44 سنة من العمل المجتمعي: "أنا أول من فتح باب الهجرة للجالية السودانية إلى أستراليا"

Hassan Moussa

Former consul Hassan Moussa with his family Source: Hassan Moussa

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

ترك حسن موسى لبنان في عمر 17 سنة. انسلخ عن جذور ومكان وصداقات. ورغم الحرب اللبنانية ومآسيها، كان ذلك الشاب الوفي لعلاقاته الإنسانية رافضًا وبشدة لقرار الهجرة.


ينظر حسن موسى اليوم إلى مسيرة 44 سنة حافلة بالعطاءات والعمل المجتمعي ويشاركنا بقصة تحدٍ ونجاح لا يندم ابدًا عليها رغم الانسلاخ المؤلم.


النقاط الرئيسة

  • ترك حسن موسى لبنان أثناء الحرب وهاجر إلى أستراليا مع والديه وأخوته عام 1977
  • عمل لأكثر من 44 سنة في حقل العمل الاجتماعي حاملًا مشعل القضية العربية في أستراليا
  • بادر من خلال منصبه الديبلوماسي في دائرة الهجرة في مصر لفتح باب الهجرة للجالية السودانية إلى أستراليا

رغم اعتراضه، ترك الشاب حسن موسى لبلدة إقامته برج حمود كما قريته مشغرة، إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء البقاع الغربي في محافظة البقاع، وهاجر مع عائلته إلى أستراليا في العام 1977.

ولد موسى من أم سورية وأب لبناني وترعرع في برج حمود في وسط العاصمة بيروت لكنه كان يحنّ إلى مسقط رأسه مشغرة وقمرها حيث كان يمضي والعائلة شهرًا بأكمله كل صيفية ومن ثم يعود إلى صخب المدينة التي أحبها.

ترك لبنان في قلب محنة قاسية أجبرت العديد على هجرة كانت أشبه بالتهجير هروبًا من الموت في عدة أشكاله. فكان العام 1977 مفصليًا في حياة الشاب الذي كان يجتهد لإتمام برنامج عامين دراسيين في سنة واحدة تعويضًا عن التوقف الدراسي خلال الحرب، ولكن سرعان ما اتخد الأهل قرار الرحيل، والهجرة إلى أستراليا:

"أنا من الأشخاص الذي يصعب عليهم الانقلاع من الجذور وترك الأصدقاء، لكن الوضع في لبنان كان صعبًا للغاية آنذاك مما دفع أهلي لاتخاذ قرار الهجرة والسفر إلى أستراليا حيث كان يعيش أخي ولكني حتى اللحظة هذه أتواصل مع رفاق الطفولة".

كان الشاب الوفي المسلوخ عن أرضه، رافضًا قرار الهجرة بشكل جذري ولكن هذا القرار فتح فرص التعلم والإنجاز بالإضافة إلى خدمة مجتمعه ووطنه لبنان وأستراليا قائلًا:
لم أندم يومًا على قدومي إلى أستراليا. أرى أنها كانت فرصة العمر
شرح موسى أنه لم يسمع قط بأستراليا قبل سفر أخيه إليها مما اضطره للبحث عنها على الخارطة. ومع وصوله إليها، كان عائق اللغة كبيرًا بالنسبة للشاب الذي لم يكن يجيد اللغة الإنكليزية بتاتًا، فاضطر لأخذ دورة مكثفة قبل الالتحاق بالعام الدراسي والخضوع لاختبار شهادة الثانوية العامة مع فرصة التعلم المجاني التي كانت متاحة آنذاك.
تابع موسى تخصصه الجامعي حائزًا على إجازة في الرياضيات لن يعمل في مجالها يومًا واحدًا.

فالشاب الطموح انخرط منذ أيام الدراسة بالنشاط الاجتماعي والسياسي في الجامعة:
انخرطت في رابطة الطلاب الجامعيين بحيث مثلت دائرة العلوم في الجامعة وتوليت مسؤولية الانتخابات الطلابية إضافة إلى نشاطات سياسية للطلاب العرب ضمن منظمة فلسطين لحقوق الإنسان
وتابع قائلًا:

"بعد تخرجي بأشهر قليلة حصلت على فرصة العمل في لجنة الشؤون العرقية في ولاية نيو ساوث ويلز". 

44 سنة من العطاء

عمل موسى بسخاء في حقل العمل المجتمعي منذ عام 1983 فكان ناشطًا وفاعلًا في الجالية العربية وحاملًا لمشعل القضية العربية وعاملًا لها في أستراليا بحيث أسس حوالي 27 مجموعة ناشطة في الجالية وعمل في أهم الجمعيات، ومنها الاتحاد العربي الأسترالي، ومجلس الأعمال الأسترالي العربي الذي أسسه وترأسه، بالإضافة لغرفة الأعمال Croydon Park Business Chamber والمجلس العربي في أستراليا.

ينظر حسن موسى اليوم إلى مسيرة 44 سنة من العطاء قائلًا:

"بإمكاننا أن نكون بائسين ومنهزمين جراء الانقسامات في بلداننا العربية ولكن رغم الصعاب استمريت بالعمل للنهوض بمجتمعاتنا إلى الأمام من خلال جمعيات ما زالت حتى اليوم تحمل هم القضية الفلسطينية رغم قدرتها المحدودة على إحداث تغيير".

وشرح أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية، وإن حلت، تحل من خلالها كل القضايا العربية العالقة.
Hassan Moussa
An old passport photo of Hassan Moussa Source: Hassan Moussa
انتقل موسى وعائلته إلى مصر عام 1996 بعد تعيينه في منصب قنصل أستراليا لدائرة الهجرة في مصر، شمال أفريقيا والسودان. وكان أول من بادر بفتح باب الهجرة عبر تأشيرات اللجوء الإنساني للجالية السودانية في جنوب السودان قبل دول كبرى عديدة.

ذكر موسى أن آخر منصب حكومي تولاه كان منصب مدير للهجرة في مطار سيدني أثناء الألعاب الأولمبية لغاية عام 2001 لينتقل بعدها إلى العمل التجاري. 

موسى الأب يقول اليوم إن أهم وقت هو الذي يقضيه المرء مع عائلته:

"على الأب أن يؤمن الحياة الوفيرة لعائلته كما السمعة الحسنة لمساعدة أولادنا على تمييز الصح من الخطأ. انشغلت عن عائلتي ولكنني كنت أؤسس لهم بيئة يفخرون بها".

هل الولد سرّ خاله؟

أما عن تأثره بخاله الممثل والإنسان القدير دريد لحام فقال:
أعتبره رمزًا وقدوة لي. خلال عملي في مصر التقيت به مطولًا وتعرفت عليه عن قرب واكتشفت فيه الإنسان السموح والطيب رغم وصوله إلى القمة في فنه هو الذي كرس حياته لخدمة القضية العربية
Hassan Moussa
Hassan Moussa and his wife Sahar with his uncle, the renowned Syrian actor Duraid Lahham and his wife Hala, during their visit to Sydney in 2003. Source: Hassan Moussa
وختم معربًا عن امتنانه لأستراليا، وطنه الثاني والفرص التي قدمتها له قائلًا:
بالطبع أشعر أن أسترالي هي وطني. قضيت فيها معظم حياتي والفرص التي أتاحتها لي ولعائلتي غير متوفرة في أي بلد آخر
للاستماع إلى المقابلة الكاملة مع حسن موسى، اضغط على الملف الصوتي أعلاه.

شارك