كيف سيغطي الشباب الأسترالي الفاتورة الاقتصادية لكوفيد-19 في ظل ازدياد معدلات الأشغال المؤقتة؟

Sri Lankan migrant youth is facing challenges in Australia during COVID-19

Sri Lankan migrant youth is facing challenges in Australia during COVID-19 Source: Getty Images/xijan

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

انخفضت إعلانات الوظائف الجديدة عبر الإنترنت في أجزاء من غرب وجنوب غرب سيدني بأكثر من 60% والشباب يواجه المزيد من التحديات.


انخفض عدد إعلانات الوظائف الجديدة عبر الإنترنت في سيدني الكبرى بأكثر من الثلث خلال أسبوعين من 27 تموز/يوليو إلى 9 آب/أغسطس مقارنة بأسبوعين ما قبل الإغلاق في 1-14 مايو. 

وأظهرت دراسة حديثة قامت بها مؤسسة Purpose Bureau بالتعاون مع شركة الاستشارات Accenture فجوة كبيرة في إعلانات التوظيف في جميع أنحاء سيدني، حيث انخفضت الوظائف الجديدة في المناطق الغربية من سيدني بمعدل 54% منذ الإغلاق مقابل انخفاض بنسبة 29% في المناطق الشرقية للمدينة.

وشهدت مناطق غرب وجنوب غرب سيدني وBlue Mountains وبلاكتاون، وهي المناطق التي تعرضت لأقسى قيود الاغلاق، أكبر نسبة لانخفاض الإعلانات عن الوظائف.

وفنّد المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله الأرقام الصادرة عن هذه الدراسة، محللا الأسباب والنتائج، في حديث له مع أس بي أس عربي24، أتى فيه أيضا على ذكر التداعيات المحتملة لتوجه الشركات والمصالح ناحية إتاحة العمل بدوام جزئي أو مؤقت أكثر من الالتزام بعقود عمل طويلة الأمد مع المتعاقدين والعمال والموظفين وعن آثاره على الحالة الاقتصادية على استقرار دخل الشباب الذي يواجه تحديات متزايدة في ظل جائحة كورونا والذي ستترتب عليه على الأرجح التلكفة الاقتصادية وفاتورة التعامل مع كورونا.

إليكم أبرز ما جاء على لسان السيد عبدالله:
التراجعات كانت في قطاع خدمات الإقامة والطعام خلال تلك الفترة بنسبة 70%، تليها الفنون والترفيه 56%. 

كما كان هناك انخفاض كبير في قطاع المعلومات والإعلام والاتصالات والنقل والبريد والتخزين (50%) وتجارة التجزئة (46%).
وكانت القطاعات الأقل تأثراً هي الخدمات المهنية Professional Services، بنسبة 22% والخدمات الإدارية بنسبة 26%. 

وتعد هذه القطاعات الأكثر تأثرا مصدر الرزق للعديد من الشباب الأستراليين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاما، وهم أكثر من تأثروا بالإغلاق، وهذا مثبت بمعدلات البطالة التي ارتفعت عند هذه الفئة بنسبة 16% العام الماضي. 

هؤلاء الشباب يعانون أساسا من انخفاض متوسط الدخل الحقيقي حتى ما قبل الازمات الأخيرة، بالإضافة لعدم استقرار في هذا الدخل في ظل ازدياد معدلات الأشغال المؤقتة casualisation of the young workforce في هذه القطاعات بالذات، مثل تجارة التجزئة والفنادق والمطاعم والخدمات الأساسية.

ولهذين العاملين مجتمعين تأثير سلبي على عملية بناء وتراكم الثروة عندهم، ما يساهم بخلل في موازين العدالة الاجتماعية والاقتصادية بين الأجيال المختلفة.

ويتخوف الخبراء الاقتصاديون من أن يتحول هذا الامر ليصبح الواقع الجديد في أستراليا، حيث يمكن أن يكون لدينا جيل بدخل أقل من الجيل الذي سبقه في نفس العمر، وهذا حدث في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، خاصة أن الشباب الأسترالي هو من سيتحمل وطأة الضغوط المتزايدة على ميزانيات الحكومة والديون التي رتبتها أزمة كورونا بالإضافة إلى أن نسبة السكان المتقدمين بالسن ترتفع وسيتعين على الحكومات أن تنفق المزيد على الصحة ورعاية المسنين والمعاشات التقاعدية.

سيكون هناك أيضا عدد أقل من الأشخاص في سن العمل مقابل كل متقاعد، حيث انخفض عدد الأستراليين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عام مقابل كل شخص يبلغ من العمر 65 عاما وما فوق من 7.4% في منتصف السبعينيات إلى 4% في السنوات الاخيرة، ومن المتوقع أن ينخفض ​العدد ​أكثر إلى 3.2% بحلول عام 2050.

والسؤال هنا يفرض نفسه، هل من حلول؟ 

عودة الانتعاش في الاقتصاد بين أواخر عام 2020 ومنتصف عام 2021 أكدت أن الامل موجود، لا سيما أن هناك عوامل مساعدة أبرزها أسعار الفائدة القريبة من الصفر وسياسات التحفيز الحكومي التي ساعدت الاقتصاد على العودة إلى الحياة بعد الركود الناجم عن الوباء العام الماضي.

وتكمن الأولوية في العمل لخفض معدلات البطالة إلى حوالي 4% وسيستفيد من ذلك الشباب بشكل أوسع ويساهم بعودة الأجور للارتفاع. 

ويمكن تحقيق ذلك عبر تطبيق سياسات تهدف لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل بشكل متوازٍ بين مختلف المناطق، وعدم حصر أعمال معينة بمناطق دون أخرى، وخاصة أعمال الياقات البيضاء أو white collar.
الأمر الثاني هو تعزيز الدعم للتعليم بكافة مراحله، لا سيما التعليم الجامعي، وإزالة العوائق أمام الشباب وتحفيزهم على متابعة دارساتهم العليا.

ثالثا، إقرار قوانين ضريبية أكثر عدالة وتطوير قوانين العمل لحماية وظائف الشباب والتقليل من الـ casualisation الذي يخلق حالة من عدم الاستقرار العملي والمادي.

ورابعا، الاستثمار بالبنية التحتية التي تخدم اقتصاد المستقبل وخاصة اقتصاد المعرفة الذي تعتبر مكسبا كبيرا للشباب. 

هذه البنى التحتية المتطورة والموزعة بشكل لا مركزي تسمح أيضا للأستراليين بالعمل عن بُعد، وخاصة بعد أزمة كورونا التي تأقلم العديد من الشركات خلالها مع طريقة العمل عن بُعد، مما يؤدي لتخفيف الضغط عن المدن الكبرى. ويتيح ذلك للفئات الشابة فرصا أعلى لتملك منازل في هذه المناطق البعيدة، وتساهم ولو بشكل جزئي في حل هذه المشكلة الكبرى التي يواجهها الشباب الأسترالي اليوم.

استمعوا إلى مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلى المقال.

إذا كنت تعاني من أعراض البرد أو الأنفلونزا، ابق في المنزل ورتب موعدا للفحص عن طريق الاتصال بطبيبك أو الاتصال بالخدمة الوطنية للمعلومات الصحية عن فيروس كورونا على الخط الساخن 1800 020 080.


شارك