أم وجدة وسائقة تاكسي في سن الثامنة والسبعين. فما هي حكاية روز سكر؟

روز.png

روز سكر

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

زرعت السيدة سكر شجرة أسرتها في أستراليا لتثمر أسرة كبيرة ممتدة بجذور عريقة في كل من سيدني ولبنان.


النقاط الرئيسية:
  • لم تتوقف السيدة روز حتى الآن من العمل على ثلاث جبهات: عملها اليومي، وعملها المجتمعي التطوعي وعملها في أسرتها
  • لا يمكن أن تتحدث السيدة كيروز سكر عن لبنان دون أن تخنق الدموع صوتها
  • روز هي أحد أعمدة العمل التطوعي والاجتماعي بين أبناء الجالية اللبنانية في أستراليا
قبل أكثر من ستين عاما وصلت السيدة روز كيروز سكر إلى أستراليا قادمة من بشري في شمال لبنان. لم تكن روز ابنة السابعة عشر عاما في هذا الوقت قد غادرت لبنان بل ومسقط رأسها بشري من قبل.

تتذكر السيدة روز هذه اللحظات: "كان ثورة 58 قد وقعت وأنا تركت البلد عام 1960، وكانت خطوة صعبة عليّ للغاية لأنني كنت متعلقة بالبلد كثيرا."

كانت وجهتها إلى سيدني، حيث ستقابل ابن عمتها الذي لم تراه في حياتها وتتزوجه هناك لتأسيس عائلة: "لم أكن أعرف عمتي، ولكن الأهل تحدثوا مع بعضهم، ووقتها كان من الدارج أن تحدث تلك الترتيبات، ونحن البنات كنا ننصاع لما يتم الاتفاق عليه."
لكن النتيجة كانت "ناجحة جدا" كما تقول روز سكر التي أصبحت أما وجدة وأم الجدة أيضا، حيث أنجبت ست بنات وصبي واحد، كلهم تزوجوا. كما أصبحت أحد أعمدة مجتمع بشري في الإغتراب، بل وأحد أعمدة العمل التطوعي والاجتماعي بين أبناء الجالية اللبنانية في أستراليا.

بدأت مع زوجها جو سكر في خوض "الطريق الصعب" في الستينات بأستراليا: "دخلنا بالمجتمع الأسترالي ووجدنا أن هناك فارق كبير بين المجتمع اللبناني والأسترالي." وأضافت "لكننا تعلمنا من المجتمع الأسترالي، وأتمنى المزيد من النجاح لأستراليا التي استضافتنا وأعطتنا كل شيء يحتاجه الإنسان عندما تركت لبنان."

لم تتوقف السيدة روز حتى الآن من العمل على ثلاث جبهات: عملها اليومي، وعملها المجتمعي التطوعي وعملها في أسرتها. وفي عمر الثامنة والسبعين لا تزال روز كيروز سكر تعمل كسائقة تاكسي، وهي مهنة من عدد من المهن التي عملت بها منذ وصلت إلى أستراليا.
روز مع أسرتها.png
روز سكر مع أسرتها
وقالت: "عندما وصلت عملت بمهنة المحاسبة، وتعلمت على يد أحد اللبنانيين من الشوف، وكان سعيدا جدا أني تعلمت واتقنت الوظيفة." وأضافت "ولكن بعد أن أنجبت طفل ثم اثنين فثلاثة، أصبحنا عائلة وصار من الصعب على أن أعمل لمدة ثمان ساعات بعيدا عن الأولاد."

لم تقبل السيدة روز بالمكوث في المنزل ولكن بحثت عن وظيفة بدوام جزئي: "تعلمت مهنة جمع التذاكر في الحافلات، وأصبحت أعمل بدوام جزئي، أربع ساعات في الصباح وأربع بعد الظهر."

لم تكتف بهذا الحد بل قررت مساعدة زوجها الذي يعمل على سيارة تاكسي: "أردت أن أتعلم الوظيفة فذهبت للحصول على رخصة القيادة، لأعمل أن أيضا على التاكسي، وفي الحافلة."

أصبح وقتها مقسم بين التاكسي وجمع التذاكر على الحافلة والعائلة ولكن..ماذا عن مجتمعها؟
قالت السيدة سكر: "لم تكن هناك جمعية لأبناء بشري، فقمنا بتأسيسها وبدأنا نتعرف على بعضنا من خلال تلك الجمعية." وأضافت "انضممت إلى جمعية سيدات لبنان، ثم انضممت لعشر سنوات إلى الجمعية اللبنانية الأسترالية، حتى أصبحت رئيسة الجمعية وكنت في نفس الوقت رئيسة جمعية سيدات بشري."

لا يمكن أن تتحدث السيدة كيروز سكر عن لبنان دون أن تخنق الدموع صوتها، رغم أنها تركته منذ 60 عاما. رحيلها عن لبنان رغم أن نتيجته كانت مجزية إلا أنه كان صعبا عليها وهي في عمر السابعة عشر: "أتمنى ألا تتكرر تلك التجربة على أي بنت لأنها صعبة للغاية."

وشاركتنا السيدة روز بالوصفة السحرية التي جعلتها نموذجا ناجحا في الاغتراب اللبناني: "الحفاظ على لبنانيتنا مع احترام البلد الذي نعيش فيه، أن نحاول أخذ الأشياء الجيدة ونعطيها للبنان ولأهل لبنان من أجل مساعدتهم على تجاوز الصعوبات والأزمة التي يعيشون فيها وهي ليست سهلة على الإطلاق."

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على

 

 


شارك