محمد القاضي: هاجرت قبل 27 عاما وشعرت بانتمائي إلى أستراليا بعد الحصول على الجنسية

Mohamed Al Qadi

Mohamed Al Qadi Source: Supplied

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

محمد القاضي : الأردن قلب ينبض في جسمي، واستراليا هي الهواء الذي أتنفسه ولاغنى لي عنهما. ما أدهشني أول وصولي سيدني شهر يناير، أن الطقس حار جدا عكس العالم


وصل محمد القاضي إلى سيدني حاملا حقيبة أحلامه متسلحا بشهادات من إحدى الجامعات الأمريكية بعد أن ضاقت الدول العربية بقبول تخصصه الناد آنذاك.

الأردني محمد القاضي عاد بذاكرته سبعة وعشرين عاما عندما سألناه عن هجرته، فهذا اليوم محفور في ذاكرته، حيث وصل إلى أستراليا في 11 يناير/كانون الثاني عام 1994. وقال القاضي لأس بي أس عربي24 "كان يوما لن أنساه أبدا، يوما شديد الحرارة خاصة مع اشتعال الحرائق في الغابات تلك السنة، وكانت حرائق ضخمة تحدث عنها العالم في وقتها."

وأضاف "ما أدهشني أيضا أن شهر يناير/كانون الثاني المتعارف عليه عالميا بالطقس البارد وجدته هنا العكس تماما، حيث هو عز الصيف."
محمد القاضي في إحدى فعاليات الجمعية الأسترالية الأردنية في سيدني
حمد القاضي في إحدى فعاليات الجمعية الأسترالية الأردنية في سيدني Source: Supplied
حصل القاضي على درجة علمية في تخصص الكومبيوتر وأمن المعلومات في الثمانينات، وكان وقتها تخصص غير مطلوب في الشرق الأوسط.

وقال "اضطررت للبحث عن عمل في مجال تخصصي ودراستي، فشجعني أصدقائي على الهجرة إلى أستراليا وتقديم الطلب، حيث كانت الأمور سهلة تلك الأيام إلى حد ما وهذا التخصص مطلوب."
ورغم دراسته في الولايات المتحدة إلا أنه واجه صعوبة في استيعاب اللهجة الأسترالية: "استغرقني الأمر بعض الوقت لاستيعاب نطق الكلمات الأسترالية."

واستغرقه أيضا بعض الوقت للتعود على الأشياء الفريدة في أستراليا: "القيادة على الجانب الأيمن، استغرقت فترة ليست بالبسيطة لاستيعاب هذا النظام الجديد بالإضافة إلى موضوع طلب الشركات الأسترالية للخبر المحلية عند التقدم لوظيفة."

وقال "دائما ما نجد عقبة الخبرة المحلية ولكني نجحت في تجاوز الأمر لأن تخصصي كان مطلوبا."
محمد القاضي مغع شابين بزي البادية الأردني
محمد القاضي مغع شابين بزي البادية الأردني Source: Supplied
وربما كان أصعب شيء على القاضي خلال هجرته هو بعد المسافة عن بلده الأم. وقال "أستراليا بلاد مرحبة، فهي بلاد الفرص والتنوع الثقافي ولكن ما كان يؤلمني هو بعد المسافة بين أستراليا والأردن، إذ بمجرد اتخاذ قرار الزيارة، يستغرق الأمر يوم أو يومين من الطيران، وصعوبة الحصول على حجز الطيران على عكس المغتربين في الدول العربية أو أوروبا."
وقال إنه تزوج من إحدى كريمات العائلات الأردنية حيث كان راغبا في الحفاظ على الثقافة واللغة التي ينتمي إليها: "كنت حريصا على الزواج من بلدي وتنشئة أولادي على العادات والتقاليد، لذلك كنت حريصا مع زوجتي على ضرورة الحديث باللغة العربية في المنزل."
محمد القاضي مع فريق الكيك بوكسينج في سيدني
محمد القاضي مع فريق الكيك بوكسينج في سيدني Source: Supplied
وأضاف "لم أشعر أنني أسترالي إلا عند حصولي على الجنسية وأداء القسم، إذ شعرت بحمل المسؤولية بأنني مواطن ولي حقوق وعلي واجبات لهذا الوطن متعدد الثقافات وأشدد على عبارة متعدد الثقافات."

وساهم محمد القاضي في تأسيس جمعية للجالية الأردنية في أستراليا وقال "لقد شعرت بالمسؤولية كأسترالي من أصل أردني عربي، حيث وجدت أن الجالية الأردنية ليس لها تمثيل واضح بين الجاليات العربية في أستراليا، للتعبير عن مناسباتها وعناصرها الفاعلة."

وأضاف "قمت بالتعاون مع خمسة من الأساتذة بتأسيس الجمعية الأسترالية الأردنية، لربط أبناء الجالية ببعضهم البعض وبتراث بلادهم."
إحدى مناسبات الجمعية الأسترالية الأردنية
إحدى مناسبات الجمعية الأسترالية الأردنية Source: Supplied
وعبر القاضي عن انتمائه إلى هويتيه الأسترالية والأردنية حيث قال "الأردن قلب ينبض بالدم الذي يجري في العروق، وأستراليا هي الرئة والهواء الذي أتنفسه ولا غنى عن أي منهما بالنسبة لي."

وأكد على سعادته بالاستقرار في أستراليا: "أنا سعيد باختياري أستراليا، رغم أنه كانت لي فرصة للهجرة إلى كندا أو البقاء في الولايات المتحدة قبل سبعة وعشرين عاما."

وأكد "قصة هجرتي، هي رحلة موفقة حققت فيها ما أتمناه".


شارك