أستراليا في الثمانينات: "أجر العمل لساعة واحدة كان يشتري 30 كيلو من اللحم"

shawki Muslmani

الشاعر شوقي مسلماني Source: shawki Muslmani/getty images

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

هاجر مع أسرته بسبب الحرب في عام 1977 وعمل في السكك الحديدية لمدة 34 عاما متصلين


استقبلت أستراليا موجات من المهاجرين اللبنانيين منذ أن كانت ولايات مستقلة، أي قبل إعلان الفيدرالية في 1901.

في الستينات والسبعينات بدأت تلك الموجات في الزيادة، خاصة مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية ورغبة الكثير من العائلات في المغادرة.

الشاعر شوقي مسلماني خرج من لبنان مع عائلته عام 1977 متجها إلى مدينة سيدني بسبب الأوضاع الأمنية.

وقال مسلماني لأس بي أس عربي24 "كانت الظروف الأمنية صعبة للغاية بسبب حرب السنتين في لبنان، وبالتالي هاجرنا خوفا على الأسرة."

وأضاف "كان والدي لديه أشقاء في أستراليا، فقاموا بإنهاء معاملة الهجرة وسافرنا، مع العلم أن الوالد لم يكن يوما يفكر في مغادرة الوطن لبنان."

وأكد "كان يقول دائما أنا مثل السمكة في الماء، لو خرجت من لبنان أموت."
لكن تلك لم تكن الهجرة الأولى لعائلة مسلماني، فالعائلة تتحدر من بلدة كونين في قضاء بنت جبيل بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان.

وقال مسلماني "الهجرة الخارجية سبقتها حروب في الجنوب أجبرتنا على ترك أراضينا وبلداتنا وحقولنا."

في السبعينات، كانت حركة الطيران إلى أستراليا موجودة، على عكس ما كان يواجهه المهاجرون في أوائل الستينات: "كان الناس يهاجرون بالبواخر ويمضون ثلاثة أو أربعة أسابيع في البحر، ولكن منذ عام خمسة وستين تقريبا بدأ الطيران ينتظم إلى أستراليا."

وصلت أسرة مسلماني في الخامس والعشرين من مايو أيار عام 1977، وكان في استقبالهم أفراد العائلة في سيدني والتي كانت تستضيف 70 في المائة من الجالية اللبنانية والعربية.
shawki Muslmani
الشاعر شوقي مسلماني Source: shawki Muslmani
لم يكمل مسلماني دراسته في أستراليا لظروف طارئة، وعمل في هيئة السكك الحديدية، واستمر بها لقرابة 34 عاما متواصلين.

وقال "كنت أتقاضى كل أسبوعين 230 دولارا، ولكن القيمة الشرائية لهذا المبلغ كانت عالية جدا."

وأضاف "كنت أذهب مع الوالد إلى محل لبيع اللحوم في Rockdale وكان كيلو اللحم بخمسة عشر سنتا أو أقل، وكنت وقتها أتقاضى أربعة دولارات وعشرة سنت في الساعة."

وقال "هذا يعني أن شغل ساعة واحدة كان يشتري ثلاثين كيلو من اللحم."

بالمثل كانت أسعار السمك، حيث كان العمل لساعة واحدة يكفي لشراء سبعة كيلوجرامات من أفضل أنواع الأسماك.

وأضاف مسلماني "اليوم يتقاضى الشخص 30 دولارا في الساعة ولا تكفي لشراء كيلو واحد من اللحم، في الماضي كانت الفلوس أقل ولكن القيمة كانت عالية جدا."
وقال "لحقنا بأستراليا وهي جنة عدن في آخر أيامها، ولكن بعد عام خمسة وثمانين بدأت أستراليا تنفتح على الولايات المتحدة والدول الغربية وتغيرت مظاهر الحياة فيها."

لخص مسلماني الفارق بين ما كان يحدث في الماضي وما يحدث الآن من خلال أحد الظواهر التي انقرضت الآن في سيدني.

وقال "رأيت مشهد عجيب في أحد محطات القطار، حيث كانت هناك بضائع على الأرض من حلويات وصحف وغيرها، وفوقها هناك نقود لا يأخذها أحد، والناس يأخذون ما يرغبون فيه ثم يضعون الثمن ويغادرون."

وأضاف "لم يكن هناك بائع أو شخص يراقب العملية، ولكن كانت هناك أمانة غير معقولة لدى الناس."

وأكد الشاعر شوقي مسلماني أن أستراليا لا تزال أرض الفرص: "البلد تعطي الفرص لكل إنسان يسعى إليها، فمن الممكن الالتحاق بالشرطة أو الجيش، وليس هناك تمييز على أساس العرق أو الدين أو اللون."

استمعوا إلى المقابلة كاملة مع الشاعر شوقي مسلماني في الرابط أعلاه


شارك