد ها  بركة حياتها. تخرج الوالد حكيم عبد المسيح من جامعة في لندن كمحاسب.  وأعربت إيفا عن امتنانها لهذا الشخص الحكيم الهادي الذي أحبته كما والدتها وعن حبهما الذي طبع حياة العائلة قالت:

"عندما سألت أمي إن كان أحبت والدي، شرحت لي أن تعرّفت قبل يومين من الزفاف. والدتها التي عرفتها عليه نهارالجمعة ليتزوجا يوم الأحد باعتبار أن العائلة تعرفه وتعرف عائلته وتعتبره الشريك المناسب."

وتابعت إيفا قائلة:
كم هو مذهل أن أرى هذا الكم من الحب والنجاح في زواج والدي رغم أنه كان تقليديًا محافظًا. أمي امرأة استثنائية أيضًا كافحت لتربينا بعد فقدان والدي
وفي قلب طفولتها اليانعة، عاشت خسارة ستترك بصمة وحنينًا في رحلة حياتها إذ خسرت والدها في عمر مبكر يناهز ال 9 سنوات، ولكنها تحتفظ في ذاكرتها بمشهد والدها الجالس على مكتبه في استعداد لمتابعة دراسته بعد استراحة الظهر بسبب شدة الحر في السودان قائلة:

" ننام في السودان في فترة الظهر لشدة الحر، فكنت أستيقظ بعد الاستراحة لأرى والدي جالسًا على مكتبه ليتابع دراسته عبر المراسلة في السبعينيات، فما أجمل هذا المنظر الذي ينمي فينا الحب للعلم والثقافة ولو عن كبر، رغم أنه كان ناجحًا في عمله وحاصلًا على أعلى المراتب".
Eva Abdelmessiah
Eva surrounded by her loving parents and siblings in 1969 in Khartoum-Sudan Source: Eva Abdelmessiah
أدمعت عينا إيفا عند التحدث بفخر عن والدها وروت أنه مع ذكر اسمه تنهال عليها أصدق صفات الاعجاب والثناء ممن عرفه قائلة:
أفتقده حتى هذه اللحظة، وبشكل خاص مع كل استحقاق وانجاز علمي أو مهني
تروي إيفا عبد المسيح أنها من أبناء الجيل السابع للأقباط المصريين الذين تركوا صعيد مصر وانتقلوا إلى السودان مع الاستعمار الإنكليزي إذ كان الجد الأكبر يعمل في الخزانة حيث الودائع والمجوهرات لذا حمل كنية "الجوهري":

"أتى أجدادي مع الجيش الإنكليزي من صعيد مصر إلى السودان لقد كانوا مشهورين بعملهم في الخزانة وحفظ المجوهرات".

كبرت عبد المسيح في السودان وتفوقت بالدراسة، حيث تعلمت وأتقنت اللغة الإنكليزية، ولكن سرعان ما ستنسلخ عن أرض تعشقها.
Eva Abdelmessiah
In 1975, Eva at the age of 6 with her parents and back in Sudan – Khartoum Source: Eva Abdelmessiah

وجهة تحوّل

تزوجت شقيقتها الكبرى أوديت عام 1982 وانتقلت وزوجها إلى أستراليا، فشعرت إيفا أن قلبها انتزع منها مع سفر أختها التي كانت بمثابة أم لها. وبعد بضعة سنوات أخذت الوالدة قرار الهجرة إلى تلك الأرض البعيدة أيضًا، فرافقت إيفا والدتها إلى استراليا عام 1988 تاركة الأرض التي ولدت فيها، السودان.

 تقول عبد المسيح أنها عشقت أستراليا قبل أن تزرها حين كانت طالبة في السودان:
كانت أستراليا تناديني منذ أيام الدراسة حين كنا ندرس عنها وعن السكان الأصليين في حصة الجغرافيا . وعندما كنت أسمع كلمة أستراليا كان يصبو قلبي إليها
شرحت إيفا أن الحياة في أستراليا في مطلع الثمانينات لم تكن تشبه الحياة اليوم، فكانت أستراليا تطفئ أنوارها في الساعة الخامسة مساء والجالية العربية كانت صغيرة، فشعور الغربة كان قاسيًا قائلة:
لم يكن هناك إذاعة عربية فكنت أستيقظ خصيصًا عند السابعة صباحًا لأستمع إلى ساعة البث العربي الوحيدة على إذاعة أس بي أس آنذاك، كي أشعر بارتباط مع الوطن
وعن شعور الغربة القاسي قالت إيفا:

" شعور الغربة حتى الحجر يشعر به، كنت أبكي يوميا لمدة شهر ونصف فالحياة في أستراليا كانت مختلفة تمامًا عن السودان المفعمة بالحياة".
Eva Abdelmessiah
Eva's mother surrounded by her children and their partners along with her grandchildren in 2004 in Australia Source: Eva Abdelmessiah
طموح، مثابرة ونجاح
عشقت إيفا العلم منذ طفولتها مع أب بقي ينهل من المعرفة حتى الرمق الأخير، فسرعان ما تابعت دراستها فور وصولها إلى أستراليا. التحقت مع وصولها في صفوف التعليم الفني والتكميلي ال TAFEومن ثم تابعت دراستها الجامعية وتخصصت في الموارد البشرية وتوجت دراستها في الحقوق لتتخرج كمحامية. حصلت على رخصة مترجم محترف ومعتمد من NAATI في العام 2000 كما وأتمت شهادة البكالوريوس في العلوم الاجتماعية لتعليم البالغين من جامعة Western Sydney عام 2002 ودبلوم دراسات العليا في الممارسة القانونية في كلية الحقوق في العام 2018.

انخرطت بسرعة في سوق العمل، فكانت وظيفتها الأولى حكومية في عمل في دائرة الهجرة عام 1992، ومن ثم عملت كمحامية متدرجة في مكتب الضرائب الأسترالي وكوسيط معتمد في مركز حل النزاعات الأسترالي في العام 2020، وتم قبولها كمحامية في المحكمة العليا لنيو ساوث ويلز في يوليو 2018 فافتتحت مكتبها الخاص كمحامية متخصصة في شؤون الهجرة.
في عام 2012، حصلت على 20 عامًا من الخدمة في الخدمة العامة الأسترالية التي قُدمت لها من قبل مكتب الضرائب الأسترالي حيث عملت من 2005العام إلى 2013.

تشعر إيفا اليوم أن أستراليا هي الأم الحنون "بالتبني" والتي أعطتها الكثير وأنها فتحت لها آفاقًا لا تنتهي قائلة:
أستراليا هي بلد الاختيارات والفرصة الثانية، الثالثة والرابعة. أستراليا تكبر حلمك وتساعدك على بسط جناحيك
وأردفت قائلة:

" كل إنسان له قيمة ومكانة في أستراليا. نحن سفراء عن أوطاننا الأم هنا"

ودعت كل المهاجرين الجدد الذين يشعرون بالحزن والانسلاخ الا يقفوا عند حزنهم، بل أن ينهضوا ويعانقوا الفرص الكثيرة التي تنتظرهم.
لمعرفة المزيد، اضغط على الملف الصوتي أعلاه.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.  

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على  


شارك