مجدي بولس عازف التشيللو المصري الأسترالي يسترجع ذكريات عزفه مع أم كلثوم وعمالقة الفن الجميل

العازف المصري الأسترالي مجدي بولس وكوكب الشرق أم كلثوم.

العازف المصري الأسترالي مجدي بولس وكوكب الشرق أم كلثوم. Source: Magdi Bolos

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

ترك العازف المصري الأسترالي مجدي بولس القاهرة في رحلة كانت الأطول له عام 1985، وللمرة الأولى كانت باتجاه واحد. حمل آلة التشيللو وذكريات العزف مع اسطورة الغناء العربي، كوكب الشرق أم كلثوم ورائه، وتوجه مع شريكة العمر ليلى إلى أستراليا.


إن تمكن جسده من أن يترك مصر، هل استطاع قلبه هجرتها؟ اليوم نتحدث مع العازف والاستاذ الموسيقي مجدي بولس عن رحلة مدوزنة بأوتار الحب، النغم، الحنين والتميز في هذه الحلقة من سلسة بودكاست قصة هجرتي.


النقاط الرئيسية

  • ترك مجدي بولس القاهرة وهاجر وعائلته إلى أستراليا عام 1985
  • عزف في فرقة أسطورة الغناء السيدة أم كلثوم وغيرها من عمالقة الفن
  • عمل في أستراليا كمدرس للموسيقى كما وأسس فرقته الخاصة التي أحيت حفلات عدة

انها حتما رحلة موسيقية لا تختصر بكلمات. فعازف التشيللو تطول ذكرياته التي ما زالت حاضرة في وجدان اللحظة. إذ لم يكن عزف آلة مستشرقة، في سن صغير، خلف أسطورة غنائية كأم كلثوم بالأمر الذي يسهل نسيانه أو أن تمحوه الأيام وغربتها.

عشق بولس الموسيقى منذ طفولته واختار آلة التشيللو. لم يعرف أن هذه الآلة ستكون جواز سفره إلى عالم من الحلم.

كان طالبًا في كلية الموسيقى عندما فتح له باب لم يكن يخطر على باله، فانضم الشاب الطموح فجأة إلى فرقة سيدة الغناء أم كلثوم.

"الوقوف وراء أم كلثوم هو تكريم في حياتي. رشحني الموسيقار الكبير رياض السنباطي للانضمام إلى فرقتها."

"سألني، هل تحب أن تعزف مع أم كلثوم؟ فضحكت."
ظن بولس أن رياض يمازحه على غير عادة. لكن سرعان ما قال له: "ستبدأ غدًا. التمرين في منزل أم كلثوم في الساعة العاشرة والنصف."

"طبعًا لم أتمكن من النوم تلك الليلة."

أول شخص أخبره بفرحة الخبر كانت ليلى، شريكة القلب وأوتاره، كما وأبلغ الوالدة التي كانت تسكن مع العائلة، وسرعان ما انتشر الخبر كالبرق بين الأقارب والجيران.
مجدي بولس عازف التشيللو المصري الأسترالي والفنانة وردة الجزائرية
مجدي بولس عازف التشيللو المصري الأسترالي والفنانة وردة الجزائرية Source: Magdi Bolos

لقاء الحلم

أول لقاء مع السيدة أم كلثوم كان بمثابة حلم لأي شاب موهوب. كان قلبه يرتجف، كيف لا وهو سيقف أمام أسطورة في الصوت والأداء والمعرفة الموسيقية.

استيقظ قبل الفجر في ذاك اليوم المنتظر وحمل رفيقة الدرب "التشيللو" وهناك التقى الأسطورة. وعن ذاك اللقاء قال بكل فخر:

"كان أجمل لقاء في حياتي مع السيدة أم كلثوم، الإنسانة الرقيقة جدًا والمهذبة."

"نزلت بنفسها لتلتقيني سائلة بكامل الاحترام إن كنت الأستاذ مجدي وقالت لي إن انضمامي للفرقة يسعدها."

عزف معها مجدي بولس لأول مرة على المسرح عام 1961 وكانت أغنية "حسيبك للزمن" وهي أول أغنية يعزفها معها، من ألحان رياض السنباطي.

"كنا نتدرب يوميا، أحيانا في منزل أم كلثوم وأحيانًا أخرى في منزل الملحن ومنهم الموسيقار محمد عبد الوهاب أو في الاستوديو."
Magdi Bolos
مجدي بولس عازف التشيللو المصري الأسترالي والفنان الراحل عبدالحليم Source: Magdi Bolos

العشق للموسيقى

عرف مجدي الموسيقى منذ صغره، وكأنه ورث عن والده، عازف الكمان المتميز في أوركسترا الإذاعة، ارتباطًا وثيقًا مع لغة الروح هذه. لم يختر بنفسه آلة التشيللو، إنما الوالد هو من انتقاها لمجدي الصغير.

وعن طفولة موسيقية بامتياز قال مجدي: "كان أبي يعرف عن كثب الآلات التي يحتاجها الوسط الفني فاختار لي آلة التشيللو. كنت أتدرب يوميا، ما لا يقل عم خمس ساعات، ومع التعمق الدراسي ولدت علاقة وطيدة بيني وبين التشيللو."

عازف النخبة

رافق مجدي بولس بعزفه كبار أهل الفن من خلال عزفه مع الفرقة الماسية وتعلم منهم كثيرًا، أمثال الراحل الفنان عبد الحليم حافظ، والفنان وديع الصافي والفنانات فايزة أحمد ونجاة الصغير وصباح ووردة الجزائرية وغيرهم.

رافق العديد منهم برحلات فنية خارج مصر ومنها أستراليا، التي زارها أيضًا في رحلة عائلية عند أقارب زوجته عام 1980.

أحبّ الموسيقي الحالم هدوء أستراليا وجمالها وهو الذي رافق صخب الليل وضوضاء مسارحه وموسيقاه في "زحمة القاهرة الحلوة".

ومع رحيل كبار زمن الفن الجميل، بدأ يشعر مجدي بحنين في قلب المكان لزمن بدأ يفقد ملامح أصالته، ففكر بالرحيل إلى مكان يعطي سكينة لتقاعده، ومستقبلًا لأولاده فاختار استراليا وجهة لهجرته.

"الذي دفعني إلى الرحيل، هو رحيل كبار أهل الفن وإحساسي بأن الفن بدأ يتغير. فالبراعم الفنية لم تحاول الاستفادة من خبرة الكبار وبدت كأنها تنسى التاريخ."
مجدي بولس عازف التشيللو المصري الأسترالي يسترجع ذكريات عزفه مع أم كلثوم وعمالقة الفن الجميل
مجدي بولس عازف التشيللو المصري الأسترالي يسترجع ذكريات عزفه مع أم كلثوم وعمالقة الفن الجميل Source: Magdi Bolos

التشيللو وأستراليا

الفنان لا يرحل دون آلته، فهي جزء لا يتجزأ من هويته. لم يستطع مجدي بولس أن يبتعد عن شريكته في الموسيقى.

"التشيللو هي شريكة حياتي الثانية، في حضني على طول."

استفادت الجالية من خبرة وأصالة الموسيقي المتميز والمخضرم، إذ باشر مجدي بولس في تأسيس فرقته الخاصة في أستراليا التي أحيت أمسيات موسيقية كثيرة، كما وعمل في حقل التربية الموسيقية.

إلا أن "شقاوة العيال هنا" سرعان ما دفعته للتوقف عن التعليم في المدارس فقال مازحًا: "العيال جابولي السكر والضغط. مليش في شقاوة العيال."

مصر هي دمي

يشعر اليوم مجدي الأب بالرضى الكبير عن مسيرة حياة تكللت بالنجاح موسيقيًا وعائليًّا لا سيما وأن قرار هجرته أعطى فرصة لمستقبل عائلته: "أشكر ربي على هذا القرار رغم الحنين والألم. أفرح أن ابني مدحت ورث التشيللو عني وهو اليوم عازف ماهر."

وختم معربًا عن عاطفته الكبيرة لوطنه الأم مصر: "مصر هي دمي، حياتي، تاريخي وذكرياتي. لا أستطيع الانفصال عنها بالروح. الحياة في مصر لها طعمًا مختلفًا."
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.  

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على  


شارك