العلم في الصغر مثل النقش على الحجر، فكيف إذا كان هذا العلم وهذه الثقافة تتعلق بكيفية إدارة المال؟
جميع المعلومات الواردة في هذه الحلقة هي على سبيل المعلومات العامة فقط وليست نصيحة خاصة.
يقول المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله أنه قد يجد الأهل أنفسهم أمام تحد كبير عندما يتعلق الأمر بكيفية تعليم أطفالهم استخدام المال في حياتهم وقيمته الحقيقية في تأمين متطلبات العصر الذي نعيش فيه الآن.
ويقول إن الخطوة الأولى في فتح هذا الموضوع معهم هي تعريفهم بمصدر المال وطريقة الحصول عليه.
"الوظيفة التي نعمل بها كآباء وأمهات، عدد ساعات العمل ومشقات العمل كلها أشياء نستطيع من خلالها تأمين المال الضروري لمصاريف المعيشة."
مبادئ تعليم استخدام المال للأطفال
Source: Pixabay
- يجب أن يعرف الأطفال أن حجم المال الذي يجنيه آبائهم وأمهاتهم محدود وليس مفتوح.
"لهذا إن لم نستطع إدارة المال بشكل جيد، سيأتي وقت وسنصرفه كله ولن نعود قادرين على تأمين حاجياتنا. لذلك يجب أن يتم اتخاذ قرارات حكيمة حول التبضع وحصرها ضمن بنود ميزانية."
- هناك فارق بين الرغبة والحاجة.
"هذا المبدأ يدفع الأطفال إلى التفكير قبل اتخاذ قرار شراء الأشياء."
- تثقيف الأطفال حول مقارنة أسعار السلع وكيفية الاستفادة من الخصومات عليها.
- تعريف الأطفال بأنه بعد شراء سلعة معينة تم خصم مبلغ من المال في حساباتنا البنكية التي نحفظ فيها نقودنا.
"في عصر التطور التكنولوجي الذي نعيش فيه، لم يعد المال شيئا ملموسا ومرئيا، وهذا الأمر يمكن أن يصّعب مهمة الآباء. لذلك يجب أن يتم شرح آلية الدفع بالهاتف المحمول والبطاقة الائتمانية."
- ربط ثمن أي سلعة يرغبون بشرائها بعدد ساعات العمل التي يقوم بها الآباء والأمهات.
- اعطائهم مهام صغير في المنزل مثل المساعدة بالتنظيف، وتقديم مبالغ نقدية مقابل هذا المجهود.
"بهذه الطريقة يمكن تعويد الأطفال على ربط المردود المالي بالمجهود. ويمكن خصم مبلغ من الدفعة المتفق عليها إذا لم يقوموا بإتمام المهمة بالشكل المطلوب والمتفق عليه."
- وضع ميزانية شهرية لكل طفل تحتوي على دخلهم ومصروفاتهم وتشجيعهم على الادخار ولو مبالغ صغيرة.
"على سبيل المثال، إذا خصصنا لكل ولد ميزانية 100 دولار شهريا لشراء العاب أو للتنزه، يجب أن نعلمهم كيفية التخطيط مسبقا لصرف المبلغ، وأهمية ادخار 20 دولارا منه شهريا."
Children are being taught how to budget at some schools. Source: SBS News
الادخار
يقول عبدالله، أن الخطوة التي تلحق الالتزام بالميزانية تكمن في فتح حساب توفيري للأطفال في البنك.
وتوفر معظم البنوك العاملة في أستراليا برامج وحسابات توفيرية للأطفال تحت إدارة الاهل.
"عند الوصول الى هذه المرحلة، يمكن أ نتفق معهم مثلا على هدف توفيري لتحقيقه خلال السنة."
وسيسمح الحساب التوفيري بزيادة قيمة مدخراتهم مع مبدأ الفوائد المركبة، مما سيحفزهم على الادخار أكثر.
التبرع
ذكر عبدالله أهمية تعليم الأطفال مبدأ مشاركة المال مع الغير عبر التبرع.
"بهذا، سنساعد الأطفال على فهم أهمية مبدأ العمل الخيري ومساعدة المحتاجين، مما سيساعدهم على فهم أ أهمية المال، وأنها تتخطى فقط شراء الأشياء."
الاستثمار
يقول عبدالله، على سبيل المثال، عندما يبدأ المراهق بالعمل يوم واحد في الأسبوع، 8 ساعات عمل، على مدة ثلاث سنوات، من سن 16 سنة إلى 18 سنة، بمعدل 15 دولار في الساعة، فسيستطيع أن يجمع حوالي 18 الف دولار على فترة الثلاث سنوات.
"هذا المبلغ قد يستخدمه في شراء سيارة للجامعة، أو يقوم باستثماره ليعود عليه بمردود سنوي."
ومن المهم أيضا تعليم الأطفال مبدأ عمل بطاقة الائتمان وكيف تحتسب الفوائد والرسوم والكلفة الاجمالية لاستدانة هذه المبالغ وغيرها.
العمر المناسب للحديث عن المال
Smiling father counting allowance money, looking up and smiling at father Source: Getty Images
اجمالا تبدأ عملية التثقيف المالي من عمر الخمس سنوات وتكبر مع الأطفال ليصبحوا بعمر يسمح لهم بالعمل بعد سن الـ 14 عاما.
"في هذه المرحل العمرية، يمكن الدخول في مرحلة جديدة من رحلة الثقافة المالية، وتعتمد على تشجيعهم على زيادة مبلغ الادخار."
العمر القانوني للبدء بالاستثمار في أستراليا هو 18 سنة، وبحسب عبدالله، يعد هذا العمر الأمثل للبدء بالاستثمار. مع ضرورة استشارة الاهل والاستعانة بهم لأخذ قرارات استثمارية معينة.
للمزيد من التفاصيل عن هذا الموضوع، يمكن الاستماع الى رابط الحلقة كاملة في الرابط الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
