"مصر كانت أرقى من أستراليا في الستينات والآن أستراليا تسبقها بمئات السنين"

Naguib Kanawati/Macquarie University

الدكتور نجيب قنواتي وجواره أحد مواقع الحفريات في بني حسن في مصر Source: Naguib Kanawati/Macquarie University

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

عالم الآثار نجيب قنواتي هو أول من حصل على الدكتوراة من أستراليا في علم المصريات ومؤسس المركز الأسترالي للدراسات المصرية في جامعة ماكواري.


الدكتور نجيب قنواتي هو أول من درس علم المصريات القديمة في أستراليا، ليحصل على الدكتوراة في هذا التخصص.  

وأنشأ الدكتور قنواتي المركز الأسترالي للدراسات المصرية في جامعة ماكواري في سيدني عام 1990 ليصبح واحدا من أكبر مراكز الدراسات المصرية في العالم.

ورغم أن رئاسة المركز بالانتخاب كل ثلاث سنوات، إلا أنه في كل مرة كان يتم إعادة انتخاب البروفيسور قنواتي: "أُعيد انتخابي عشرات المرات، ولا زلت مدير المركز منذ عام 1990 وحتى الآن."

الدكتور نجيب قنواتي البالغ من العمر 79 عاما، وصل إلى أستراليا في السابع من نوفمبر تشرين الثاني عام 1968.
Professor Naguib Kanawati
نجيب قنواتي عالم الآثار المصرية Source: Naguib Kanawati
وقال لأس بي أس عربي24 "كانت الهجرة مفتوحة في ذلك الوقت بعد نكسة 1967 في مصر، وكان هناك ثلاث مجالات للهجرة، أمريكا وكندا وأستراليا."

اختار الدكتور قنواتي أستراليا بسبب تشابه مناخها مع مدينته الاسكندرية في مصر: "الاسكندرية تقع على خط عرض 32 شمالًا، وسيدني تقع على خط عرض 32 جنوبًا، أي أن درجات الحرارة متساوية تقريبًا في البلدين مع اختلاف المطر."

استغرقت الرحلة إلى سيدني 24 ساعة، ولكن لحظة الهبوط حملت مفاجأة غير سارة: "كان عبد الناصر قد أنهى أعمال مطار القاهرة ليصبح تحفة معمارية، وعندما وصلتُ إلى سيدني وجدتُ سقف المطار مغطى بالصفيح." وأضاف: "تساءلت هل هذه هي أستراليا التي هاجرت وتركت مصر من أجلها".

لكنه أكد "بأن أستراليا الآن وبعد أكثر من خمسين عامًا تقدمت مئات السنين عن مصر."
كان أول حواجز الاستقرار أمام الدكتور نجيب قنواتي هي اللغة الإنجليزية، لدرجة أنه قرر العودة إلى مصر أكثر من مرة.

وقال: "حجزت تذكرة العودة بالفعل ووصلت إلى المطار، ولكن قلت لنفسي، إن تلك الخطوة ستكون هزيمة كبيرة للغاية، فقررت البقاء ومواجهة حاجز اللغة."

وصل عالم الآثار المصري إلى أستراليا وهو يحمل درجة الماجيستير، حيث كان قد درس بالفعل الآثار المصرية في جامعة الإسكندرية، وسعى إلى إكمال الدكتوراة في تخصصه.

لا زال يذكر أول مقابلة له مع رئيس قسم التاريخ في جامعة ماكواري عندما طلب منه استكمال الدراسة في علم المصريات القديمة، ويسردها الدكتور قنواتي: "ضحك رئيس القسم - وقتها- بطريقة هستيرية عندما سمع طلبي استكمال الدكتوراه بعلم المصريات القديمة في استراليا،  وقال لي إن طلبك بدراسة علم المصريات القديمة في جامعة في أستراليا يشبه الأسترالي الذاهب إلى مصر لدراسة علوم السكان الأصليين الأستراليين، فهذا أمر غير منطقي،  لذلك طلبك مرفوض."

لكن الدكتور قنواتي أصر على المضي قدمًا، وقام بالمتابعة في دراسة الدكتوراة مع مشرفين من خارج أستراليا، ليصبح أول حاصل على هذه الدرجة في علم المصريات في أستراليا.

وخلال دراسته طلبت جامعة أوكلاند في نيوزيلندا مُدرسًا في الحضارة المصرية القديمة، فقدم على الوظيفة دون أي أمل في الحصول عليها، لكن الأقدار ساعدته.
naguib Kanawati
مقبرة دندرة أحد مواقع العمل التي يعمل بها المركز المصري الأسترالي للمصريات الذي أسسه الدكتور نجيب قنواتي Source: Macquarie University
وقال "أنا مدين لحرب 1973 بحياتي كلها." وأضاف "عندما قدمت على الوظيفة وضعوني في القائمة كاسم إضافي باعتباري موجود في أستراليا بالقرب منهم، وكان هناك ثلاثة أساتذة قد قدموا عليها وأنا في المرتبة الرابعة."

وأضاف موضحاً: " هؤلاء الأساتذة كانوا في مصر يقومون بحفريات عندما اندلعت الحرب وعلقوا هناك، فاضطرت الجامعة لتعييني ولم أحصل على الدكتوراة حينها."

انطلقت مسيرة الدكتور قنواتي الأكاديمية والتي شهدت كتابة أكثر من 60 كتابًا وعشرات المقالات والأبحاث العلمية، كما أسس المركز الأسترالي للدراسات المصرية وترأسه  منذ ذلك الحين.

كما حصل الدكتور قنواتي على الوسام الملكي الأسترالي عام 2007، ووسام المئوية عام 2003 وانتُخب زميلاً في الأكاديمية الأسترالية للعلوم الإنسانية عام 1997 وزميلًا للجمعية الملكية لنيو ساوث ويلز عام 2015.
عن تكريم الدكتور قنواتي وإنجازاته يقول: "لم أسع إلى التكريم، بل أعتبر نفسي شخصًا محظوظاً الأنني عشقت هواية ومكنني ربي أن أقضي عمري أمارس تلك الهواية."

وأوضح: " عندا تعمل بما تهوى فهذا ليس بالحمل الثقيل، بل بالعكس، فأنا حاليًا بعمر79 عاما وأرفض أن أحال على المعاش، لأنني أعشق ما أعمل. لذلك أنا أعمل حتى الآن في مكتبي من الثامنة صباحًا وحتى التاسعة مساء، وأعمل حتى في أيام العطل الأسبوعية."

وعن الحياة الاجتماعية في حياة الدكتور قنواتي قال: "أنا اجتماعي للغاية، ولدي أصدقاء كثر، ولكني أقابلهم في ليل السبت ويوم الأحد فقط."

ووجه الدكتور نجيب قنواتي نصيحة للمهاجرين الجدد قائلً:ا "ادرس اللغة جيدًا كي لا تظل غريباً في هذه البلد، وثق في نجاحك وابذل مجهودًا واخلص في عملك، عندها ستنال النجاح."

استمعوا للمقابلة كاملة مع الدكتور نجيب قنواتي في الرابط أعلاه


شارك